ثوار الجنوب يزيحون.. «عبء العباءة»!

كفررمان

كيف سيتدبر إنهاء هذه الحالة الشاذة عما صنع من بيئة نقية صافية الولاء له؟ هؤلاء لم يأتوا من بلاد الله البعيدة في لبنان. إنهم أبناء البيوت الجنوبية نفسها التي تنتج مناصريه.

أبناء اللهجة نفسها، والأرض المحتلة نفسها، والدم المسفوك فداءها نفسه. لا يستطيع اتهامهم بأنهم من الاقطاع البائد ولا يستطيع اتهامهم بأنهم من شيعة السفارات. لا يستطيع اتهامهم بالعمالة ولا بمحاولة التطبيع. سيتهمهم بأنهم من اليسار البائد. بعضهم كذلك، يسار ليس بائداً وما زال صوته عالياً. واليسار جنوباً عتيق عتق الشعر الذي تغنى بجبل عامل وبعماله وفلاحيه ونقاباته وشتلات تبغه المر.

اقرأ أيضاً: الثورة «المخابرتية» المضادة.. شيعة شيعة شيعة!

كيف يشيطنهم الثنائي والناس تعرفهم؟ كيف يشيطنهم وهم يطالبون بما طالب به أجدادهم وآباؤهم؟ لا سلاح في يده ضدهم إلا الهتاف باسم الشيعة. لديه جيش من المتطوعين للادعاء بأنهم الناطقون باسم طائفة بأكلمها. في المقابل، ليس لدى هؤلاء إلا صمودهم الذي يبدو هذه المرة أعتى من أي صمود آخر. وحدهم يقفون في وجه الثنائي أولاً، والسلطة الفاسدة من وراءه ثانياً. وحدهم يخوضون ثورتين.

هذه ضريبة مضاعفة يدفعها الخارجون من تحت العباءة، يساريين وغيرهم. أكثر ما يقلق العباءة هو أن يصير الخروج من تحتها إلى الشمس عدوى. وأفضل ما في الجنوبيين الثائرين إنهم يؤمنون بأنفسهم فقط، لا بالثنائي ولا بالعباءة.

السابق
السيد علي الأمين يتصدّى في مؤتمر صحافي لتخوين الثنائي الشيعي: أرفض المشروع الإيراني
التالي
كفررمان سنديانة الجنوب وملجأ ثوار تشرين: أهلاً بالتنوع