وقف تحت زيتونة محرّرة فتأمل وسأل: الى أين؟

شجرة الزيتون
وقف تحت زيتونة محرّرة، يفكر ويسأل نفسه، أين سيَدفن جثته المتعبة من الهرولة بين لقمة العيش وتأمين اشتراك الكهرباء وتأمين حاجته من الماء، وقف يفكر ويسأل نفسه، لماذا لم تنجح قوى المقاومة مجتمعة من تأمين حلّ دائم لأزمة النفايات، ازمة بسيطة لا علاقة للعدو اللئيم بها، سمسرات واحتيالات، لا يريد ان يصدّق هذه الاشاعات المغرضة التي تستهدف قوى الممانعة!

محتار بأمره، بعد سنة سينهي ابنه البكر الدراسة الثانوية وما عدا الجامعة اللبنانية المحدودة المقاعد، كل الجامعات خاصة وتبغي الربح العظيم إلاّ امنياته، فهي ترضى بالقليل وتقنع بأقلّ من المعقول.
كلما فكّر وسأل، إتهم نفسه بالعمالة:
“أيعقل ان اكون عميلاً لأني أفكر وأسأل؟”

قرّر وبسرعة، فغداً سيتوجه الى مركز السجل العدلي ليطمئن انه ليس عميلا ً، الاحتياط واجب.

اقرأ أيضاً: أهالي الجنوب يطالبون بمنع خروقات الطائرات الإسرائيلية للأجواء قبل تحرير الجليل

وقف تحت زيتونة محرّرة يفكر، ويسأل نفسه المتعبة من الأسئلة التي لا يجد لها إجابات، عشرون عاماً من التحرير، أربعة عشر عاماً من الانتصار المجيد، أين الجامعات؟ أين العيشة الكريمة؟ اين العلاقات الإيمانية الأخلاقية بين الناس؟ اين المحبة؟

ما دخل إدارة رسمية وما التقى بموظف إلاّ وكان الشيطان ثالثهما، ما جلس ليرتاح وليدردش مع أحد، إلاّ وكانت أخبار فضائح الناس ثالثهما.

وقف تحت زيتونة محرّرة، يفكر ويسأل نفسه، ما توجه لمستشفى إلاّ وكان تأمين المال شرطاً للعلاج، لا يمكن الوصول لأي هدف من دون الوقوف على ابواب محتكري الخدمات، ما الفرق بين تحرير وبين احتلال؟
إعتاد الأخ الرفيق زرع الأخوة والرفاق الشرفاء جثامين في الارض المحرّرة، لعلّها تتحوّل لأشجار لا تثمر إلاّ انتصارات وإبتسامات بدل الهزائم النفسية والخيبات.
ما الفرق بين الانتصار و الهزيمة طالما النتيجة واحدة؟
أثقلته الخيبات، أتعبته التوسلات، مرّ ثلثا العمر ولم ينجح في أن يكوّن له رصيداً في المصرف يحميه من غدر المفاجآت.
صحيح أنه يعيش على “قدّ الحال” لكن شرط عدم حصول أية مفاجآت، لا قدرة له على تحمل المفاجآت.

إن عاد العدو، عاد الى سلاحه، يا ليت العدو يعود ليعود الى قتاله، فقد نجح الاخ الرفيق في الحرب وفشل في السلم، في الحرب يحيا على الأماني ويرى كل الاخوان الرفاق سواسية، اما في السلم فقد تفرّق الاحباب وتمايزوا لتكثر الاسئلة ولتعمّ الخيبات.
قرّر ان لا يفكر وان لا يسأل، خاف ان تتهمه نفسه بالعمالة للأعداء، وهو من أشرف الناس.

السابق
كلام الرئيس عون ليسَ رداً على برّي بل على جنبلاط
التالي
عصبة الأنصار تتصدر المشهد في عين الحلوة