«الثنائي الشيعي والشيعي الثالث».. أعيش مأساة وغربة في بلادي

محمد رعد
صحيح أن حرب (تموز) وحدت النسيج الشيعي حول (الثنائي الشيعي) ما شكل سوراً منيعاً حصّنَ مداميك قلعة المقاومة في أقسى ظروفها .. وبالتأكيد بمشاركة ومساعدة كل اللبنانيين الشرفاء.. إلا أنَّ الصحيح أيضاً أن الشيعي الثالث أي: شيعة لا ينتمون إلى (الثنائي) والذين لا ينتمون لأي طرف سياسي أو ديني يجدون أنفسهم ودائماً مهمّشين ومبعدين بل ومنبوذين ومحاربين، علما أنهم ليسوا بشيعة (السفارة) ولم يكونوا يوماً إلا وفي الصف الأمامي عند كل كارثة كمتطوعين أو كضحايا، كجرحى أو كموتى أو كشهداء أبشكل مباشر أو غير مباشر ...

لا يكفي الشيعي الثالث ألماً أنه لم يدخل الدولة بأجهزتها الأمنية والجيش والقضاء ومؤسساتها العامة وجامعتها الوطنية إلا نادراً لاحتكار (الثنائي) كل المهام بل ازداد معاناة عندما وجد أنه غير مرغوب فيه في كل مؤسسات (الثنائي) الخاصة.. إلا في حالات الضرورة القصوى والملحة لنقص في اختصاص ما والذي بحال توفر المختص الحزبي أعيد إبعاده تحت عناوين غريبة وغير مقنعة…
يدعون الشيعي الثالث أن يشارك في كل مصيبة جماعية وفي كل مأتم جماعي وفردي وينسونه باستخفاف وازدراء عند كل عرس وفي كل موسم حصاد…
(الشيعي الثالث) مقهور ومهزوم ومصاب بتراكم الخيبات! فمن خيبته من دولته المُصادَرة والمُعتقلة من حفنة (الأحزاب) أمراء الحرب مستفيدين.. ومروراً بخيبته من (الثنائي) ووصولاً لخيبته لدفعه الثمن اقتصادياً ومهنياً ومالياً لمجرد كونه شيعياً من طوائف ومن شركات ومن مؤسسات ومن دول لا تجد في أداء (الثنائي) ما يلائمها فتلجأ لمعاقبة الشيعة ككل…

اقرأ أيضاً: عنتريات الممانعين وهدايا بوتين

ليس من الإيمان أن يتقدم (الشيعي الثالث) بطلب لعمل أو لتقاعد إلى أي مؤسسة خاصة (للثنائي) وأن لا يأتيه الرد لسنوات بل لا يأتيه.. كما ليس من الإيمان بشيء أن يحتكر بعض المحزبين والمقربين منهم خيرات المؤسسات وأن يضطر (الشيعي الثالث) أن يقبل الأيدي لدخوله حتى كمريض مهترىء على نفقة وزارة الصحة في مستشفياتهم الخاصة أو الحكومية المهيمنين عليها لأن تلك الأسِرَّة محجوزة للأنصار والأحباب والتبع… ليس من الإيمان أن يضطر (الشيعي الثالث) أن يقبل الأيدي من أجل حسم مالي لابنه التلميذ في مدارسهم الخاصة… ليس من الإيمان أن يضطر (الشيعي الثالث) أن يقبل الأيدي في (المجلس الشيعي) ليحصل على قبر يدفن فيه نفسه في روضة الشهيدين… من رفع أسماء الأنبياء والأئمة عليهم السلام على مؤسسات ومدارس لا فرق بتعاملها مع (الشيعي الثالث) والفقير عموماً مقارنة بمؤسسات خاصة أخرى تبغي الربح وتبغي الاحتيال…؟
(الشيعي الثالث) المقاوم أكثر نزاهة ورفعة وكرامة وشهامة وتعتيراً وبطولة وفقراً والماً ومرضاً وانهزاماً وصبراً على ما يراه ويعيشه من أي مواطن آخر …
ما أفلس محتالٌ إلا وتفاجأ (الشيعي الثالث) بأسماء وهويات المتضررين من المؤمنين من حوله.. ممن ضاعت أموالهم! ليتيه بالسؤال .. من أين لهم هذا؟
(الشيعي الثالث) لم يقتل، لم يزنِ.. لم يسرق.. لم يهاجر.. قدره أن يقبّل أيدي (إخوة يوسف) من شيعة النبلاء لكي يحظى بعيش شبه كريم بعد مرور اسمه على (جهاز الأمن الحزبي) للتأكد من عدم انتمائه لليسار المهزوم وللتاكد من عدم احتمال تحوله لجاسوس أو لعميل مستقبلاً.. للتأكد من حيثيات للرفض تصنع أعداءً مجانيين لا ينتظرون مرور أي جثة عند ضفة أي نهر وذلك لأنهم شرفاء.. خصّ الشرف بهم.. إنما موجودون عند ضفة النهر ليؤدوا الصلاة وليرفعوا الدعاء ليهدي لله المؤمنين أنفسهم وليس غيرهم وليمدّهم بحسن الأخلاق وليهديهم حسن التعامل مع (الشيعي الثالث) والناس أجمعين وإنا لله وإنا اليه لراجعون..
والحمد لله لا يحمد على مكروه سواه..

السابق
الأردن ينجز مسح الأملاك في فلسطين 1948 والضفة الغربية 1967
التالي
أمين المقاومة والشيطان الأكبر