بين الحراك والرئيس.. «حفلة جنون»!

قصر بعبدا ميشال عون
...في مملكة عم تنسرق مفتوح باب القصر*...

أتى اللقاء في القصر الجمهوري مع الرئيس  عاديا أنما في لحظة غير عادية ، في لحظة توتر عارم في البلاد، لا  يستمع فيها أحد لأحد والجميع يتحدث في الوقت نفسه، لا شيء غير الضجيج والنواح والعويل والبطالة والانين .

بلد مزدحم بالأبطال وبالمثقفين وبالثوريين وبالاصلاحيين ، بلد لا يحتمل هذا القدر من الخطابات الحماسية ومن الأغاني الوطنية ومن الاناشيد الثورية.

لبنانيون يحبون بلدهم اكثر من الحدّ المسموح وطنيا وطائفيا.

هناك من رسم خطوطاً و  خط الوانا قاتمة على لوحة الفوضى أكان من قطع طرقات ام حرقاً لاطارات سيارات ام خططاً لركوب تنين حراك متعدد الرؤوس  انهكه النضال واتعبته مهمة صدّ المؤامرات والشبهات ضده .
اخاف ان يموت التنين الموجوع من سمّ كثرة المؤيدين المشبوهين .

إقرأ أيضاً: حين يخِرّ «الرئيس القوي»!

ايّا يكن كلام رئيس الجمهورية في القصر الرئاسي فإن حفلة الجنون ستستمرّ طالما الدعوة عامة إذ هناك من صمّم على الرقص حول بقع دم ليكتمل المشهد ليصبح كرنفالا دوليا مفتوحا لكل الاحتمالات…

لماذا يقطع اشتراكي من خارج الحراك   طريقا دولية عند خلدة ؟ ولماذا لم يصوب الجندي رصاصه نحو الاقدام ؟
انها لحظة توتر عارم ، الجميع يشتم والجميع منفعل والجميع يظنون انهم مظلومون والمواطن يعتقد ان حياته موت.

ليست المفاجأة في الجريمة البارحة بل العجب لماذا تاخر مشهد الدم والتقاتل الى اليوم.

ما عاد الحراك عفويا  تحميه الفوضى، صار الحراك اكثر تنظيما ما جعل الفوضى تنقلب ضده.
لا يعيش تنين حراك متعدد الرؤوس طويلا  وخاصة ان كان بين الرؤوس رؤوسا خفية مجهولة الانتماء والنوايا ،رؤوسا تكفر الجميع وترفض كل الحلول وتلعن كل الضمانات.

داعش ليست حصرا على الحركات الاسلامية المتطرفة بل تتعداها لتتألق في اذهان كثيرين من فاسدين متمرسين ومن اصلاحيين عبثيين.

ما معنى ان يقود زعيم الدروز السيد وليد جنبلاط سيارته بنفسه ومن دون مرافقين في شوارع تعج بغاضبين وبمنفعلين وربما بمدسوسين لافتعال جريمة او للأخذ بثأر قديم.
كثيرون لا يتمنون الحياة للسيد وليد جنبلاط فلماذا تقصد المخاطرة معرضا نفسه لاغتيال سهل يُدخل البلاد في نفق مجهول يؤدي الى حرب اهلية.
هل في قيادته السيارة تهورا ام سلوكا رديفا للانتحار ام رديفا لجريمة موعودة وحده الله يعرفها…

تحاول قوى استخدام الحراك كمطية  لتوجيهه وفق حساباتها كما تحاول جهات سياسية وامنية تحويل الحراك  لساعي بريد بهدف تمرير رسائل خطيرة .

على الحراك ان يبقى بعيدا عن السلطة اكثر من بعده عن القوى السياسية الشريرة التي تحاول حرقه وان يتوقف عن قطع الطرقات نهائيا لانها انقلبت ضده.

بين عبثية وصدقية شرفاء منتفضين وبين استفحال غباء سلطة وتهور احزاب وقيادات لا تصدق ان هناك من يطلب منها كشفاً لحساباتها المالية مسافة متر واحد فقط عن حرب اهلية محتملة لمنع محاسبة المسؤولين عن الانهيار الاقتصادي.

بيتي مثل ورقة احترق
ما عاد عندي اهل*

السابق
بالفيديو.. لحظة القاء القبض على مطلق النار في جل الديب!
التالي
تعميم جديد لحاكم مصرف لبنان..