القليل من الدردشة حول مشاكل البلد وهموم الناس والاوضاع السياسية والاقتصادية مع بعض الأشخاص من أعمار ومهن ومستويات فكرية واجتماعية مختلفة ومقارنة بالأحاديث ذاتها في شهور وسنوات مضت، لا يمكن إِلَّا أن تلحظ فرقاً شاسعاً واختلافاً جوهرياً في الآراء والمواقف السياسية منها والاجتماعية. أول ما يلفت نظرك تراجع الاندفاع في الحديث عن السياسة يرافقه خيبة أمل كبيرة لا تخفى على أحد، أما في المواضيع الحياتية والمعيشية فتسمع المزيد من الشكوى والعتب مرتبط دائماً بعبارة ” ما عاد ينفع الحكي والنق ما بيفيد، حكينا كتير شو إجانا”.
اقرأ أيضاً: رسالة مصارحة إلى حزب الله:
اليوم أرى الناس تتراجع شيئاً فشيئاً عن الاهتمام بالأمور السياسية والأمنية وتركز على المواضيع الاجتماعية، علّهم يجدون في مشاكل الآخرين ما يدفعهم للاقتناع بحياتهم فيكون لهم محفّزاً للاستمرارية في الحياة.
فهل هو الملل؟ أم الكلل؟ أم فقدان للأمل؟…
هي الثلاثة مجتمعة، فقد ملّ الشعب التكرار والتكرار في المشاهد السياسية من اجتماعات وإخفاقات واتهامات متبادلة لا تنتهي إِلَّا بالفشل الذريع؛ وملّ الناس الحديث نفسه والأكاذيب ذاتها والوعود الواهنة التي أكل الدهر عليها وشرب وتنفيذها يصبح أكثر استحالة يوماً بعد يوم.
كلّ الشعب من مطالبة السياسيين ورفع الصوت والمناشدة، وتعب من البكاء والنحيب والحزن والخوف من الرصاص والتفجيرات والموت. وها هو الشعب اليوم بائس يائس يعمل جاهداً على ضمان استمرارية عمله لتأمين لقمة عيشه في بلد أضحت فيه أبسط الحقوق أحلاماً صعبة المنال.