ذكرى حرب تموز التي أعطت المجد لحزب الله ففرّط به في سوريا

تصدف اليوم الذكرى الـ13 لحرب تموز، التي حصلت عام 2006، واستمرت 34 يوماً، والتي تشكل آخر حرب لبنانية اسرائيلية حتى اليوم، وباتت هذه الذكرى مناسبة لكلمة سنوية لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، يشدد فيها على "الإنتصار" رغم كل تداعياتها.

لا شك أن ذكرى هذا العام لم تأت كسابقاتها، فرغم التطورات الدورية على صعيد المنطقة، إلا أن المرحلة الحالية من النزاع الأميركي الإيراني المرتبط بكل قضايا المنطقة، تشكل مفترق طرق لكلا الطرفين، بالإضافة لكل طرف منغمس في هذه “اللعبة”، ومنهم “حزب الله” الممثل الأبرز لإيران في لبنان.

وما يجعل الأمر “شخصيا” اكثر بالنسبة للحزب، هو العقوبات الأميركية الصادرة مؤخراً بحق شخصيات وازنة فيه كرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب أمين شري بالإضافة لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وهذا ما من شأنه أن يجعلنا أمام مرحلة جديدة من التعامل مع الأمور لا سيما من ناحية التزام لبنان بالمقررات الأميركية أم من ناحية تعامل أميركا مع حزب الله ولبنان ككل.

اقرأ أيضاً: حرب تموز في ذكراها: لن تعود!

في ظل هذه المرحلة الجديدة، تُطرح تساؤلات عدة على الصعيد المحلي والإقليمي، فهل من حرب جديدة في الأفق، وكيف سيتعامل الحزب مع العقوبات من جهة، والضغوطات الكبيرة على ايران من جهة أخرى؟ وماذا سيقول نصرالله؟

تعليقاً على ذلك، قال الصحافي غسان جواد، في حديث لجنوبية، بأنه لا يمكن الفصل بين موضوع العقوبات على قيادات ونواب في حزب الله عن تجدد الهجمة الأميركية الإسرائيلية على ايران وحلفائها، مضيفاً: “بعد فشل هجمات عسكرية عديدة سواء في سوريا أو اليمن أو العراق وفلسطين، فيبدو أن توجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو لحرب سياسية إقتصادية من دون سقوف”.

غسان جواد
الصحافي غسان جواد

وأشار الى أننا بدأنا نشهد تبعات هذه السياسة بدء من ما حصل في خليج عمان على مدى أسبوعين، وصولاً الى احتجاز الناقلة الإيرانية في مضيق جبل طارق، مما أعاد التوتر الى المنطقة، وأصبحت المنطقة مفتوحة على كثير من الإحتمالات، ولبنان ليس بعيد عن هذه الإحتمالات.

وقال: “الجانب الأميركي أرسل رسالة سلبية جداً الى لبنان في اللحظة التي يعاني منها من خلافات وانقسامات داخل الحكومة، بحيث ظهرت هذه الرسالة كنوع من التعزيز لهذه الإنقسامات”.

وعن الإحتمالات المتوقعة للمرحلة المقبلة، لفت جواد الى أن محور المقاومة فعلاً لا يريد أي مواجهة عسكرية جديدة، ولكن إذا ووجه باعتداء عسكري فسيدافع عن نفسه، أما عن طريقة التعامل مع العقوبات الأميركية الأخيرة، أكد أن الدولة اللبنانية بامكانها أن تقوم باجراءات تمنع تأثير هذه القرارات على كل الشعب اللبناني.

وفي ما يخص المواجهة الكبرى على المستوى الإقليمي، اعتبر أن الجانب الإيراني إذا وضع بين خياري “الموت الإقتصادي البطيء” أم المواجهة، فسيختار المواجهة، وهذا ما توحي اليه الأمور، مضيفاً: “اذا صار هناك عدوان واسع على محور المقاومة فالمنطقة كلها ستكون مسرح عمليات واسع ومنها لبنان، إلا أن هذا المحور لن يكون المبادر لأي جبهة”.

اليوم.. مصلحة ايران أولاً

من جهة أخرى، أشار الكاتب الصحافي مصطفى فحص، في حديث لجنوبية، الى أنه في حرب تموز رفعت صور نصرالله من نواكشوط الى جاكرتا، ومثل حينها نموذج للقائد الذي يستطيع أن يحقق شيء من طموح هذه الأمة، بعيداً عن اعتبارات النصر والهزيمة وكل ما مثلته حرب تموز، فهو نفسه قال “لو كنت أعلم”، ولكن بعد الحرب السورية واليمنية، وكل ما نسمعه من تدخلات حزب الله في شؤون دول أخرى نتيجة ضلوعه بما تقوم به ايران من مشاريع لزعزعة استقرار الدول العربية، فلن يكون لخطاب نصرالله اليوم وتوجهاته المقبلة سوى قليل من الصاغين.

مصطفى فحص
الصحافي مصطفى فحص

وأضاف: “الجريمة التي حصلت في سوريا تحديداً غيرت كثيراً من الإعتبارات التي جعلت شعوب هذه المنطقة تنظر بعين أخرى الى حزب الله”.

وفي ما يخص احتمالية تفعيل احتمال الحرب، قال فحص أن حزب الله بنفسه قال بأنه اذا تعرضت ايران للضرب فلن يبقى ساكتاً، وستشتعل المنطقة وهو جزء من هذا الإشتعال، وبالنسبة للحزب اليوم قراره ايراني أكثر من ما هو لبناني، وهو في طبيعته وقوته كما يظهر، غير معني في اجماع لبناني حول تصرفاته السياسية.

اقرأ أيضاً: في ذكرى حرب تموز: شيء كبير إنكسر

مضيفاً: “حزب الله الإقليمي لا يهتم بما يدور في الداخل اللبناني، أما في ما يخص العقوبات الأخيرة فيجب أن نتعامل معها بحذر شديد مع التوجه الأميركي الجديد، فحزب الله والدولة اللبنانية في مأزق، فبالنهاية حزب الله موجود في الدولة وداخل النسيج اللبناني، ولكن جناحه الإقليمي هو فوق طاقة لبنان واللبنانيين، لذلك حزب الله يعاقب محلياً على دور خارجي، فهو لم يأخذ اذن الدولة ولا المجتمع اللبناني ولا حتى بيئته عندما تصرف في الخارج”.

لافتاً الى أن الحزب الآن يريد التضامن من الدولة، ولكنها مقيضة، فإذا تضامنت معه ستدفع الثمن وان لم تتضامن معه ستدفع الثمن أيضاً، فالجميع في مأزق.

السابق
جعفر عبدالكريم طرقَ المحظور.. وودّع «شباب توك»!
التالي
حبيش ادعى على تلفزيون المستقبل ومراسلته ومستقبل ويب