الحريري نقل رسائل طمأنة بين حزب الله وواشنطن.. ولبنان في مسار انحداري

تمّ اللقاء المنتظر أمس الخميس في واشنطن بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير خارجية اميركا جورج بومبيو، الذي سارع كما هو متوقع للادلاء بتصريح ناري يحذر فيه لبنان من مخاطر حزب الله وايران، وعلى ضوء ما رشح من هذا اللقاء يبدو ان السياسة الاميركية تجاه لبنان ستدخل منعطفا جديدا عنوانه التصدي العملي لمحاولات حزب الله وايران المستمرة الأطباق على لبنان.

في نتائج زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن، إعادة تنشيط ملف الحدود البحرية مع اسرائيل، حيث من المتوقع أن يصل نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الى بيروت مطلع أيلول، وبحسب مصادر متابعة من واشنطن، فإن الرئيس الحريري حمل طلبا لبنانيا الى واشنطن، يتضمن دعوة المسؤولين الأميركيين إلى إعادة تنشيط الاتصالات للوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.

المصادر نفسها، رجحت أن الحريري قدم معطيات جديدة تتصل بتجاوز عقبات حالت دون استكمال خطوات التفاوض، الجديد هو أن الرئيس الحريري نقل رسالة رسمية من الدولة اللبنانية الى الوسيط الاميركي، تعتقد المصادر أنها حصيلة تفاهم بين أطراف الحكم ولاسيما حزب الله.

اقرأ أيضاً: المرشح الشيخ حسن عز الدين… ليس المطلوب أميركياً!

هذا الملف الحدودي الذي شكل أحد عناوين اللقاء القصير (30 دقيقة) بين الحريري ووزير الخارجية الأميركي بومبيو  ومعاونيه، هو ما يمكن وصفه بالنتائج الإيجابية لزيارة واشنطن، أما ما تبقى من قضايا لا سيما تلك المتصلة بدور حزب الله في لبنان، وموقف الحكومة منه، إلى جانب ملف العقوبات الذي بات الحديث عن تنفيذ عقوبات على شخصيات حليفة لحزب الله أمرا متداولا بقوة في واشنطن، علما ان المصادر التي تشير إلى سرية القرارات التي تتخذها الخزانة الاميركية، أو التي تستعد لاعلانها، إلا أنها ترجح أن وجهة العقوبات ستطال أفرادا من جهات سياسية متنوعة، معروفة بعلاقتها الوثيقة سياسيا وماليا مع حزب الله.

‏الجانب المتصل بالعلاقة اللبنانية الاميركية، تؤكد مصادر متابعة في واشنطن، إلى أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة، بأن الحكومة اللبنانية ليست مستعدة للتجاوب مع متطلبات مواجهة حزب الله، ولفتت المصادر إلى أن الانطباع الذي أحدثته زيارة الرئيس الحريري في أوساط الإدارة الاميركية، أنه كان الى حد بعيد ينقل رسائل من  حزب الله الى المسؤولين الأميركيين.

اقرأ أيضاً: الحريري في واشنطن: هل يستطيع تحييد لبنان عن عقوبات حزب الله؟

‏الصورة غير الايجابية لما حمله الحريري فيما يتصل بهذا الشأن الى واشنطن، رسخت بحسب المصادر نفسها، لدى الإدارة الاميركية، أن لبنان يتجه في مسار انحداري، ولا يبدو أن هناك من يريد أن يوقف هذا المسار في لبنان، وقد سمع الحريري كلاما أميركياً واضحاً حيال ضرورة حماية الاستقرار الداخلي، وأهمية ضبط الدولة اللبنانية للحدود مع سوريا، بالإضافة إلى ملف الصواريخ الدقيقة الذي تعتقد واشنطن أن حزب الله يمتلك مصانع لها في لبنان، وهو ما نفاه الحريري، بناء على رسائل واضحة من حزب الله والجيش اللبناني تنفي وجودها في لبنان.

 ‏المشهد اللبناني بحسب المصادر القريبة من وزارة الخارجية الاميركي، بات حاضرا بقوة في دوائر الوزارة، وهو ما يعني أن لبنان، ينتقل من ملف قليل الأهمية في العناوين ذات العلاقة بمعادلة الدولة والدويلة، إلى مرحلة باتت فيها علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية، موضوعاً يكتسب الأولوية في السياسة الأميركية تجاه لبنان، وترجح المصادر أن ذلك لم يكن حاضرا بالقوة التي يلمسها اي متابع عادي  لسياسة واشنطن ووزارة خارجيتها تجاه لبنان.

السابق
120 عاماً على ولادة «ألفريد هيتشكوك» ملك أفلام الرعب
التالي
بالفيديو: لحظة اصطدام طيور النورس بمحركات طائرة روسية ما دفعها للهبوط الاضطراري في حقل ذرة