أيمن رضا وباسم ياخور.. شراكة عمر على مذبح المصالح

باسم ياخور
لم تكن حلقة برنامج "أكلناها" الخميس الفائت لتمر مرور الكرام طالما الضيف هو الند الأكبر لباسم ياخور في مسيرته الفنية وهو الفنان الكوميدي أيمن رضا، لكن المفاجأة كانت بأن تتحول الحلقة إلى حديث الشارع السوري المنقسم أصلاً على وجود هم مشترك يجمعه، وهنا كانت النقطة اللافتة في قدرة تفاصيل بسيطة من الذاكرة على لم شمل الجمهور السوري على حلقة تلفزيونية مدتها ساعة واحدة.

من يتابع الحلقات السابقة من “أكلناها” يوقن أن الاختلاف واضح في حلقة الفنان أيمن رضا، فالأغنيات ليست مسجلة ولن تشفّر على اليوتيوب خوفاً من حجب الحلقة عبر الإنترنت لأن البرنامج لم يشتري حقوق ملكية الأغنيات، بالمقابل بدا أيمن رضا ذلك الفنان الشعبي المنسي الذي يستطيع بدندنة بسيطة إنعاش ذاكرة الجمهور عن أعمال قدمها في التسعينات ومطلع الألفين دون بذل جهد كبير، بل عفوية شديدة تدفعه عند كل إحراج للوقوف عن الكرسي والتوجه للمسرح. على عكس محاوره تماماً، فقد بدا ياخور في أضعف حلقاته من ناحية التصرفات وردات الفعل، ورغم أن البرنامج صور بمعدل ثلاث حلقات يومياً قبل عدة أشهر، لكن ذلك لم يغير من حقيقة ملامح ياخور على الكاميرا الذي بدأ منفعلاً مستاءاً وفي بعض اللحظات هجومياً رافضاً لما يقوله أيمن.

اقرأ أيضاً: ماذا بعد هيمنة اللبنانيين على الدراما المشتركة!

السبب في ذلك أن فلك الأسئلة التي دار بها أيمن تمس ياخور مباشرة، والتراشق الكلامي حوّل الحلقة إلى أشبه بحرب باردة تأخرت عدة سنوات للاستعار. فكل منهما يتقن ملعبه ويعرفه جيداً، ولكن ماذا إذا جاء الند إلى أرض منافسه واستخدم كافة الأسلحة ضده وعلى شاشة التلفزيون أمام ملايين المشاهدين. وهنا كان الفارق في أن رضا لم يكن لديه ما يخسره من اعتبارات فهو ليس بمقدم برامج ولا يطرح نفسه كاسم تسويقي مثل باسم ياخور، وبالتالي لن تخسره الحلقة بتصريحاتها النارية جماهيريته بدل ستزيد من تأثيره لدى الشارع السوري كفنان عفوي أمام باسم الذي يطلّ على الجمهور من منبر المقدم التلفزيوني الذي يبرمج كل حركة من حركاته ويتحكم بدفة الحوار كما يشاء ويوهم الضيف أنه أعلى شأناً منه.

لتأتي الحلقة وتكسر هيبة ياخور الذي بات في الفترة الأخيرة ضمن موقف مربك بعدما اهتزت صورته داخل الوسط الفني لقربه الشديد من حوت الاقتصاد السوري الجديد سامر الفوز، ولكن ما الذي دفع باسم لعرض الحلقة طالما لديه كل هذه الصلاحية والحلقة بحكم المسجلة منذ شهور وقد تمكنّ من إيقاف حلقة حوارية للفنانة نسرين طافش في برنامج آخر على ذات القناة نظراً لخلافات شخصية بينهما؟!

اقرأ أيضاً: هولييود، بولييود، إسلامييود، عربييود….

ربما أدرك باسم أن تغييب الحلقة عن الشاشة أكثر إثارة للجدل من عرضها، وأن في الحلقة اتهامات يراها “باطلة” قذفها أيمن بحقه وتدين رضا أكثر مما تدين ياخور، علاوة على أن باسم يدرك جيداً افتقاده للشريك الكوميدي منذ وفاة الفنان نضال سيجري الذي جاء بديلاً عن رضا في بطولات باسم الكوميدية. ومن حينها فشل ياخور في إعادة ترميم الثنائية مع رضا، كما لم يجد البديل الفعلي رغم محاولته ذلك في عدة مسلسلات. فالاستثمار في جماهيرية هكذا لقاء والتنويه في نهايته عن نية اللقاء في عمل كوميدي مجدداً، يدفع للتساؤل عن قبول باسم ياخور الإهانة من شريك نجاحاته الكوميدية وعلى الهواء مقابل العودة بعمل كوميدي يعيد لياخور بريق الدراما المفقود الذي فشل لليوم في تصديره كنجم صف أول قابل لحمل بطولة مسلسل بأكمله.

السابق
هذه هي محصلة تفتيش «وزارة العمل» ليوم الاثنين
التالي
علم الدين لـ«جنوبية»: ملف النفايات سيبحثه الحريري غداً.. ونأسف لاستغلاله طائفياً