عن نصرنا الذي هزمه فساد المسؤولين وإهمالهم

حرب تموز 2006 لبنان
نحتفل بمناسبة 13 عاما على سرقتهم التعويضات، ولم نُقدم على نقد تجربة الحرب، كما فعلت لجنة "فينوغراد"، بل فقط نعمد إلى الإحتفال بالإنتصار. أي انتصار إن كنا لم نعوّض على الضحايا على الأقل حتى الآن؟

اليوم يكتمل العام الثالث عشر على انتهاء عدوان تموز 2006، هذا العدوان الذي استمر 33 يوماً دون انقطاع، بالقصف والقتل والدمار والشهداء والخوف والرعب والتهجير… حيث لم يمرّعلينا سابقا حربا كهذه، رغم أن الإجتياح عام 1982 كان مُرعبا ودمويا.. إلا أنه لم يَطل قريتنا آنذاك، لأن أهالي ضيعتي رفعوا علما أبيض للصهاينة خوفا من الإعتداءات.

إلى هنا والكلام لا يزال سهلا وبسيطا، لكن ما يؤلم ليس ما جرى في مرحلة العدوان الطويل والمُدّمر، ولا بعدد الضحايا الكبير، بل بمرحلة ما بعد العدوان.

 فمنذ 13 عشر عاما على عدوان تموز .. ورغم الأموال الهائلة التي دخلت لبنان، والتي تسرب معظمها الى جيوب المسؤولين الحزبيين، لم ينجح من أخذ بإسمنا المال والهبات في أن يعمل على تنمية المناطق الجنوبية على صعيد الكهرباء والطرقات والمؤسسات الصناعية، إضافة إلى عدم التعويض على أصحاب المؤسسات التجارية في المناطق التي تعرّضت للقصف ومنها معامل ومصانع في الضاحية والبقاع والجنوب، والتي اصدر أصحابها اليوم بيانا يذكّرون بالتعويضات التي لم تصلهم حتى الآن…واللافت أن أتوستراد الإمام الصدر الذي يمتد من الزهراني حتى صور، والذي يجب أن يسمى بأوتوستراد الموت، إذ لا إضاءة فيه ولا صيانة، ما يتسبب بسقوط عشرات القتلى بحوادث السير كل عام!

فكم هو مهم أن نتذكر الإمام الصدر حين يذكر إسمه، ونربطه بالإضاءة عبر الطاقة الشمسيّة مثلا! وإذا أخذنا أتوستراد الزهراني – النبطية فليس الأمر بأفضل حال، بل هو مأساوي أكثر خاصة إذا أطلقنا عليه إسم اوتوتستراد نبيه بري حيث يمرّ عليه إسبوعيّا الرئيس وزواره نحو مصيلح،  ولا أدري كيف لا يشعرون بالخوف من الظلمة؟ إلا أن ما يُفرح القلب هو اضاءة مدخل بيت اللواء عباس إبراهيم في كوثرية السيّاد، والتي لا تعرف طرقاتها الرئيسية أي وجود لما يُسمى مصابيح، فطريق الدوير- الشرقية -الكوثرية -الغسانية لا اضاءة فيها إلا أمام مدخل قصر اللواء.

وهكذا دواليك على كل طرقات الجنوب سواء في صور أو النبطية أو مرجعيون حيث أن خط الخردلي- كفرتبنيت- النبطية او خط كفررمان – العيشية- الخيام يجب وصفها باتوتسترادات الموت.

وإذا حاولنا تعداد كل الشوارع والأوتوسترادات فلن ننتهي. فكيف لا يخجل من يعتلي المنابر ليحكي عن النصر والعزة ان يتحدث عن خوف المستوطنين والصهاينة وهروبهم إلى الملاجىء؟ هؤلاء الذين نسخر من جبنهم وننسى أو نتناسى السخرية من استحمارنا؟

هؤلاء الذين تحترمهم دولتهم الغاصبة التي أمنّت لهم الملاجىء وهو أقل مطلب حياتي لدولة كلبنان على حدود الاحتلال.

وكان مسؤولونا من مسؤولي حزب الله وحركة أمل يطالبون الحكومات المتعاقبة ببناء الملاجىء، لكنهم هم أنفسهم ورغم تناوبهم على الوزارات السيادية منذ التسعينيات لم ينبوا ملجأ واحدا على صعيد كل الجنوب أو الضاحية أو البقاع!

اقرأ أيضاً: «حرب تموز» بعد 13 عاماً: كيف ينظر اللبنانيون إليها؟

علما إن الدول والعواصم التي تمدّنا بالسلاح للقتال امدتنا بالمال للإعمار والإنماء؛ لكن الحراميّة أكثر من المقاومين والشهداء في هذا االبلد  الفقير لكن المنهوب. الحرامية والسارقون أقوى ممن صمد وقاتل وأُستشهد.

فهل سنعد سنوات قتلنا فقط، ولم نبدأ بعد بعدّ سنوات استغبائنا والضحك علينا وسرقتنا وقتلنا جرّاء حوادث السير، بدل ان نستشهد في المواجهة ضد إسرائيل.

سنويا يسقط أكثر من 600 مواطن جراء حوادث السيرفي لبنان… فبهذا المعدل نكون طيلة 13 عاما قد تخطيّنا أضعافا عدد ضحايا العدوان الصهيوني في حرب تموز التي بلغت 1300 شهيد.

فتأملوا أيها الزعماء والمسؤولين والمنظّرين علينا من على المنابر والشاشات..

السابق
السفير الإيراني يناقش مع مسؤول أمني في روسیا مشاكل دخول الرعايا الإيرانيين
التالي
سر الانفجارات المتتالية في قواعد الحشد الشعبي في العراق