إلى السيد حسن: ماذا لو كان السيد عباس حاضراً …

مواكب سيارات

لو كان السيد عباس الموسوي حاضرا لمسح دموعكم بعباءته الشريفة وربّت على اكتافكم وقبّل جباهَكُم  وجلس بتواضعه على الأرض التي ستشهد أنّكم إن اردتم إلا الإصلاح وان من حركّكُم هو لوعاتكم وانّاتكم التي لم يسمع بها إلّا من عاناها..

ايها الثائرون…

بحكم تشرّفي بمرافقة السيد عباس، أشهد انّه السيد الذي لا يبحث عن نفوذ لحزب ولا يتوسل القوة بين أهله وأبناء مجتمعه ولا يرضى بأن تُرفع يد في وجه اخر مهما كان السبب والدافع، ويخاف الله في مظلوم او محروم او جائع كان يمكنه ان يدفع عنه ولم يفعل.. انّه كجدّه “علي” فلعلّ في الحجاز او اليمامة من لا عهد له في الشبع..

وهو السيد الذي كان يعتبر ان اولى مسؤولياته اتجاه شعب المقاومة وبيئتها الحاضنة رفع الحرمان والاهمال والاذلال والقهر وقطع اليد التي تشيع الفساد وتسرق لقمة الشعب من فهمه وتقاسمه أرزاقه لتشبع فجورها ونهمها ونهم الحاشية والأزلام  والأسرة..

ليست القوة يا سماحة السيد حسن في أن تأمر بعطسة او تنهي بعطستين.. انّما القوة الحقيقية  في كسب محبة الناس واحترام عقولهم ومحاورتهم بعيدا عن لغة الاتهام والتخوين.. القوة في احتضان الناس واستشعار ازماتهم كما احتضنتك حينما حاول العدو الاستفراد بك وتصويرك كأنك عصابة خارجة عن القانون ولا مشروعية لسلاحك..

ارفع لهم يدك بالحب وتحية التقدير ولا ترفع لهم اصبعك بلغة الوعيد. واذا كان هذا الحراك ماجورا او موجها كما قلت ولم تأت على مدعاك بدليل فإنه قد حقق غاياته واعَنْته على نفسك، فقد استطاع ان يضع هذه المقاومة التي تمثلها في مواجهة الناس ومطالبهم المحقة  هؤلاء الذين احتضنوا هذا النهج في اصعب اللحظات وصدقوك وما خونوك ووقفوا معك حين كانت بيوتهم تهدم فوق رؤسهم وامنهم في مهب الريح وعرقهم يختلط بدماء احبابهم والاشلاء لم تجمع وهتفوا نصرة لكرامتهم وبايعوك وما ارتضوا ان تُترك وحدك.

كثير من هولاء كان بالأمس عرضة لعصي شباب ارسلوا بقرار وكوفىء هؤلاء بالضرب والتوهين.

اخبرني يا سماحة السيد عن شعورك لو كان ابنك او ابنتك بين هؤلاء. لقد نجحوا ايضا في تصوير هذا النهج الذي حفر في ذاكرة الناس انه الحامي للحدود والاعراض اصبح حاميا للفاسدين والسارق من حلفائك الذين تريد ان تجعلهم الخصم والحكم وتوكل القرد بلم الطحين.

اعذرني على بوحي بمكنون نفسي وفي النهاية اقول لك لم تسعفك حكمتك في التعامل مع الداخل وهموم الناس. انكفئ وابق في طهر المقاومة ولا تتلوث فان ما وضعت به نفسك اليوم احلاه مر.

ان نجحت في افشال الحراك فستتهم على باب كل مستشفى ومدرسة وحرمان، وان فشلت فانك ادخلت نفسك في شعار “كلن يعني كلن”.

احذرك من نفسك فبعض القوة تزيّن قباحة الغرور بجمالية الحكمة فكيف بالقوة المضخمة.

والسلام..

السابق
المطاحن تحذّر وتكشف عن مهلة نفاد مخزون القمح!
التالي
” نصرالله.. “يداوي الناس وهو عليل