هولييود، بولييود، إسلامييود، عربييود….

الدراما اللبنانية
يتذمرّ كثيرون من اللبنانيين المحافظين من محتوى الدراما اللبنانية التي تبدو منسلخة عن الواقع والتي تعتمد الايروتيكا (الاثارة الجنسية) كإيحاء وتعتقد انها تكسر محرّمات إجتماعية بحجة الجرأة والحداثة والتطوّر وفي الحقيقة هي وقاحة وفوضى وتخلفاً عن دراما الدول المجاورة.

ربما الذوق اللبناني يحبّ هذا النمط من المسلسلات وربما الضجر وحالة السأم والاكتئاب العام تدفع باللبناني باتجاه متابعة وهم وسراب تسلية ما.
وكأنّ المسلسلات اللبنانية لها رسالة قلب مفاهيم واباحة تعاميم ونشر افكار سائدة في بلاد أخرى كنتيجة طبيعية لعولمة ثقافة مشبوهة تهدف الى الاطاحة بثقافات خاصة بالشعوب الاخرى من اجل عملية غسل ادمغة طويلة المدى وعلى مدار تسلسل اجيال ما بعد أجيال.
في المقابل تنعدم المواجهة الثقافية الفنية لهذا السيل الثقافي الطارىء والمشبوه فقناة المنار مثلاً، الملتزمة و المحافظة والممثلة لخط مواجهة الغزو الثقافي تنعدم فيها المسلسلات اللبنانية الموازية التي بإمكانها جذب المشاهدين اليها لوقوعها في اسر الخطاب الديني المتكرّر الى حدّ الرتابة المملة واعتمادها اللون الحزين والقاتم لبرامجها عن الموت والاستشهاد والمآسي والحروب ودعوات لا تنتهي لمجالس عزاء تنفر المشاهدين الذين هم مكتئبين بالأصل وحتى حلقات الفكاهة فيها وخلال شهر رمضان الكريم لا تضحك احداً…
أين الخطّة الثقافية الفنية لمواجهة الغزو الثقافي الممنهج المشبوه؟

اقرأ أيضاً: الدراما اللبنانية: عشرة مواضيع محظورة

اعتمد العرب سابقاً على المسلسلات المصرية الهادفة والمحافظة في مضمونها ثم تمكنت الدراما السورية من اخذ مكانها الجيّد في المواجهة الى ان تمكنت شروط التسويق من اجل ربح المال كيفما اتفق من الانسياق اللاواعي الى خدمة برنامج الغزو الثقافي.
واحدة من عوامل تحريض السوفيات ضد دولتهم كانت انشطة افلام هولييود التي صوّرت الغرب كجنة وكفرصة سريعة لكسب المال والرفاهية والثراء والابداع الفردي بحجة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
اين هولييود العرب واين هولييود المسلمين؟
نجح الهنود الى حدّ ما في جعل بولييود حاضرة بتواضع في مواجهة غزو هولييود تعبيراً عن ثقافتهم ودفاعا عن الاصول والتقاليد والاعراف.
انها معركة قذرة بين الايروتيكا وحب المال واستسهال القتل وتشريع سيطرة القوي على الضعيف وقلب الحقائق والمفاهيم من اجل السيطرة وتعميم ثقافة الانانية في مواجهة التراث والاعراف والاصول والاخلاق لدى الشعوب، كل الشعوب وليس حصراً في العرب والمسلمين فقط بل حتى الاوروبيين انفسهم ضحية ثقافة هولييود التدميرية وضحية ثقافة محاكاة الغرائز والجيوب والمصارف بدل ملامسة العقول والاخلاق…

انه زمن احتلال العالم بالافكار وليس بالعسكر، أفلا تعقلون؟

ليس هناك من خطة مواجهة ثقافية فنية موسيقية عصرية تستسيغها قلوب الاجيال الصاعدة، اسيرة الهاتف المحمول والانترنت وضحية هيمنةثقافة العولمة وعولمة الثقافة المشبوهة.
لا يمكن الاعتماد فقط على ترتيل القرآن ومجالس العزاء و مواعظ البعض لكسب قلوب الفتيان والاطفال بل هي مغامرة ومقامرة ولن تنجح محاولات الافتاء بعدم متابعة الاقنية التلفزيونية الاخرى لأن الاجيال الصاعدة الكترونية العقول لن يستطيع منعها احد من حب الاكتشاف والحشرية والمعرفة.
لا بدّ من عربييود او اسلامييود او أخلاقييود لصناعة خيار رديف معاصر او خيار بديل حديث او خيار موازي لائق للعقل الالكتروني الشاب والا فليعلم من لا يريد ان يفهم، ان الاجيال الصاعدة ليست عربية الهوى ولا اسلامية التوجه بل ناقمة على العروبة والعرب لشرذمة الامة العربية ولتكاثر الخيانات وناقمة على الاسلام والمسلمين لتبعثر وتقاتل المسلمين على
تفسير الآيات والاحداث ولأنها تكاد ان تقتنع كما اقتنع السوفيات سابقا ان الدول في بلادنا والاخلاق والدين، تمنعهم من الرفاهية واللذات والثراء والتطور والحرية.

تصالحوا مع الطبلة والعود ومع صوت المرأة و مع الفنّ الجميل الراقي ومع الفرح واقيموا مدينة فنية تستقطب مبدعين وليس متطرفين ومعقدين نفسيّاً ،مبدعين يحبون العرب والاسلام، قبل ان تخسروا الحرب الثقافية كلها…

انها مسألة وقت، الجيل الحالي ابعد ما يكون عما تعتقدونه مقدسا فانتبهوا والسلام.

السابق
بالصور: حريق كبير داخل مجمع سياحي في جبيل
التالي
حزب الله ينعي مقاتله منيب أحمد عابد سقط في سوريا