ماذا بعد هيمنة اللبنانيين على الدراما المشتركة!

روبي
فرضت الشركات السياحية في دول الخليج العربي رؤية جديدة للدراما مطلع الألفية الثالثة، بعد أن تحولت مدن كدبي وأبوظبي إلى مراكز تصوير لمسلسلات هدفها الجذب السياحي غراراً على ما فعلته الدراما التركية من تأثير وإنعاش للسياحة الداخلية من الزوار العرب الذين تأثروا بشكل كبير بالمناظر الجميلة في المسلسلات المدبلجة.

وهكذا ولدت فكرة أول مسلسل عربي سياحي تحت اسم “مطلوب رجال” عن نسخة أجنبية قدمت معربةً في دبي عام 2010، وفتحت الباب على ما يسمى “الدراما المشتركة”.

في العمل ذاته تصدرت البطولة الفنانة السورية جومانة مراد مع مجموعة من الممثلات السوريات وحلّت الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم حينها بدور مساعد كأول إطلالة لها عربياً، في حين كانت الفنانة سيرين عبدالنور تستعد لاقتحام الوسط الفني عبر شخصية “روبي” في مسلسل صوّر بين لبنان ومصر وكانت فيه الوجه الجديد أمام الفنان السوري مكسيم خليل، فقدّم لسيرين دور العمر الذي بنت كل شهرتها فيما بعد عليه.

اقرأ أيضاً: لماذا غزتنا «نتفلكس»؟!

توسع إطار الدراما المشتركة ودخلت الشركات اللبنانية على خط الإنتاج فيه مستفيدة من تدهور الوضع الأمني في سوريا وغياب نجوم الصف الأول مع إقفال السوق المصرية أمامهم إثر صعود جيل من النجوم المصريين الشباب الى الصدارة.

 فما كان من الفنانين السوريين إلى التهافت الى بيروت للحصول على مقاعد البطولة في مثل هكذا أعمال تجنبهم من الاستقطاب السياسي وتحافظ على حضورهم الجغرافي القريب من سوريا ظناً منهم أن ثقل القرار بيدهم فهم أبطال المسلسل ويسّوق على اسمهم.

وهذا ما بدا فعلاً في البداية بعد أن حفلت عدة مواسم بحضور تيم حسن وعابد فهد ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب وقصي خولي وأخيراُ معتصم النهار في بطولة مسلسلات مشتركة وتصدرهم البوسترات، في وقت كانوا يساهمون في صعود أسماء قادمة من عالم التجميل في لبنان إلى سدّة البطولة، لتتحوّل سيرين عبدالنور ونادين نجيم ودانييلا رحمة ومؤخراً سيتفاني صليبا وفاليري أبوشقرا إلى نجمات لديهن جماهيرية عربية عالية، عكست البوصلة باتجاههن وبتن يتحكمن بما يمكن وصفه بطبخة الدراما المشتركة.

وهكذا، فخلال العامين الأخيرين تحوّلت الأعمال المشتركة في غالبيتها العظمى إلى الطابع اللبناني وتجاوز فكرة التصوير في لبنان إلى “لبننة” تفاصيل العمل من خطوط الحكاية إلى لكنة الشخصيات وفرض الحضور اللبناني ولو اضطر الممثل العربي للحديث باللهجة اللبنانية.

اقرأ أيضاً: عن ثنائية الحسناء اللبنانية و«البطل السوري» في الدراما العربية المشتركة

واليوم تطلّ الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة تتحدث اللبنانية في مسلسل “دولار” ويتبعها الشهر القادم الفنان التونسي ظافر العابدين يتحدث اللبنانية في مسلسل “عروس بيروت” مع أنباء عن توقيع عقود مسلسلات لموسم منتصف العام ورمضان القادم بأسماء لبنانية بحتة ورتوش سوري أو مصري يعكّز العمل.

فهل ستتكرّس سيادة العنصر اللبناني بصفته عامل الاستقطاب الأول لهذه المسلسلات؟ ويُعترف أن بيروت باتت قلعة للدراما العربية التي لا بد من الانصياع لقوانينها، فينتقي منتجوها النجوم والممثلين العرب، ليلعبوا أدوارهم في المسلسلات المشتركة وفق رؤية المخرج اللبناني؟

السابق
معتصم النهار يجذب نجوم سوريا إلى عمله الرمضاني القادم!
التالي
واشنطن: إيران تهدد المنطقة.. وعقوبات على غير الشيعة اللبنانيين