فيلم «بلا هيبة».. الكوميديا الموازية الساخرة من البطولات الفارغة

بلا هيبة
لم يتوقف الاستثمار في مسلسل "الهيبة" بعد، فبينما تتحضر شركة الصباح لتصوير الجزء الرابع من المسلسل لموسم رمضان 2020، أطلقت شركة فالغون فيلمز فيلمها الجديد على عيد الأضحى والذي حمل على سبيل الصدفة كما ادعت اسم "بلا هيبة"

وبينما تبدأ عروض فيلم “بلا هيبة” للكاتب والمخرج السوري رافي وهبي غداً الخميس في الصالات اللبنانية، كانت شركة الصباح قد فجرّت قنبلة انضمام مقدم البرامج عادل كرم إلى بطولة الموسم الرابع من “الهيبة” قبل يومين. وحيث وصلت الشركتان إلى القضاء بعدما ادعت الصباح على فالغون بسرقتها حقوق ملكية الاسم، خسرت الصباح القضية من الجلسة الأولى في المحكمة بعد دفاع شركة فالغون القائم على ورود الكلمة في معاجم اللغة العربية وليست من بنى فكر الصباح أو تأليفها.

اقرأ أيضاً: أغاني «المهرجانات» تغزو الجماهير: ماذا تعرف عن «حمو بيكا» و«مجدي شطة»؟!

ولكن ماذا عن العرض؟ لا يمكن أن تتابع الفيلم إلا وتستذكر المسلسل في كثير من اللقطات. والدة البطل “محسن” تمتلك قهوة تجري فيها بعض الأحداث وتشبه إلى حد ما قهوة الضيعة في مسلسل “الهيبة”، أجواء القرية من شوارع و أزقة حجرية تتقاطع مع الفضاء العام للهيبة وطبعاً الشخصيات الرئيسية من الزعامة التقليدية والعباية المتمثلة بالفيلم بشخصية الفنان كميل سلامة وشقيقته الفنانة دارين الجندي والتي تتقاطع في ملامحها مع الفنانة منى واصف في المسلسل، فضلاً عن تواجد شخصيات سبق ومرت في أجزاء الهيبة وخاصة الفنان الشاب عباس جعفر بطل الحكاية.

أما الفوارق الواضحة للعيان فهي القالب الكوميدي الذي يحمله الفيلم والذي يحاول بسخرية نقض جميع الأفكار الواردة في “الهيبة”، حيث يفرّغ “بلا هيبة” الحكاية من شخصية البطل صاحب العضلات والذي يهابه الجميع لصالح شخصية “محسن” ضعيف البنية المضطرب في قرارته والمتردد الذي فجأة يتحول لبطل شعبي في القرية دون أي جهد عضلي أو ترويع كما يفعل “جبل” في “الهيبة”. كما يعمل الفيلم على إبعاد البطل عن الصورة النمطية للرجل المثار جنسياً صاحب النفوذ القوي على المرأة في جسده وتعنيفه، فيعرض “محسن” كشاب يتعامل مع حبيبته بكل رقة لدرجة مستفزة من شدة البرود أثناء اجتماعهما معاً.

الزعامة في “بلا هيبة” تقوم على جنون العظمة وخشية الزعيم من خسارة مكانته من قبل شاب قطع عليه كلامه في المنام، وهذا يعارض توجه “الهيبة” في إضفاء المكانة الكبيرة للزعامة وإظهار عائلة شيخ الجبل على أنها الأكثر فهماً للزعامة وتقبل من قبل آل الهيبة.

أولاد العموم بالمقابل يختفون لحساب الأصهرة في الفيلم، حيث يميل النص لاستعراض عائلة الزعيم على أنها الأكبر حجماً وتمدداً مع عدد كبير من الأحفاد المستعدين للهجوم على بعضهم وصناعة المكائد لبعضهم البعض من أجل مصالح شخصية، بعكس ظاهرة التحشيد التي يقدمها مسلسل “الهيبة” لتصوير نظام العشيرة على أنه متماسك بخطاب موحد لا يمكن كسره أو العبث به.

هذا دون استثناء البطلة التي لعبت دورها في الفيلم الفنانة الشابة ستيفاني عطالله والتي خرجت من صورة البطلة النمطية في الثياب والماكياج المبالغ به، بل بدت على بساطة كبيرة أكسبت الفيلم روحاً منعشة بحضورها دون أي مبالغات كما جرى في لقاءات “جبل” ببطلات الأجزاء الثلاثة داخل مسلسل “الهيبة”.

اقرأ أيضاً: دولار «الهيبة» في أدراج نتفلكس!!

وبذلك يكون الفيلم قد طعن المسلسل في كثير من التفاصيل بأسلوب ساخر دون الهجوم بشكل مباشر، مع أداء سلس للشخصيات غطى على حالة الفتور في إيقاع السرد وغياب الإبهار البصري والموسيقى الصاخبة. فجاءت الموسيقى من وحي أجواء القرية البسيطة كمكان معزول عن العالم الخارجي يمكن إسقاطه على كثير من المستويات لا سيما سلحفاة الزعيم التي تسير ببطء فلا تحمل أي تغيير مرتقب في حكم القادة للشعوب.

فهل كسر “بلا هيبة” حضور “الهيبة” وفعلت الـ “لا” فعلها أم ملعب “جبل” لا يجرؤ على دخوله أحد ولو كان المهاجم هو لاعب مبتدئ في فريق عادل كرم بطل رابع مواسم “الهيبة”؟!

السابق
أميركا تفاجىء المسؤولين وتحذر من استغلال حادث قبرشمون.. فهل هناك خطر أمني في الأفق؟
التالي
عزمي بشارة يتمرّد ويسخر من السياسة الخارجية لقطر!