لبنان الرسمي لم يتجاوب مع مطالب بومبيو… فهل من تصعيد مرتقب؟

وزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو
على الرغم من أن العنوان العريض لزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الى لبنان كان معروفاً، وهو مواجهة أنشطة ايران وحزب الله، إلا أن كلامه من وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير جبران باسيل فاق التوقعات بحدته.

خلال جولته، ناقش مع الرؤساء الثلاثة كل المواضيع المشتركة، كالوضع الإقليمي ومصير النازحين ومشكلة ترسيم الحدود المائية مع الإحتلال الإسرائيلي في ما يخص النفط والغاز، إلا أنه ذهب بخطابه ضد حزب الله في تصريحه العلني من الخارجية الى اعتباره المسؤول الأول عن كل معاناة الشعب اللبناني.

وخيّر بومبيو اللبنانيين بين خيار الدولة أو خيار التسليم لحزب الله، ملمحاً الى أن التعامل مع لبنان سيكون بحسب تصرفه مع “مشكلة حزب الله”، رافضاً الإعتراف بشرعيته النيابية معتبراً أنه صادر رغبة الناخبين.

وكان لافتاً عودته الى قضية “تفجير المارينز” التي حصلت عام 1983 في بيروت، وصولاً الى ارسال شباب لبنان الى الموت بفعل أنشطته مع ايران، على حد قوله.

سمع بومبيو من “حلفاء الحزب” كلاماً رافضاً لاعتباره حزباً ارهابياً، في حين اكتفى رئيس الحكومة سعد الحريري بمحاولة فصل علاقة أميركا بلبنان عن علاقتها بالحزب.

اقرأ أيضاً: بومبيو في لبنان… وعينه على حزب الله وإيران

ويبدو أن بومبيو لم يستسيغ كلام حلفاء الحزب، لا سيما باسيل، وذلك بعدما كشفت الوزيرة مي شدياق التي حضرت لقاء بومبيو برئيس حزب القوات سمير جعجع، أن الأول غير راض عن اللقاء الذي حصل في الخارجية، وان الأجواء كانت سلبية جداً وفقا لمعلومات وصلت لشدياق خلال اللقاء بين الطرفين.

في هذا الإطار، رد النائب عن تكتل لبنان القوي زياد أسود، في حديث لجنوبية، قائلاً أنه لا يعلم إذا وظيفة الوزيرة شدياق التكلم باسم الخارجية أو اسم وزير الخارجية، فاعتقد أن هذا الموقف لا قيمة له، لأن الموقف الرسمي اتخذ، ان كان راضياً أم لا.

وأضاف: “ما قمنا به وما قلناه هو الموقف الوطني والرسمي الوحيد، أما الباقي فلا يغير بالمعادلة شيء”.

وأشار الى أنه اذا كان التلميح بهذا الكلام بهدف خلق بلبلة أو لإضعاف الموقف الرسمي فهذا أيضاً لن يؤدي الى نتيجة.

وقال أسود: “اعتقد أنه من المفيد على كل وزير أن يلتزم حدود صلاحياته ومهماته، وليس لأحد الحق بالقول إذا كان بومبيو راض أم لا، لأنهم ليسوا موظفين في السفارة الأميركية، بل هم موظفين عند الشعب اللبناني”.

هل هناك تصعيد أميركي مرتقب؟

وفي ما يخص كلام بومبيو الحاد من الخارجية، وتخييره اللبنانيين بين حزب الله والدولة، قال أسود: “ربما هنالك تصعيد أميركي مرتقب، إلا أن هذه الضغوط لن تغير من شيء، فما حصل في سوريا كان جزء من هذه المعركة ولم ينجح، ولن ينجح هنا”.

وأضاف: “أعتقد أنه ليس علينا أن ننتظر ونسمع ما سيقوله الجانب الأميركي، بل علينا أن نكون على علم بكيفية حماية مصالحنا العليا، وعلى الجميع أن يعي أن محاولات تشكيل بؤر داخل المجتمع اللبناني لاضعاف الوحدة الوطنية ستواجه وستتم محاسبتها”.

اقرأ أيضاً: بومبيو يقول كلمته ويمشي والبقية في محبرة ترامب لا في «14 آذار»

كيف ينظر تيار المستقبل الى الزيارة؟

في هذا الشأن، أشار النائب عن كتلة المستقبل محمد الحجار، في حديث لجنوبية، أن الرئيس سعد الحريري حاول في كل المرحلة السابقة تدوير الزوايا والفصل بين علاقة لبنان مع أميركا وعلاقتها مع الحزب، بحيث يتم التزام جميع الأفرقاء بما ينص عليه البيان الوزاري، لتمرير هذه المرحلة.

محمد الحجار

وقال: “الكل يعلم خطورة المرحلة الحالية ودقتها، ان كان على مستوى الوضع السياسي مع العقوبات الأميركية ضد ايران وأذرعتها بمن فيهم حزب الله، في ظل اصرار اميركي على التعامل مع الحزب كونه منظمة ارهابية، أو على مستوى الوضع الإقتصادي والإجتماعي السيء الذي له تداعيات كثيرة ان لم تحسن الحكومة بكل أطرافها بتحمل المسؤولية للاستفادة من ما يقدمه المجتمع الدولي لها”.

وأضاف: “الطريق الأوحد الى ذلك هو الإلتزام بالبيان الوزاري، والإبتعاد عن العنتريات والشعبويات قدر الإمكان”.

وفي ما يخص التصعيد الكلامي لبومبيو، أشار الحجار أنه لا علم لدينا عن نوايا الإدارة الأميركية حالياً، إلا أننا نعلم أن الجانب الأميركي مصر على أن يلتزم الجميع بخارطة الطريق التي يضعونها هم لمحاصرة ايران وأذرعتها في المنطقة العربية.

وختم: “ما يقع علينا هو حسن التصرف حيال ذلك الموقف، فأميركا دولة كبرى لها ما لها وعليها ما عليها، نحن علينا أن نبحث على كيفية الحفاظ على المصلحة اللبنانية وتقديمها على أي أمر آخر”.

السابق
شيرين… هل حان وقت كتم الأصوات المعترضة؟!
التالي
المنابر الدينية في لبنان بخدمة مشاريع الأحزاب السياسية