رئاسة المحاكم الجعفرية ودكتوراه القضاء

المحكمة الجعفرية
ما زالت معركة انتخاب رئيس جديد للمحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية في لبنان تراوح مكانها بعد بلوغ الرئيس السابق العلامة الشيخ حسن عواد السن القانونية للتقاعد، وبعد قطع حزب الله الطريق أمام انتخاب القاضي الشيخ محمد كنعان مما حال دون التوافق عليه كرئيس جديد للمحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية في لبنان..

وكان قبل أكثر من سنة قد أثار الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي المرشد الديني الجعفري في بلاد جزين وإمام مسجد الشهيد الأول في جبل الريحان ورئيس تجمع علماء الدين في بلاد جزين والداعية الإسلامي وفي مجال الخطابة الحسينية في العديد من دول العالم سيما الكويت والإمارات وسلطنة عمان والعراق وأفريقيا، فكان الدكتور العاملي قد أثار الحديث حول ملف انتخاب رئاسة القضاء الشرعي الجعفري الرسمي مرشحاً القاضي الشيخ موسى السموري لهذا المنصب وطارحاً جملة من المميزات التي تخول القاضي السموري تولي هذا المنصب..

اقرأ أيضاً: ملف المحاكم الشرعية الجعفرية(2): لإلغاء المكاتب الشرعية

وقد أثار بيان نشر له في مجلة الشراع حول هذا الترشيح موجة من الاتصالات من قبل مجموعة من الجهات منهم قاضي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السيد علي مكي الذي يسعى جاهداً لإقناع الرئيس نبيه بري بقبوله لرئاسة القضاء الشرعي الجعفري الرسمي خلفاً للشيخ حسن عواد، ومنهم القاضي والمفتي والمسؤول الثقافي المركزي لحركة أمل الشيخ حسن عبد الله الذي يرى لنفسه الحق في ترشيح من يكون مقرباً من توجهاته لهذا المنصب الرسمي الاستراتيجي الذي سيلعب من يتولاه دوراً محورياً في تحديد هوية من سيخلف الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى .. وتحرك يومها على خط هذه الاتصالات جملة من القضاة والمفتين الذين كان لبعضهم رأي موافق، وللبعض الآخر رأي مغاير لرأي الدكتور العاملي يومها..

الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي

ونحن لو تأملنا جيداً في الكفاءات العلمية والفقهية لتولي منصب رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية في لبنان لما وجدنا أكثر أهلية من الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي نفسه رغم زهده وتواضعه الواضح في مقال الترشيح المذكور آنفاً .. فهو العالم الوحيد عند الشيعة في لبنان الحائز على دكتوراه في القضاء من جامعة lUL في لبنان بعد نيله ليسانس الحقوق من جامعة بيروت العربية وذلك إلى جانب دراساته الحوزوية.. فقد نال دكتوراه في القضاء على أطروحته حول: “قضاء القاضي بعلمه في الشريعة والقانون “الذي يعتبر من أهم البحوث الاجتهادية التي كتبت في موضوعه والذي منحه عليه المشرف العلامة القاضي سمير عالية امتيازاً قبل بدأ المناقشة عندما قال في تمهيده للمناقشة حول هذا البحث: “إنه من البحوث المتميزة”.. كما منحه عليه القاضي الدكتور فوزي أدهم لقب الدكتوراه قبل انتهاء المناقشة وكل هذا موثق في أرشيف جلسة المناقشة المسجلة بالصوت والصورة.. علماً أن الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي كان قد نال المرتبة الأولى على الدفعة في مرحلة دبلوم الدراسات العليا في جامعة lUL بمعدل 95 بالمئة في الفقه المقارن و90 بالمئة في مقارنة الأديان عند أستاذه يومها العلامة المحقق الشيخ الدكتور محمد جعفر شمس الدين شقيق الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والذي بدوره – أي الشيخ محمد مهدي – قال يوماً للدكتور العاملي في مقر المجلس المؤقت في تلة الخياط: “نحن مستعدون لندعم ما يعزز دورك المنبري”..

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (36): واقع المحاكم الجعفرية

وفي لقاء جمع بين الدكتور العاملي ومفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان رأى دريان في الدكتور العاملي الشخصية الأكثر أهلية من ناحية الشهادات العلمية لتولي منصب القضاء الشرعي الجعفري الرسمي عند الشيعة في لبنان.. فهل سيحصل توافق سياسي على انتخابه لرئاسة المحاكم أو ستخلق الأحزاب الشيعية أعذاراً واهية لمنع هذا التوافق؟ علماً أن الدكتور العاملي هو العالم الوحيد عند الشيعة في لبنان الذي ضم إلى خمس وعشرين سنة من الدراسة في الحوزات العلمية داخل لبنان وخارجه ضمَّ إلى ذلك ليسانس الحقوق ودكتوراه في القضاء بل ضمَّ شهادتي دكتوراه في الدراسات القرآنية وفي الشريعة والقانون، وهو المعمم الوحيد عند الشيعة في لبنان الحائز على دكتوراه في القضاء فلا يوجد أكثر أهلية منه من الناحية العلمية الفقهية والحقوقية القانونية لتولي هذا المنصب عند شيعة لبنان، فهل سيحالفه حظ توافق الأحزاب وقوى الأمر الواقع رغم ابتعاده عن العمل السياسي والحزبي وانشغاله بالعمل التبليغي؟

السابق
حسن صبرا يتلو بياناً لمجتمعين وناشطين ضد العنصرية
التالي
واشنطن ترسل مئات العسكريين للسعودية ضمن تكثيف جهودها لمحاربة إيران