ما حقيقة أرصدة حزب الله من الدولار الأمريكي؟

دولارات
لا يوجد في الحقيقة انسجام أيديولوجي بين الشعارات السياسية المعلنة لحزب الله وبين واقعه العملي، فهو منذ أعلن شعار الموت لأمريكا ويحتفظ لنفسه بكثير مما هو أمريكي من الصناعات المختلفة ومن العملات الصعبة!

لا يوجد تطابق بين شعارات حزب الله وممارساته في هذا الجانب. وقديماً كان منافسوه للنفوذ على الساحة الشيعية يطلقون عليه إسم: “حزب الدولار”، حيث أن كل هؤلاء تضرروا من انهيار قيمة العملة اللبنانية قبل انتهاء الحرب الأهلية وتثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي منذ ثلاثين سنة، كلهم تضرروا إلا حزب الله ومن كانوا يديرون اللعبة وبعض كبار التجار والمستثمرين الشركاء.

اقرأ أيضاً: محاولات حزب الله لاحتكار العمامة الشيعية مستمرة

 ومنذ نشأ حزب الله في لبنان وهو يحظى بالمدد ولدعم المالي من إيران ومن التبرعات في لبنان والعالم، إلى بعض المشاريع الاستثمارية التي عمل عليها، وكانت الدولة الإيرانية قد خصصت ريع بعض آبار النفط فيها لحاجاته المتعددة من التسليح والرواتب ومختلف الأنشطة، وعمل الحزب على توظيف بعض أمواله بعناوين تجارية ومن خلال مجموعة من التجار في الداخل والخارج لم يكن أولهم وآخرهم صلاح عز الدين الذي عندما أفلس مالياً - كما تردد وتواتر - بعد خسارته أربع مليارات دولار أمريكي من الأموال المنقولة وغير المنقولة والتي كان الجزء الأكبر منها من أموال الحزب، فلما أعلن إفلاسه أشاعت إسرائيل يومها أن مالية حزب الله قد ضُرِبت لتؤثر على معنويات المقاومين وسير عملياتهم ضد احتلالها. وقد انتشر يومها في المقابل على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمئات الملايين من الدولارات الاميركية مجموعة في احدى القاعات السرية، وأعلن مصدر نشرها أن هذه الأموال هي مالية حزب الله الفعلية، وأنها لم تُضرب بحسب المزاعم الإسرائيلية، ولا ندري هل كان هذا النشر واقعياً أو كان في إطار حرب المقاومة النفسية على العدو؟

وقد أفلحت الحرب بمسمَّياتها النفسية والميدانية في إلحاق الهزيمة بالعدو على كل صعيد، ويتجدد الحديث اليوم عن مالية حزب الله بعد الحصار الاقتصادي الأمريكي لمنابعه المالية، فهل ما زالت مئات المليارات الاميركية على ارض الواقع؟

المراقبون لخطابات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد حرب تموز 2006 لا يستبعدون حقيقة مدخرات حزب الله المالية المذكورة أو غيرها أو ما يشابهها، ويصعب التكهن بالأرقام ولكن ثمة شيء من الحقيقة لمدخرات مشابهة وراء الكواليس، خصوصاً وأن “سيد المقاومة” تحدث بعد حرب تموز في أحد خطاباته قائلاً: “نحن باقون لخمسين سنة قادمة”.

ولما كان “سيد المقاومة” موصوفاً بالصدق من العدو قبل الصديق، فإن المراقبين يرون أن كلامه المذكور لم يكن من الفراغ لو لم يكن له ما يستند إليه ويتكل عليه ومنها حقيقة المدخرات المالية والتي قد يكون منها ما جمعه الحزب من الدعم المادي الإيراني وغير الإيراني في العقود الأربعة الماضية.
ويرى هؤلاء أن تقشف الحزب في النفقات نتيجة العقوبات يأتي في إطار سياسة بعيدة المدى ليحافظ على قدراته التسليحية، وتسليحه في تطور مستمر رغم العقوبات، وهو مرتاح لأوضاعه المالية، رغم التقشف والتبرم في بعض أوساطه.

ويرى المراقبون من القريبين من حزب الله أن “العقوبات الاقتصادية الصهيو – أمريكية” وإن كانت أربكت وستربك الواقع المالي والسيولة في وسط الحزب وداعميه، ولكنها لن تصل إلى نتيجة حاسمة تُنهي حزب الله ونفوذه في لبنان.
ويرى هؤلاء “أن التفكير الأمريكي في هذا الجانب هو سراب يجب اليأس منه، لكي تتمكن أمريكا من حفظ مصالحها البعيدة المدى في المنطقة خصوصاً وأن بصيص نور التفاوض مع إيران بات ممكناً بحسب التسريبات الأخيرة”.

اقرأ أيضاً: «الحركة الإصلاحية الشيعية».. حركة تبحث عن وطن بلا فساد

وعلى صعيد آخر وفي معلومات من بعض المقربين من حزب الله يرون أن الحزب يخطط في الأيام القليلة المقبلة ليقوم بعملٍ ما لمنع الطلعات الجوية القتالية والاستطلاعية الإسرائيلية المستمرة في الأجواء اللبنانية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية للدولة اللبنانية ودول الجوار، وهو في سعيه لوقف هذه الخروقات الإسرائيلية لسماء لبنان، يريد أن يُطمئن قاعدته ومجاهديه لقدراته النوعية التي سوف يستخدمها في حربه الأخيرة لإزالة إسرائيل عن الخارطة، فهل يتحقق “الوعد الصادق”؟

السابق
«جمعية صيدا انترناشيونال ماراثون» التقت السعودي وخشفة ودنش تحضيرا لـ«ترياتلون صيدا الدولي الثاني»
التالي
جنبلاط: سأحضر اجتماع مصالحة اليوم يشمل القيادة العليا وارسلان