أميركا تفاجىء المسؤولين وتحذر من استغلال حادث قبرشمون.. فهل هناك خطر أمني في الأفق؟

قرشمون
في تطور لافت للأحداث على الساحة السياسية المحلية، علّقت السفارة الأميركية وللمرة الأولى، على تداعيات حادث قبرشمون، الذي لم يسلك طريق الحل حتى اليوم، في ظل "تجميد" عمل الحكومة لأكثر من شهر، وعودة المواجهة على جبهة المختارة-خلدة، وصولاً الى ايقاف رئيس مجلس النواب نبيه بري العمل على أية مبادرة جديدة، في ظل التصعيد القائم".

وأكدت السفارة الأميركية في بيان، “دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي”. وشددت على أن “أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 حزيران الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها.

وأشار البيان الى أن الولايات المتحدة عبّرت بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية”.

لا تبدو هكذا بيانات من قبل السفارة الأميركية مألوفة أو دورية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول دقة الموقف الذي استدعى التدخل الأميركي العلني.

اقرأ أيضاً: «الإشتراكي» يرفع سقف المواجهة بفضائح قضائية بالجملة: الحبس ليس لوليد جنبلاط!

وتعليقاً على البيان، قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث لجنوبية، أن الكلام الأميركي يرجح قدرة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على تطوير علاقاته الدولية لتشكل نوع من الحماية له.

مضيفاً: “على الأرجح أن الكلام عن لقاءات جنبلاط في بعض السفارات، ترجم اليوم بالبيان الأميركي، ولكن لا يمكننا تأكيد او نفي ذلك”.

هل من خطر أمني؟

عادة ما تحذر السفارات الغربية عموماً، والسفارة الأميركية خصوصاً من مخاطر أمنية يحضر لها في لبنان وتكشف عن طبيعتها وفقاً لمعلومات توفرت لها، فهل يقع التحذير الأخير بهذا الإطار أيضاً؟

في هذا الشأن، يجيب علوش: “لا أعتقد ان هناك مخاطر امنية، ذلك كون البيان لم يتطرق لهذا الموضوع بشكل مباشر، ولكن لا شك أن الوضع والتصعيد القائم على المستوى السياسي، ينعكس على المستوى الشعبي وعلى الأرض.

مضيفاً: “الحادث الذي حصل والذي اعتبره حادثاً عفوياً رغم كل ما قيل عنه، لكنه أيضاً تعبير عن جهوزية الشارع لاحداث أي خلل”.

هل من خرق مرتقب؟

في ظل أن الحلول المحلية لا تجد نفعاً، اتى الكلام الأميركي اليوم كدعوة للبعض لإعادة حساباته، ورداً على سؤال حول امكانية حدوث خرق في جدار الأزمة، قال علوش: “من الممكن ان نشهد على ذلك في قادم الأيام، فالعلاقة بين أميركا ولبنان على مختلف الصعد أساسية”.

وأشار الى أن أميركا دولة كبرى، ولكن لا يمكن أن نرى من اليوم مدى جدية الأمر ومدى تأثيره.

وحول إمكانية أن يكون الرئيس سعد الحريري قد تواصل مع الجانب الأميركي لوضعه بجو الوضع الراهن، قال أنه ليس أكيداً من ذلك.

وعلق على كلام البعض عن “اعتكاف” الحريري قائلاً: “إذا لم يعقد الرئيس الحريري جلسة لمجلس الوزراء فعمليا الإعتكاف هو “أمر واقع”، فإذا لم يدعو لجلسة فنكون أمام اعتكاف عملي.

اقرأ أيضاً: جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية

ورداً على قول النائب سيزار معلوف بأن الحريري “هارب من مسؤولياته”، قال علوش: “هذا كلام تافه، يصدر لمجرد الكلام، فما يحصل الآن هو نتيجة شعور الرئيس الحريري بمسؤولية كبيرة وعدم رغبة بتعقيد الأمور أكثر من خلال دعوة غير مدروسة لمجلس الوزراء”. 

ورأى أن الذهاب الى إشكال من خلال دعوة مجلس الوزراء للانعقاد دون حساب العواقب هو ما يدل على عدم مسؤولية وليس العكس.

ولفت الى أن الفريق الآخر يريد من الحريري الدعوة الى جلسة يطرح بها مسألة المجلس العدلي، وهو ما يمنع الحريري حدوثه وفقاً لصلاحياته.

السابق
التقدمي يرد على مجلس القضاء الأعلى: هل أصبحت الاستنسابية وسلطة الموقع تحدد جدول أعمال اجتماعه غب الطلب؟
التالي
فيلم «بلا هيبة».. الكوميديا الموازية الساخرة من البطولات الفارغة