هل كان حفل «مشروع ليلى» ليدمي صيف لبنان السياحي؟!

مشروع ليلى
لطالما أثارت فرقة "مشروع ليلى" الجدل بدءاً من التسمية وليس انتهاءً بحفلها الذي كان مقرراً إحياؤه ضمن مهرجانات جبيل الدولية وأحيل إلى الإيقاف مساء أمس بعد موجة شعبية من الصراع على ما اعتبرته جهات عديدة في لبنان بالإساءة المتعمدة من قبل الفرقة للدين المسيحي والمقدسات.

انطلاقاً من اسم “ليلى” الذي أشيع أنه انتقي على اسم سيدة أنشأت مركزاً لدعم المثليين. وارتباطاً بكلمة “مشروع” التي فهمت على أن الفرقة لا تريد الغناء فحسب بل التأثير. وهذا ما أحدث الجلل من بداية انتشارها الفني في المنطقة العربية وخاصة بعد إعتراف أحد أعضائها حامد سنو بميوله المثلية وتفاخره بالدفاع عن قضية أصحاب الميول المثلية في بلاد المشرق العربي. لكن الحقيقة تقول غير ذلك بحسب مصدر مسؤول في الفرقة، الذي أكد أن اسم مشروع ليلي، يعود لأول حفلة قامت بها المجموعة التي شكلت الفرقة لاحقاً، الحفلة سميت “مشروع ليلة” والتي أقيمت في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث كان أعضاء الفرقة حينها طلاباً في هذه الجامعة، ثم تحول مشروع ليلة عفوياً، الى “مشروع ليلى” اسم الفرقة المستمر.

كان النطاق على الفرقة ضيقاً، وبين إلغاء حفلات وصدامات بعد حفلات أخرى، تنامت سمعة “مشروع ليلى” وراحت تشكل دافعاً لكثير من الشباب العربي للإيمان برسائلها في الغناء وتبني ما تقدمه من أفكار رغم الجدل حول حقيقة النجاح الجماهيري لأغنياتها.

اقرأ أيضاً: «أكلناها»: إفلاس برامج الإيحاءات الجنسية

ومع إعلان حفل الفرقة لهذا الصيف في مهرجانات جبيل، جاءت التوقعات مسبقة عن مطالبات بالإيقاف ومنع إقامة الحفل، لكن المختلف أن الخطاب جاءت من جهات دينية مسيحية اتكأت على أمثلة وكلمات في أغاني الفرقة تسيء بشكل مباشر للدين المسيحي وللثالوث الأقدس.

فكيف ستقبل هيئة دينية بأن توازي فرقة موسيقية بين مقدساتها والجن، فردة الفعل التي جاءت كأصوات لإيقاف الحفل كانت منطقية إذا ما قيست بحالة التفاعل الشعبي مع الموضوع.

الجمهور في لبنان انقسم إلى عدة أقسام بين مدافع عن حق الفرقة في التعبير، وبين مطالب بفصل الفن المقدّم عن الدين، وبين الهجوم على الفرقة وذمها والتهديد بقتل اعضائها، وبين معتبر الفرقة قد أحدثت ضجة أكثر مما تستحق.

حالة تراشق كبيرة دفعت البعض لركوب الموجة كالفنان شربل خليل، الذي دعا لإطلاق “مشروع شربل” لما أسماه علاج المثليين الذين يرغبون من “الشذوذ” على حد وصفه.

وهذا ما صعدّ الموضوع أكثر حينما وصمت الفرقة بالعار لمثلية أحد أعضائها، ودفاعها عن المساواة الجندرية وربط الموضوع بالإيحاءات الدينية في كلمات أغنياتها. لكن الموضوع خرج عن السيطرة حين بدأت حملات التهديد لكل من سيحضر الحفل وتسلح شبان مسيحيين للهجوم والتعدي على كل من يرغب في الحضور.

البيان الذي تأخر عدة أيام عن الصدور من قبل لجنة تنظيم المهرجان عنون بـ “منعاً لإراقة الدماء” حيث اجتمعت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في مقر المركز الكاثوليكي للإعلام، وتداول المجتمعون موضوع الحفل، وطالبت اللجنة الأسقفية “المسؤولين في الدولة كافة بتحمّل مسؤولياتهم وفقاً للدستور اللبناني الذي يحترم كل الاديان ويقدّم الاجلال لله، فلا تقبل الدولة أي انقلاب على دستورها وهو رمز حريتها ووجودها وكرامتها، وتطالب المسؤولين والأجهزة المختصة بإتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع أي فرصة تُعطى لأي كان بالمس بالاديان ووقف هذه الحفلة”.

اقرأ أيضاً: مشروع شربل خليل: «خلاص»من المثلية الجنسية بفضل «مار شربل»!

فما كان من لجنة المهرجان إلا أن حسمت قرارها بالقول أنه “نتيجة التطورات المتتالية، وفي خطوة غير مسبوقة، أُجبرت اللجنة على إيقاف حفلة مشروع

ليلى مساء الجمعة 9 آب 2019، منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار، خلافاً لممارسات البعض”.

فعن أي بعض قصدت اللجنة، ومن يضبط عملية توجيه الحركة الثقافية التي حينما أخذت أبعاداً دينية تحت إطار الزعامات التقليدية تحولت إلى بركان على وشك الانفجار ربما كان ليحول صيف لبنان السياحي إلى اللون الاحمر!!

السابق
حركة أمل ترفض رمي الكرة بملعبها: لن نختار بين حليفين
التالي
«طائرات الدرون» الاميركية والإيرانية تتواجهان فوق الخليج