مهرجانات الصيف: من يستطيع الحضور؟!

مهرجانات الأرز
قبل عام ومع انطلاقة مهرجانات الصيف، شكلّ اعتصام على طريق فقرا سبباً في تأخر الجمهور للوصول إلى حفل الفنان العراقي كاظم الساهر، وكما هي العادة وقفت الظروف حائلاً في وجه النشاط السياحي للبنان الذي ما زالت بلدياته وبعض المتعهدين المغامرين يراهنون على صيف حافل.

على الرغم من غياب الاحتفالات عن وسط بيروت في الأشهر القليلة الفائتة، تعد بلدية بيروت وتشاركها عشرات البلديات اللبنانية بصيف عامر الحفلات والمهرجانات يمتد من تموز الجاري وحتى أيلول القادم، على الرغم من أن الأسماء المشاركة لا تتغير بل تعيد إثبات حضورها خاصة مع قلة الجولات الفنية للبعض في الخارج.

اقرأ أيضاً: عن بوراك.. و ظاهرة التعويض بـ« الحب الأعمى»!

بالمقابل، تحظى المهرجانات الدولية التي ما زالت تصارع للصمود باهتمام حزبي ودعم ثقافي يمكنّها من استقطاب فنانين من الخارج وأحدثها مهرجان الأرز الدولي، فيما يحافظ مهرجان بيت الدين على طابعه الثقافي المرتبط بالمكان حاله حال مهرجان بعلبك، وتحاول طرابلس إكساب مهرجانها طابعاً دولياً بإخراجه من النطاق المحلي إلى الإقليمي والدولي.

السؤال الأكبر عن قدرة الجمهور اللبناني على حظور هذه الحفلات خاصة قبل يومين على انطلاق المهرجان الأكثر ترويجاً في وسط العاصمة “أعياد بيروت” بدعم من وزارتين في الحكومة هما السياحة والثقافة، مع رعاية بلدية بيروت، ووجود شركة خاصة منظمة تستقطب مجموعة من الرعاة التجاريين الذين استقطبوا لهذه الدورة الفنان العالمي ياني والموسيقار اللبناني زياد الرحباني، فضلاً عن نجوم المهرجان في السنوات الأخيرة “وائل كفوري، إليسا وناصيف زيتون”.

اقرأ أيضاً: مهرجان كرامة بيروت: حين تروي العدسة حقوق الإنسان

وإذا ما قورنت أسعار بطاقات المهرجان بالدخول المجاني في مهرجانات البلديات، تبدو مهرجانات الصيف متجهة إلى الإطار الطبقي مع غياب المهرجانات الجماهيرية التي تستقطب أكبر عدد من الجمهور في مدرجات الهواء الطلق، ما يعني تعثر في منح الصيف طابعاً سياحياً قادراً على عبور النطاق المحلي لإقناع السياح العرب بالقدوم إلى لبنان، خاصة مع الصفيح الساخن الذي تمر فيه المنطقة.

فهل صحيح ان صيف لبنان سيكون مزدهرا سياحيا كما يقول المسؤولون؟! وهل سيولي الجمهور المحلي اهتمامه لهذه الحفلات التي تتكرر وتعيد نفسها كل عام؟!

السابق
بعد 80 عاماً.. إعلان رسمي بوفاة «السيارة الأسطورة»
التالي
عالمنا الممزّق بين «الاجتماعيّ» و«المجتمعيّ»…