هل وقع باتريك مبارك ضحية «السكوب» أم ضحية عصبيته؟!

باتريك مبارك
من مقابلة صحفية عن رأي الممثلين اللبنانيين بزيارة الممثل التركي وراك أوزجفيت إلى بيروت الاسبوع الماضي، إلى حرب عشواء قادتها منابر إعلامية وناشطين على مواقع التواصل ضد الفنان اللبناني باتريك مبارك.

الإساءة إلى هيبة الدولة هي التهمة الجاهزة التي تسير عليها الأنظمة العربية في السنوات الأخيرة لاسيما بعد سيطرة القبضة الأمنية في البلاد العربية التي شهدت حراك شعبي، عشرات الفنانين الذين نفيوا وجرّموا واعتبروا إرهابيين بنظر حكوماتهم. 

واليوم وصلت الارتدادات إلى لبنان بعد هجوم الفنان اللبناني باتريك مبارك على الرئيس اللبناني ميشيال عون وزعيم حزب الله حسن نصر الله في تسجيل صوتي أرسله للصحفية أماني فياض، والتي تحدثت عن الموضوع لوسائل إعلام بأنها إنّها كانت تعدّ “تحقيقاً حول الممثلين اللبنانيين ورأيهم بالاهتمام المبالغ فيه بزيارة الممثل التركي بوراك أوزجفيت إلى بيروت الاسبوع الماضي. تضمن التحقيق حوارات مع باقة من الأسماء التي أكدت أهمية دور الممثل وحاجته للدعم المادي والمعنوي لمتابعة عمله”. وتتابع فياض: “كان كل شيء على ما يرام إلى أن أرسلت الأسئلة إلى باتريك عبر تطبيق “واتسآب”. 

اقرأ أيضاً: عن بوراك.. و ظاهرة التعويض بـ« الحب الأعمى»!

هنا، فوجئت الصحافية حسب قولها بتدخله بأسماء الممثلين الذين اختارتهم، قبل أن يتحوّل الحوار لاحقاً إلى كلام طائفي يحمل تهديدا لشخصيتين مهمتين في البلد”.

وتكمل: “تلقيت من باتريك تسجيلات صوتية عدة فيها عبارات طائفية وشتائم بحق الأديان. لكن التسجيل الذي تضمن تهديداً لرئيس الجمهورية ونصرالله كان وقعه قوياً عليّ فقررت تسريبه إلى أحد الأشخاص، لينتشر سريعاً على نطاق واسع بسبب العبارات المسيئة والصادمة التي تلفّظ بها الممثل، كما ذكر رقم هاتفه وكأنه يجاهر بعباراته التي تنمّ عن حقده”.

هذا ما بررته الصحافية التي فضحت الممثل باتريك مبارك بعد نشرها لكلامه، وبعد انتشار التسجيل كالنار في الهشيم، تراجع باتريك كما نشر الصحفي في قناة الميادين علي مرتضى في تغريدة على حسابه في تويتر: “تلقيتُ اتصالا من الممثل باتريك مبارك، قال فيه أنّ التسجيل الذي تم نشره جاء بعد استفزاز إحدى الصحافيات له خلال مقابلة معه، وأنّه كان غاضبا ولا يفكر ملياً فيما يقول؛ وبعد أن أعتذر عما صدر منه طلب مني ازالة المنشور منعاً للإحراج أكثر”.

وكانت النقابات الفنية في لبنان قد أصدرت يوم أمس بياناً موحداً دعت فيه إلى عدم التعامل مع باتريك “في أيّ عمل فني ومقاطعته بشكل تام”.

الفنان وسام حنا كشف عبر صفحته على الفايسبوك بتدخل الرئيس ميشال عون لحل قضية مبارك حيث قال: “كل التحية و الاحترام لبيّ الكلّ . فخامة الرئيس عون . يلي بعد ما عرف بقصة مرضو لباتريك مبارك وكلّو مكتوب بمحامي يتابع قضيتو … هيك بكونو رجال الوطن”. من ناحيته هاجم وسام قرار النقابات الفنية المجحف بحق مبارك، فبدل مساندة الفنانين اللبنانيين ومعرفة مشاكلهم والوقوف عندها تتحول إلى منبر لمهاجمتهم والتوحد في وجه الضعيف على حد وصف حنا.

اقرأ أيضاً: مهرجانات الصيف: من يستطيع الحضور؟!

ونسأل بدورنا أين الصحافة اللبنانية من ذلك وهي التي لا تسأل الا عن “السكوب” ولو على حساب كرامة الفنان؟

 ولم تسلم المنابر الإعلامية من هجوم شنه رواد مواقع التواصل الذين اعتبر بعضهم ان الصحافة ساهمت في بلبلة الموضوع بدل إيجاد الحل وأسرفت بالتعرض لباتريك بالكلام والانتقاد الجارح.

هل يهرب الفن من السياسة؟ سؤال على المحك في بلد تتقاذفه أمواج من كافة الاتجاهات، فيجد الممثل اللبناني نفسه ضحية سياسات فاسدة وسلاح غير منظم. وما موقف نانسي عجرم في المطار وتغريدة نادين الراسي عن حادثة قبربشمون إلا دليل أن الفنان لا يمكن إلا أن يكون في صلب الهموم السياسية، وعلى الساسة بالمقابل الفصل بين وطنية الفنان ومواقفه!!

السابق
«المرجوحة» اللبناني يفوز في جائزة مهرجان منارات
التالي
جعجع: للعودة الى جلسات مجلس الوزراء اليوم قبل الغد