الدعوة إلى الهجرة ليس أسوأ وأخطر ما قاله عون !

أثارت تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون مساء أمس التي اطلقها في المقابلة التلفزيونية التي أجراها ردود فعل غاضبة من قبل المحتجين الذين عادوا مجددا الى الشارع واعتصموا في الساحات،

أسوأ وأخطر ما قاله الرئيس عون هو التالي:
لا لحكومة تكنوقراط ليست من المكونات السياسية الممثلة في المجلس. الحكومة العتيدة هي من حواضر المجلس النيابي ببعض الأوجه الجديدة، باسيل قد يكون في عدادها. أخذت بعين الإعتبار مطالبكم المحقة: محاربة الفساد، معالجة الوضع الإقتصادي وتحقيق الدولة المدنية والحكومة سوف تلتزم بتحقيقها. ولكن، ما أن تشكل، عليكم إخلاء الساحات.

إقرأ أيضاً: بين الحراك والرئيس.. «حفلة جنون»!


تعليقي:
1) صدم عون الإنتفاضة برفضه حكومة التكنوقراط. من حق الإنتفاضة أن تحلم بها وأن تعارض حكومة مشكلة من الطبقة السياسية الفاسدة ذاتها وواقعيا” مسيّرة من حزب الله، كونه يمتلك الأغلبية النيابية والقوة العسكرية والأمنية.


2) وإذا كانت حكومة التكنوقراط مستحيلة التحقيق في المرحلة الحالية (وقد عبرت عن رأيي هذا مرارا” في السابق)، إلا أن الإنتفاضة على حق بأن لا تثق بهذه الطبقة السياسية وثمة أهمية قصوى أن تظل متأهبة كي تشكل قوة الرقابة والمحاسبة كون البرلمان “منن وفين” ولا يصلح بأن يقوم بهذه المهمة،وإن كانت من واجباته الدستورية.


3) فالحكومة كما وصفها عون، عن موازين القوى وعن توجس حزب الله بأن لا يكون ممسكا” بها في ظل ما تخوضه إيران، وهو جزء منها، من منازلة مع أميركا وحلفائها. بالتأكيد، هكذا حكومة لا تلبي تطلعات وأماني الشعب المنتفض وهي غير مستحبة من اللبنانيين الأحرار.


غير أن أي حكومة ببرنامج إصلاحي مراقبة من الإنتفاضة قد توقف تدحرج الوضع الإقتصادي والمالي إلى القعر، مع ما ينتج عنه من إفقار للشعب وتدمير الإقتصاد والبطالة ومآسي إجتماعية وفلتان أمني وحروب داخلية أو خارجية وغيرها من الكوارث التي تحدث عند إنهيار الدول.
أخشى أن يكون عون قد ضيّع فرصة إدارة الصراع بين الممسك بالسلطة وخاطف البلاد من جهة والشعب الثائر الخائف على مصيره والمنتفض من جهة أخرى.


واليوم، ثمة خشية فعلية في أن يذهب لبنان إلى الإفلاس وإلى مسارات عنفية قد تضع الإنتفاضة في مواجهة الجيش والقوى الأمنية، كما تدمر ركائز لبنان الأساسية، أعني الجيش والقطاع المصرفي.
وقد تكون “نتعات” عون في مواجهة أميركا-ترامب وأوروبا مقدمات لإدخال لبنان بالمحور الإيراني، إنسجاما” مع ما تفوه به السيد نصر الله عندما حمّل الإنهيار الإقتصادي لأميركا وإقترح مسلكا” إقتصاديا” بديلا” يكون مع الصين وروسيا والعراق وسوريا و…إيران. 

السابق
تعميم جديد لحاكم مصرف لبنان..
التالي
بالصورة.. نصب تذكاري واضاءة شموع عن روح شهيد الثورة علاء ابو فخر