سوزان المحمَّد تُظْهرُ تجليّات مفهوم الزّمن في شِعر أدونيس

غلاف كتاب
تتصدى الباحثة اللبنانية سوزان عبد المجيد المحمد، لـ"مفهوم الزَّمن في شعر أدونيس"، مظهرة تجليات هذا المفهوم، من خلال بحثها التحليلي، لثلاث قصائد لصاحب "الثابت والمتحوِّل"، اتخذت منها الكاتبة، نماذج ثلاثة لمقاربة موضوعها هذا، وهي: "فصل الصورة القديمة"، "قدّاس بلا قصد، خليط احتمالات"، و"الوقت". وذلك في دراستها الصادرة حديثا في طبعة أولى عن "دار الفارابي"، في بيروت (2019)، تحت عنوان: "مفهوم الزمن في شعر أدونيس (فصل الصورة القديمة؛ "قدّاس بلا قصد، خليط احتمالات"؛ و"الوقت"). قدَّم لهذه الدراسة، المُشرف على أطروحتها الدكتور محمد كشّاش.

وتكمن أهمية موضوع هذه الدراسة – وعلى حدّ قول الباحثة في مقدِّمتها – “في جدّته، لأن مفهوم الزمن (هنا) يعالج قضيّة وجودية ترتبط بالإنسان وبوجوده”. “بالإضافة إلى أن هذا الموضوع سيقدّم جديداً إلى قرّاء العربية. ويضيف إلى المكتبة العربية بحثاً متناولاً بطريقة جديدة تقوم على الدِّقة في التحليل، وتصل إلى استنتاجات مهمّة للدارس وللمكتبة العربية”. ولقد جرى في هذه الدراسة تتبع الزمن بمختلف دلالاته: الوقت والماضي والحاضر والمستقبل والموت، عبر أجزاء القصائد ومقاطعها المختلفة.

اقرأ أيضاً: «مالڤا» رواية تخلّي بابلو نيرودا عن طفلته المشوّهة

وسوزان المحمد في دراستها هذه تحاول الإجابة عن إشكاليات مختلفة جديرة بالبحث، وتتمثّل بعدّة أسئلة: أولها ما الزمن بالنسبة إلى أدونيس؟ هل الزمن في شعره أحادي الطبيعة أم أنه متعدد الجوانب؟ هل نظرة أدونيس إليه ثابتة أم أنها متغيرة بتغيّر الظروف والمواقف والأحاسيس التي يعيشها الشاعر؟ وإلى أي مدى يرتبط الزمن بالإنسان؟ وكيف يؤثّر هذا الأخير في سيرورته؟
وللإجابة عن هذه الإشكاليات، تم البحث فيها وتحليلها ومقاربتها، على أن تكون نقطة الارتكاز على مصادر ومراجع أدبية لغوية شعرية مختلفة تركها لنا الأقدمون والمحدثون، لنستطيع التوصّل في نهاية المطاف إلى رؤية محددة لكل إشكالية مع ما فيها من تحولات زمنية، تفرض ذاتها على المتلقيّ.
الإشكالية الأولى: كيف يكون الزمن في نظرة أدونيس ليس مضيَّاً للدقائق إلى ما لا نهاية؟، وكيف يجعله مركّباً على شكل تسلسل منطقي للأحداث، يكون فيه لكل سبب نتيجة، ولكل حدث الظروف المهيِّئة له؟
الإشكالية الثانية: كيف يكون الوقت غير ثابت في شعره، وكيف يتغيّر بتغيّر المواقف التي يطرحها؟!
الإشكالية الثالثة: كيف يرتبط الوقت ارتباطاً مباشراً بالإنسان الذي يحدد بأعماله طبيعة الوقت، وهو الذي يقرر التاريخ الذي يُريده.
تأتي هذه الدراسة مقسّمة إلى أربعة فصول، الفصل الأول خُصص للبحث في “مفهوم الزمن”، متضمّناً خمسة مباحث. الأول يتناول مفهوم الزمن لغة واصطلاحاً، والثاني يتحدث عن الزمن عند اللغويين والنحاة، والثالث عن مفهوم الزمن عند الفلاسفة، والرابع يتمحور حول الزمن عند الفقهاء والمتكلمين، والمبحث الخامس سيكون من نصيب الزمن عند الشعراء. وسيتم استخلاص نتائج مختصرة، راصدين القواسم المشتركة بينها وتبيان نقاط الاختلاف.

اقرأ أيضاً: خالدة سعيد تعالج تحوّلات حداثويّة في ‌«أفق المعنى»

يلي ذلك، الفصل الثاني الذي سيتم فيه دراسة دلالة الصور الشعرية في قصائد أدونيس الثلاث: “فصل الصورة القديمة”، “قدّاس بلا قصد، خليط احتمالات” و”الوقت”، على أن يبدأ الفصل بمقدمة وننهيه بخلاصة، والفصل الثالث تحت عنوان: دراسة الحقول الدلالية والانزياحات الواردة فيها، أيضاً تسبقه مقدمة ونخلص بعدها إلى ما توصّلنا إليه. أما الفصل الرابع فيخصص لدراسة التراكيب والتوازن بين الصوت والمعنى، وسيبدأ الفصل بمقدمة وختام هذا الفصل مع خُلاصة، تعرض ما تم تلقّقه واستنتاجه. على أن يلي الفصول الأربعة خاتمة للبحث. تُذكر فيها النتائج التي تم التوصل إليها. ونظرة أدونيس إلى الزمن من خلال هذه القصائد.

السابق
إلغاء «سياسي» لانتخابات صور منعاً للهدر.. وترسيخاً لأحادية حزب الله
التالي
لبنان المحكوم بالإعدام البطيء