دعوات إلى التظاهر في لبنان الأحد.. فما هي الأهداف والعناوين؟ ومن يقف وراءها؟

تظاهرة
أشعلت قضية الطفل وهبه فتيل التحركات، لكن الكلام عن انتقال "السترات الصفر" إلى لبنان، كان قد بدأ على إثر التحركات في فرنسا، ما يوحي أن قضية وفاة الطفل ليست المفجر الفعلي للتحرك.

تتواصل الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” لناشطين من مختلف الطوائف والانتماءات، إلى تظاهرة حاشدة سلمية، نهار الأحد المقبل، في ساحة الشهداء وسط بيروت، وعدد من المناطق في لبنان، احتجاجًا على التدهور المعيشي والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، تحت شعار: “كرمال تعيش بكرامة انت وولادك”.

وسيلبس المتظاهرون “السترات الصفر” تيمناً بتحرك الشارع الفرنسي المحتج على ارتفاع الضرائب، ويغردون تحت وسم #أنا_نازل_عالشارع.

وكانت التظاهرات قد جابت مختلف المناطق اللبنانية منذ أيام احتجاجاً على قضية وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبه في أحد المستشفيات، بعد رفض استقباله من دون دفع مبلغ مالي.

وتعليقاً على دعوات التظاهر، شكرت عائلة الطفل وهبه كل من تضامن معها، وأكدت أنها غير مسؤولة عن أي تحرك غير سلمي.

ما هي أسباب الحراك؟

أشعلت قضية الطفل وهبه فتيل التحركات، لكن الكلام عن انتقال “السترات الصفر” إلى لبنان، كان قد بدأ على إثر التحركات في فرنسا، مما يوحي أن قضية وفاة الطفل ليست المفجر الفعلي للتحرك.

لا يبدو الحراك منظماً حيث اختلفت وجهات النظر بين الداعين للتظاهر، واختلفت لائحة المطالب ولو كان العنوان العريض هو “محاربة الفساد”.

واللافت أن هناك صفحات استغلت طرح “السترات الصفر” وبدأت بالترويج لها على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث كتب أحد الناشطين أن السترة بدون طبعة أرزة ب10000 ليرة، والسترة مع طبعة أرزة ب15000.

لماذا الآن؟ ومن دعا إلى التظاهر؟

يعتقد البعض أنه إذا لم يكن هناك “سترات صفر” في فرنسا، ما كانت ستنتقل الفكرة إلى بلدان عدة، وصولاً إلى لبنان، لكن اللافت أن الدعوات تكثفت بعد إعلان حلحلة عقد تشكيل الحكومة المتوقع إعلانها غداً الجمعة.

وكان من أول المغردين على وسم #أنا_نازل_عالشارع المنشد التابع لحزب الله علي بركات، ومراسل قناة الميادين علي مرتضى.

فكتب بركات: “نهار الأحد كلنا بدنا ننزل عالشارع .. وزعوا الهاشتاغ”.

وركز مرتضى على مطلب خفض أسعار المحروقات، في حين خالفه الرأي كثيرون على اعتبار أن أسعار المحروقات تنخفض وليس علينا استنساخ المطالب من فرنسا أيضاً.

ومع تغريدات بركات ومرتضى وغيرهم، كتبت الإعلامية يمنى فواز تزامناً مع تظاهرات المناطق مساء الثلاثاء: “نزول مظاهرات في عدة مناطق بالوقت ذاته، أي ما يعني تظاهرات منظمة، التفاصيل لاحقاً حين تكتمل الصورة لدي”.

فرد عليها مرتضى ساخراً: “خدلك بقا”، فكتبت فواز حينها: ” إذا أحد ممن يسمى مراسل الميادين يدعم التظاهرات ويستهزء بشكوكي، فلا شك أنني أصبت”.

وغرد آخرون متوجهين إلى أنصار الأحزاب، حيث انتشرت تغريدة تقول:

“يا شباب تيار المستقبل اعتبروها ذكرى ١٤ شباط
‏ يا شباب أمل اعتبروها ذكرى تغييب الامام الصدر
‏ يا شباب حزب الله اعتبروها ذكرى التحرير
‏ يا شباب التيار الوطني اعتبروها ذكرى ١٣ تشرين
‏ يا شباب المردة اعتبروها ذكرى استشهاد طوني بيك
‏ يا شباب الاشتراكية اعتبروها ذكرى استشهاد كمال بيك
‏ #انا_نازل_عالشارع
صار بدا ليوم طفل بكرا انا وانت وامك وبيك وابنك وكل فقير وكل مواطن ما الو ضهر”

كيف علق حزب الله على مشاركته الأحد؟

بعد تبني مقربين ومناصرين من حزب الله حراك الأحد، أثيرت الشكوك حول دور الحزب في تنظيم التظاهرة.

و نشرت “سيميا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بياناً يعلن موقف حزب الله من تظاهرة يوم الأحد، وجاء في نص البيان:

“الأخوة والأخوات الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد تكرار السؤال عن موقفنا من الدعوات للتظاهر يهمنا توضيح الآتي: ” نحن لا نشارك بأي تحرك لسنا مشاركين في تنظيمه وقيادته وتحديد أهدافه ومساره والنتائج المرجوة. ونقف إلى جانب الناس في تحقيق مطالبهم المعيشية وتحصيل حقوقهم كمواطنين، ولكننا ندعو في نفس الوقت إلى إعطاء العمل الحكومي (ونحن على أعتاب تشكيل الحكومة) وقته لتحقيق إصلاحات جدية من خلال الوزارات، والعمل التشريعي في مجلس النواب للحد من موارد الفساد ونتمنى من جميع الأخوة والأخوات الابتعاد عن لغة التخوين واحترام خيارات من يود المشاركة في التظاهر”.

نفى حزب الله مشاركته الرسمية بالتحرك، تزامناً مع إطلاق الحكومة، وفي الوقت نفسه دعم التحرك كونه يحمل لواء “محاربة الفساد” في خطاباته مؤخراً.

اقرأ أيضاً: صفعة على خدّ الوطن

ما هي المطالب؟

اختلفت المطالب بين الداعين للتظاهر الأحد، ولم تصدر أي وثيقة رسمية عن الحراك تحمل مطالب موحدة، ففي حين يدعو البعض إلى خفض سعر المحروقات إلى سبعة دولارات، وتخفيف الفائدة على المواطنين من قبل المصارف، يدعو آخرون إلى محاسبة علنية أمام الناس في محكمة علنية لكل وزير ونائب نهب البلد، وتوقيف معاشات النواب والوزراء السابقين، والكف عن الوقوف خلف الأحزاب في الموقف الوطني، وتوقيف كل مدير لا يعمل ويتقاضى راتبا، وتسليم آبار البترول لشركة توتال أو غيرها وبدء العمل فورا لكي ينجو البلد من الانهيار الإقتصادي، وتسليم شركة صينية موضوع صيانة الكهرباء والكف عن النهب عبر البواخر.

وغرد الكاتب السياسي غسان جواد قائلاً:

في ظل أحقية المطالب التي تعني كل لبناني، هل سيبقى هذا الحراك خارج أي تسييس؟ وهل سيبقى سلمياً؟

وفي ظل عدم توحيد المطالب، وعدم وجود أي متحدث رسمي أو لجنة رسمية منظمة، هل سينجح هذا الحراك أم سينتهي بعد ساعات من دون أي نتائج؟ وهل سنسمع شعارات على وزن “كلن يعني كلن.. ما عدا زعيمي”؟

السابق
الانسحاب الأميركي من سوريا يثير قلق المسؤولين في العراق
التالي
اللعب مع الكبار!