الحريري يُثبّت «عزوفه الحكومي».. ودريان «يبارك» أي مرشح!

الحريري ودريان
يطرح إعلان الرئيس سعد الحريري إنسحابه من التكليف والتأليف على مسافة ساعات من موعد الاستشارات النيابية غداً العديد من التساؤلات لعل ابرزها من ستكون الشخصية البديلة للحريري؟ وهل ستحوز التسمية المطلوبة؟ والميثاقية السنية؟

المرجح حتى الساعة وفق مصادر متابعة لتاليف الحكومة وللتطورات الحاصلة فيه، ان الاستشارات قائمة وان هناك مشاورات قائمة الليلة لتحسم الكتل النيابية قرارها وتسميتها بين مجموعة من الاسماء المطروحة، مع امكانية ان يكون هناك “إسم مخفي” او مخبأ في جعبة الاكثرية تحتفظ به منذ البداية لكنها تنتظر من الرئيس الحريري ان يعزف هو لتسميه. اي احرجه فاخرجه فإما حكومة بشروطنا او نسحب مرشحنا من قبعة “الإخفاء”.

وصحيح ان الحريري قلب الطاولة مرة ثانية وخلط الاوراق من  كونه المرشح الاوحد للتكليف وفي يده “البركة” السياسية السنية  لاي مرشح بديل عنه، ولكن المفتي عبد اللطيف دريان كما نقل عنه النائب فؤاد مخزومي نزع الميثاقية السنية من يد الحريري كإسم سني وحيد يلقى بركة دار الفتوى ليعطيها لاي اسم آخر يكلفه مجلس النواب، وهذا الامر يطرح تساؤلات عن تبدل موقف المفتي وامام شخصية يتردد انها تنال بركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولكن كان ينقضها الميثاقية السنية وبركة دار الفتوى.

في المقابل عزوف الحريري عن الترشح حوله الى  “ناخب” ونائب سيسمي غداً في إجتماع كتلة المستقبل شخصية سنية، ككتلة تقوم بعملها النيابي وليس كمرجعية سنية الاكثر تمثيلاً وحضوراً.

إقرأ أيضا”: عشية الإستشارت: اللعب على عامل الميثاقية مستمر.. ومساعٍ لعودة باسيل للحكومة!

وهناك فرضية في هذا الاطار ان يسمي الحريري اسم شخصية قد لا تلقى قبول الاكثرية.

وما توفر من معلومات وفق الاوساط عن تمنيات مرجعيات اتصلت بالرئيس الحريري اليوم كما زاره المعاون ‏السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل وتمنّى عليه الجميع قبول التكليف إلاّ أنه حسم ‏موقفه بالإعتذار، يؤكد صدقية الحريري في قراره ويؤشر الى انه قلب الطاولة مرة ثانية وانه لم يكن يناور في الاستقالة، ولم يكن يناور ايضاً عندما قال للاكثرية فتشوا عن احد غيري في ظل إصراره على حكومة تكنوقراط وتمسك الاكثرية بتكليفه ولكن بحكومة تكنو– سياسية.

ويعكس كلام الرئيس نبيه بري، حجم الارباك والقلق والمكابرة في آن معاً لدى الاكثرية، اذ دعا “الجميع الى الإقلاع عن سياسة الهوبرة والمكابرة والإنكار، والعمل بمسؤولية وطنية على نزع كل عوامل التعطيل، وعدم التقليل من خطورة الوضع اذا بقيت الامور على حالها، حيث لم يعد مقبولاً ولا مسموحاً الإستهتار بمصالح لبنان واللبنانيين”.

 وفي حين يؤدي إعلان الحريري عدم ترشحه، في تثبيت الانتصار الكامل، الاول بالاستقالة  والثاني بالعزوف عن الترشح في ظل التعطيل ورفض الاستجابة لمطالب الناس، يطرح سؤال عن هوية الشخصية التي ستكون بديلة عنه والتي ستكون حتى ايجادها كلمة السر لجمع الاضداد حولها.

اي ان لا حكومة في المدى المنظور منطقياً وعملياً، الا في حالة وحيدة ان تكون الاكثرية ومعها الوزير جبران باسيل ستعمد الى الكشف عن اسمها “المخبأ” تحت ذريعة ان الحريري ليس مرشحاً ولم يسم احداً والميثاقية السنية موجودة من دار الفتوى. فما المانع من تسمية اي شخصية سنية اخرى؟

وفي هذا الاطار يصب بيان باسيل الذي اثنى على قرار الحريري بعدم الترشح في مقابل ان يسمي غيره وهذا لن يحدث طبعاً!

السابق
رسالة «مغلقة» إلى حسن نصرالله ونبيه بري وسعد الحريري!
التالي
مساءلة ترامب انطلقت.. هل يتم عزله؟