حوائج الناس «الساقطة» من حسابات «الثنائي الشيعي»

الثنائية الشيعية
في لقاء جمعني بأحد الفقراء من آل ناصر الدين من الهرمل يسكن في منطقة الأوزاعي، وكان قد عمل في إحدى الشركات في مطار رفيق الحريري الدولي لمدة عشرين سنة، ثم تم إيقافه عن العمل منذ سنتين، ولأنه مؤيد لحزب الله، فقد جعل يتردد منذ سنتين لمكتب مسؤول الارتباط في الحزب طالباً العون لتأمين وظيفة له ليتمكن من النفقة على عياله، وفي كل مرة - طيلة السنتين - كان يلقى من المسؤولين في مكتب الإرتباط وعوداً بتأمين عمل يليق بحالته، وحتى الآن لم يجد نتيجة، ولا ندري كيف قام هذا الرجل الخمسيني بتأمين نفقاته ونفقات من يعول طيلة السنتين الماضيتين؟

هذا الوضع دفعه ليبدأ بالبحث عمن يؤثر على مسؤولي المكتب المذكور ليتوقفوا عن المراوغة، وليتدخلوا بجدية لتأمين الوظيفة المنشودة، وهم الذين تمكنوا باتصال واحد من تأمين وظائف عليا ومنها وظائف لأولاد بعض المسؤولين في المصرف المركزي، فكيف عجز هؤلاء طوال سنتين بكل قدراتهم وإمكاناتهم عن تأمين الوظيفة المنشودة لابن ناصر الدين الخمسيني؟ هل لأنه من البقاع أو من الهرمل المكتوب عليهم القتل والقتال وعلى المحصنات جرُّ الذيول ؟ أو لأنه لا يملك ظهراً ليتصل بمسؤولي الثنائي الشيعي ليضغط باتجاه تأمين أسباب معاشه؟

اقرأ أيضاً: الثنائي الشيعي يحتكر الوظائف الرسمية ولا يحترم الكفاءات

هذا نموذج من آلآف المطرودين عن أبواب مسؤولي الثنائي الشيعي، والبعض من هؤلاء لا يمكنك أن تراه، وإذا اتصلت به لا تسمع له صوتاً، ومن العلامات الجيدة أن تمكن إبن ناصر الدين من لقاء بعض هؤلاء، ولكن من العلامات السيئة أن تعاطى معه بعض هؤلاء بنفاق بعض السياسيين – إن لم يكن جُلُّهم – عندما يكذبون ويراوغون ويدفعون مراجعيهم إلى اليأس من النتيجة بكثرة الذهاب والمجيء والأخذ والرد والوعد تلو الوعد حتى يصيبهم الكلل والملل فتزهق أرواحهم وأنفسهم، وهكذا دأب بعض السياسيين – إن لم يكن جُلُّهم – في التعاطي مع ملفات الفقراء والمحتاجين والمراجعين في موسم الاتتخابات وغير الانتخابات!

 فهل بهذا النهج بشَّر مؤسس المقاومة الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر، وهو الذي نزل بثقله مرة في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في منطقة الحازمية قبل الحرب الأهلية اللبنانية ليتدخل ليُعيد أحد الفقراء إلى عمله في أحد المطاعم التي كان قد طرد منها لأسباب مجهولة، ويومها كتب الإمام الصدر رسالة بخط يده لصاحب المطعم يدعوه ويرجوه ويطلب منه الرجوع عن قراره في صرف الفقير المذكور!

وقد نجح في اقناعه فتكلل تدخله بالنجاح ليعود الفقير المسكين إلى عمله في المطعم المذكور. وما زالت هذه الرسالة بخط السيد المغيب محفوظة كشاهد على غيرته على الفقراء وتفانيه في سبيل قضاء حوائج الناس، وهو الذي كان ينفق معاشه الخاص على الفقراء والمحتاجين من مراجعيه تأسياً منه بأجداده الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام.

اقرأ أيضاً: «الثنائي الشيعي والشيعي الثالث».. أعيش مأساة وغربة في بلادي

 فهل يوجد بين مسؤولي الثنائي الشيعي من يتصدى للخدمات بهذا المستوى؟ أم كلهم أبوابهم مؤصدة في وجه أصحاب الحوائج من الأتباع قبل الأغيار؟ أو يفتحون أبوابهم فقط قبل الانتخابات للوعود والعطايا الكاذبة الخاطئة؟

ألم يسمع هؤلاء جميعاً حديث النبي صلى الله عليه وآله حين قال: “الدين أن لا تكذب”، وحديث الإمام علي عليه السلام حين قال: “المؤمن لا يكذب”؟

السابق
ما بعد «أرامكو»…؟
التالي
توجه من رئيس الإحتلال لتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة اليوم