نجدت أنزور ومحاولات بائسة لإخراج النظام من عزلته!

دم النخيل
شكلّ اسم المخرج السوري نجدت أنزور علامة مهمة في الدراما السورية قبل الثورة حيث قدّم عمل "إخوة التراب" والذي بدا كوثيقة درامية عن أبطال الثورة السورية الكبرى في وجه الاحتلال الفرنسي. لكنّ موقف أنزور الموالي للنظام صنع له قطيعة عربية مع محاولاته البائسة لتجنيد السينما في صالح رؤية آل الأسد للحكم المستبد.

خلال حصار تنظيم داعش لمدينة تدمر السورية، كان السواد يعبث بتاريخ المدينة الأثرية حيث أقدم التنظيم المتطرف على تدمير معبد الإله بل والذي يعد من أقدم المعالم التاريخية للمدينة، وبذات الوقت مسح التنظيم أكبر دليل على جرائم نظام الأسد وهو سجن تدمر العسكري الذي شهد أغلب عمليات الإعدام الجماعي بحق المعتلقين منذ مجزرة حماة عام 1982، وبعد مطالبات دوليىة بإغلاقه أرغم النظام على نقل ممن تبقى فيه إلى سجون أخرى كسجن صيدنايا العسكري، لكن آثار السجن وغرفه وعمليات التعذيب بقيت موجودة حتى قام التنظيم بتفجيره كي يمحي آثار الكفرة على حد وصفه.

اقرأ أيضاً: «ذا فويس»: كراسي الحكام ثُبتت.. فماذا عن المواهب؟!

وبين احتلال تدمر الأول وإعادة النظام سيطرته واحتلالها من داعش مرة ثانية، كثير من السيناريوهات الغامضة حول حقيقة ما حدث، والذي انتهى بإعادة النظام بسط سيطرته بعد سرقة منازل المدينة وجزء كبير من آثارها وقدوم الاوركسترا الوطنية الروسية وغنائها على المدرج الروماني للمدينة.

اليوم يعيد المخرج نجدت أنزور رواية قصة تدمر من وجهة نظر النظام عبر فيلم سينمائي يحمل اسم “دم النخل” لصالح وزارة الثقافة السورية والذي سينطلق بثه منتصف أيلول القادم، وهو خامس فيلم لأنزور خلال سنوات الثورة يغرق في مدح النظام وتبرئته من طغيانه بعدما قدّم فيلم “فانية وتتبدد” عن تنظيم داعش وفيلم “رد القضاء” عن حصار سجن حلب المركزي، وفيلم “رجل الثورة” عن الإعلام الغربي.

المزيف من وجهة نظر النظام، وفيلم “مملكة الرمال” عن حكم آل سعود و”انقلابهم” للسيطرة على الحكم كما يدعي أنزور، وآخر الإنتاجات فيلم “دم النخل” عن حصار مدينة تدمر.

اقرأ أيضاً: فيليب أسمر يستعد لمسلسل لبناني بنكهة عالمية

ويتطرق الفيلم لقصة خالد الأسعد مدير الآثار والمتاحف في تدمر والذي أعدمه تنظيم داعش خلال اقتحام المدينة، بعد سلسلة طويلة من أعمال الأسعد في اكتشاف الآثار داخل تدمر وحمايتها والدفاع عنها في وجه تقلبات المناخ والعوامل الجغرافية.

فماذا يحمل الفيلم الجديد من تزييف خاصة أن أنزور كان وقد سبق أفلاماً ومسلسلات تصوّر الإرهاب من وجهة نظر الدول الخليجية خلال سنوات التقارب بين النظام السوري والسعودية ما جعله يبدو كالمخرج الذي يباع ويشترى حسب الصفقة الأكبر، فهل خسر نجدت أنزور احترامه كمخرج سينمائي أمام الجمهور والمهرجانات السينمائية!

السابق
حصيلة تفتيش وزارة العمل ليوم الخميس: 6 إقفالات و40 ضبطاً و10 إنذارات
التالي
موظفو«المستقبل» لـ«جنوبية»: نتواصل مع الإدارة وقضيتنا ليست سياسية أو للاستهلاك الإعلامي