علم الدين لـ«جنوبية»: ملف النفايات سيبحثه الحريري غداً.. ونأسف لاستغلاله طائفياً

تربل
بعد موجة احتجاجات شعبية، هدأ ملف النفايات في أقضية زغرتا والكورة وبشري والمنية- الضنية في الشمال بعد توقّف البلديات عن جمع النفايات ونقلها الى مطمر في جبل تربل، إضافة الى تدخل الرئيس سعد الحريري واعطائه الضوء الأخضر للنائب عثمان علم الدين بايقاف المطمر. إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، ومخاوف من عودة النفايات الى الشوارع، في ظل عدم اعتماد حلول دائمة منذ المرة الأولى.

بدوره الحريري قال من واشنطن أن بعد عودته سيكون له موقف من ملف النفايات، وأن الدولة ستنفذ قراراتها وتفرض كلمتها “وانتهينا”، ومن جهة أخرى يلتزم وزير البيئة فادي جريصاتي الصمت رافضاً التحدث عن الموضوع، قبل عودة الحريري من الخارج.

سحب الفتيل من الشارع أتى بعدما طُلب من البلديات التوقف عن نقل النفايات من قبل وزارة الداخلية، دون إعلام وزارة البيئة بذلك رسمياً، وذلك لأن قرار نقل النفايات الى مكان ما يعود الى البلديات ومرجعيتها وزارة الداخلية، ولكن ما هي قصة مطمر تربل؟

في هذا الشأن، أوضح مستشار وزير البيئة المهندس شاكر نون أن البلديات تقدّم لوزارة البيئة مشاريعها لإدارة النفايات، إن لجهة إنشاء معمل أو مطمر أو «باركينغ» أو مركز فرز، وكلّها تخضع لدراسات الوزارة التي تبدي رأيها. وما قُدّم إلينا هو إقتراح لإنشاء «parking» في تربل وهو أمر يكون موقّتاً.

مشيراً الى أنه تم الكشف عليه وتم إبلاغ وزارة الداخلية بإمكانية اعتماده، فأعطت وزارة الداخلية توجيهاتها، بناءً على قرار وزارة البيئة إلى إتحادات البلديات المعنية للتحرك وتنفيذ القرار، كونها الجهة المنفذة، بعد وضع المعايير عبر جهة استشارية من وزارة البيئة.

الخطة المتكاملة على جدول الأعمال

البحث عن حل مؤقت في السابق أبقى الأزمة مؤقتة الى اليوم، وبالتالي استخدام حلول مؤقتة جديدة سيطيل من أمد الأزمة، مفاقماً بذلك الأثر الصحي والبيئي للأزمة. وتفادياً لذلك عُلم أن الحريري وعد بأن تكون خطة النفايات المتكاملة التي قدّمتها وزارة البيئة منذ حزيران الفائت على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء.

وفي ظل هذه الدوامة المستجدة شاهدنا النائب عن كتلة المستقبل عثمان علم الدين نزل الى مكان تجمع الأهالي وقال لهم بأن لا مطمر سيفتتح في المنطقة وإذا تم ذلك فليعتصموا في بيته.

وفي حديثه لموقع جنوبية، أشارعلم الدين الى أن “الرئيس الحريري سيعقد غداً اجتماعاُ موسعاً لبحث ملف النفايات، ولحد اللحظة لا قرار من قبله، بانتظار نتائج اجتماع الغد بعد ما يسمع من الجميع ما لديهم، ومن ثم نذهب الى قرار يكون أقل ضرراً على كل المنطقة، وبالوقت عينه لحل الأزمة بطريقة علمية وليس عشوائية”.

النائب عثمان علم الدين

مضيفاً الى “أن الموضوع ليس كما صوره بعض الإعلام بأنه طائفي أو مناطقي، فالمنطقة الموجود فيها المطمر يتكون محيطها من الإخوة المسيحيين، وبالتالي نحن اعتراضنا من منطلق صحي للجميع فلن نقبل بمطمر في زغرتا ولا في الكورة، وقد شهدنا اعتراضات من أفرقاء آخرين كتيار المردة”.

وقال: “الملف أبعد من كونه سياسي فنحن نشعر بعدم ثقة، فالأزمة عمرها 18 سنة، ومنذ ذلك الحين تُرمى النفايات بطريقة عشوائية”.

وعن الخطة المقدمة من قبل وزارة البيئة الى مجلس الوزراء، قال علم الدين بأنه مطلع على جزء منها، و”نحن نقول أن أزمة النفايات ليست أزمة مناطقية، فلبنان كله يعاني منها وبالتالي نتمنى أن تكون الخطوات المقبلة ايجابية، وأن لا تكون النفايات نقمة بل نعمة مثل معظم البلدان التي تحصل على مردود مالي منها للدولة”.

وأضاف: “غدا ستكون لدينا كل المعطيات والرئيس الحريري سيتابع الملف مع اللجان المختصة”.

اقرأ أيضاً: جريمة مطمر جبل تربل: لا بأس إن مات «أبناء الجارية» كُرمى لعيون «أبناء الست»!

وعن محاولة وزارة البيئة لرمي الكرة بملعب الداخلية، أكد علم الدين أنه من الطبيعي عندما يرسل وزير البيئة كتابا للداخلية أو الدفاع بموضوع معين تتم مآزرته، ولكن عندما وصلت تفاصيل الموضوع الى الرئيس الحريري وتبين له الضرر بشكل العلمي، فقد تم بنتيجته توقيفه فوراً بقرار منه”.

وبخصوص امكانية التنازل والقبول بالمطمر نتيجة ضغوطات سياسية، أوضح علم الدين “أن الأمر ليس سياسيا،ً والأهالي لن يقبلوا بأي أمر يضر بصحتهم ونحن الى جانبهم ونطالب بحل علمي”.

ورفض علم الدين أي حل مؤقت سيطرح لأن المؤقت استمر ل18 سنة وقال: “بدن يسمحولنا فيها”.

السابق
أيمن رضا وباسم ياخور.. شراكة عمر على مذبح المصالح
التالي
«وفا» ترصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية