عملية «درع الشمال» الإسرائيلية تمهد لضربة ضدّ حزب الله

الحدود
استفاق اللبنانيون صباح اليوم على تطوّر ميداني خطير، مسرحه الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وذلك مع إعلان جيش العدو الاسرائيلي عن اكتشاف أنفاق حفرها حزب الله باتجاه مستوطناته.

الأنظار كلّها متجهة اليوم إلى الحدود مع إسرائيل، حيث تقوم قوات الاحتلال بعملية عسكرية تحت مسمى “درع الشمال”، وذلك بعد أن كشفت شبكة أنفاق زعمت أن حزب الله حفرها من الأراضي اللبنانية وتحديدا في الجهة المقابلة التابعة لبلدة كفركلا الحدودية، وصولا إلى الأراضي الإسرائيلية، لاستخدامها للهجوم على مستوطنة المطلة الصهيونية.

فقد أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم الثلاثاء في بيان له عن اكتشافه لأنفاق حفرها حزب الله على الحدود مع لبنان، مضيفاً أن تلك العمليات سيكون مسرحها داخل أراضيه وليس في الأراضي اللبنانية.

ويأتي إعلان الجيش الاسرائيلي عن وجود انفاق لحزب الله تستهدف الدخول إلى الأراضي المحتلة مترافقا مع تكثيف تحليق طائرات التجسس فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وذلك بعد أسابيع من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وجود مخازن صواريخ لحزب الله قرب مطار بيروت الدولي.

اقرأ أيضاً: هل بدأ تحضير مسرحها في لبنان: ثلاثة خيارات للحرب الاسرائيلية

وقد أطلق الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر تويتر تحذيرا للجيش اللبناني وحزب الله، ينصحهم من خلاله ان يبتعدوا عن أي مسار هجومي بعد اكتشاف أنفاق تم حفرها من الأراضي اللبنانية الى الأراضي الإسرائيلية.

وفي محاولة لتحريض أهالي قرية كفركلا على حزب الله قال أدرعي في بثه المباشر من أمام القرية المذكورة التي تظهر خلف الجدار الحدودي الذي بنته إسرائيل، واتهم حزب الله بالاستخفاف بحياة الأهالي واستخدامهم كدروع بشرية وتعريضهم للخطر بسبب هذه الأنفاق التي تمر من تحت بيوتهم.

ويحيط الجيش الإسرائيلي “درع الشمال” بضجة إعلامية عالمية، بهدف إيصال رسالة للمجتمع الدولي بأحقية موقف إسرائيل في تلك العملية وأنها دفاعية، بالتزامن مع تحذيرات أُطلقت على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجاء فيها :” “يحذّر جيش الدفاع عناصر “حزب الله” وجنود الجيش اللبناني، وينصحهم بالابتعاد عن أيّ مسار هجومي تمّ حفره من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية حياتكم بخط، وقد أعذر من أنذرّ”.

ولعلّ الشق الثاني من الرسالة يدخل في صلب استعدادات إسرائيل لتجميع أوراقها لحين اتخاذ القرار بضرب حزب الله بعد تحشيد الرأي العام العالمي، والإفادة من مناخ العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على إيران وأذرعها في المنطقة ومنها حزب الله في لبنان، الذي استكمل حسبما تدعي إسرائيل السيطرة على قرار الدولة اللبنانية.

لذا تحمل تلك التحذيرات أبعادا مزدوجة، وعلى الرغم من تكرار إسرائيل تهديداتها مؤخرا للدولة اللبنانية، إلا أن التحذير اليوم جاء بلهجة مباشرة للجيش اللبناني، وهي لطالما ردّدت على لسان كبار مسؤوليها العسكريين والأمنيين أن التفريق بين الأخير وحزب الله في عدوان تموز عام 2006، كان خطأ كبيرا.

وأفاد مصدر مطلع لـ”جنوبية” أن “إسرائيل تتحين الفرص والظروف لتقوم بضربة خاطفة في لبنان على غرار قصفها مواقع ومخازن أسلحة تابعة لإيران وحزب الله في سوريا.

كما كان تدمير البنى تحتية من أنفاق وتحصينات على الحدود جزءا يقع في صميم حربها مع حزب الله، ورصدها المستمر لتحركاته، يضاف إلى ذلك أن تكثيف تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار المستمر فوق مختلف المناطق اللبنانية ومنها بيروت والضاحية الجنوبية يحمل دلالة واضحة على نشاطات المراقبة المكثفة وعيون اسرائيل المفتوحة دائما لرصد مقرات الحزب وتحركاته”.

إلا أن إسرائيل هذه المرة وصلت حد تهديد جنود الجيش اللبناني بشكل مباشر، والسبب الرئيسي في هذا التطور برأي الناشط السياسي الدكتور حارث سليمان، يعود إلى تخطي حزب الله الحدود الدولية (الخط الأزرق) ، وقال سليمان “هذه العملية الخطيرة تشبه الى حد بعيد عملية اختطاف الجنود، التي أدت إلى عدوان تموز عام 2006”.

وأكد سليمان أن “حفر الانفاق فيه مخالفة واضحة للقرار 1701، ومن البديهي أن تعمد إسرائيل إلى استغلال ما حصل لتوجيه إنذار شديد اللهجة للدولة اللبنانية، وكذلك لتجييش الرأي العام العالمي”.

اقرأ أيضاً: «الوجود الإيراني» على طاولة بومبيو ونتنياهو.. فهل بدأ الاستعداد للحرب؟

من جانبه، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إستثنائية إلى بروكسل، برفقة رئيس الموساد ومستشار الأمن القومي فجر أمس الإثنين، للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو، من أجل معالجة مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان، ورجّحت “هآرتس” أن يكون اللقاء مندرجًا في إطار التنسيق تمهيداً لعملية عسكرية فورية.

وفي هذا الإطار، تتقاطع معلومات دبلوماسية غربية عن تحذيرات وجهت لبيروت تدعوها إلى ضرورة لجم حزب الله لأن تل أبيب تتحيّن الفرصة لتوجيه ضربة عسكرية ضدّ مخازن أسلحة كانت قد ادعت أنها موجودة في الجنوب وضاحية بيروت، بالترافق مع نشر تقارير أجنبية تحذّر من انخراط الحزب في المؤسسات الأمنية والعسكرية للدولة، وأن الحزب بات متحكما بكثير من مرافقها الحيوية، وينقل ترسانة أسلحة متطورة إلى لبنان برّا وجوّا مع وجود نية إيرانية بتحويل بعض المخازن إلى مصانع للصواريخ الدقيقة البعيدة المدى والمتطورة، على حد زعم إعلام العدوّ.

السابق
هل بدأ تحضير مسرحها في لبنان: ثلاثة خيارات للحرب الاسرائيلية
التالي
حزب الله يرد على عملية “الدرع الشمالي” ماذا قال؟