هل بدأ تحضير مسرحها في لبنان: ثلاثة خيارات للحرب الاسرائيلية

الحرب الاسرائيلية
من اللقاء المفاجئ الذي جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية الأميركي في بلجيكا أمس الاثنين، إلى إعلان إسرائيل إطلاق حملة درع الشمال لضرب الأنفاق العسكرية التي اكتشفتها على الحدود مع لبنان، بضعة ساعات لا أكثر، ويأتي الدخول الإسرائيلي على المشهد السياسي والعسكري الإقليمي اليوم، من بوابة حزب الله، ومن خلفية سياسية، تأتي في ظل حركة ناشطة في الكونغرس الأميركي تركز على العقوبات على إيران، بالترافق مع عملية تظهير الإجراءات التنفيذية لقانون العقوبات الخاص بحزب الله.

هي عملية سياسية يقوم بها بنيامين نتنياهو، تستثمر عملية توصيف حزب الله أميركيا كمنظمة إرهابية، إلى اعتباره منظمة إجرامية تتعاطى التهريب والمخدرات الى جانب الإرهاب، وفي هذا السياق ثمة خلفية تفريعية تتصل بهندسة إجراءات تطبيق العقوبات على حزب الله، أي تلك المنفصلة عن العقوبات التي يجري تطبيقها على إيران.

وتأتي العملية الإسرائيلية “درع الشمال” غداة تعديل الاتفاق الروسي-الإسرائيلي الذي ترجمته الضربات الأخيرة لمواقع إيرانية وللجيش السوري في جنوب دمشق، حصول هذا الاتفاق منع صواريخ س 300 من الانطلاق ضد الغارات الإسرائيلية، إذ تشير المعلومات أن الاصطدام الروسي-الإسرائيلي الذي وقع في أيلول المنصرم، تم العمل على معالجة تداعياته بالتزام إسرائيل تبليغ روسيا بأي عملية عسكرية في سوريا قبل ساعة أو أكثر. نتنياهو يدرك أن الانتقال إلى مرحلة جديدة في المواجهة مع حزب الله أو النفوذ الإيراني في سوريا أو لبنان، يتطلب إخذ الإذن من واشنطن فهل هذا ما حصل عليه في لقائه مع بومبيو في بروكسل؟

اقرأ أيضاً: «الوجود الإيراني» على طاولة بومبيو ونتنياهو.. فهل بدأ الاستعداد للحرب؟

إسرائيل التي تحاول أن تأخذ غطاء سياسياً أميركياً في عدوانها على لبنان وسوريا، حرصت في الضربات السابقة لها في سوريا، على التركيز على القواعد الإيرانية بالدرجة الأولى، ولم تقم بعمليات تستهدف مواقع ثابتة لحزب الله، باستثناء ما يتصل بضرب شاحنات أو أسلحة يجري نقلها من سوريا إلى لبنان، وعدم مقاربة وجود حزب الله في سوريا بشكل مباشر، كان هدفه عدم الإخلال بمظلة الاستقرار على لبنان الموضوعة من قبل المجتمع الدولي. وبحسب المعلومات فإن لبنان اليوم كما الجنوب السوري وحدوده الغربية مع لبنان أمام مشهد جديد، مشهد يضع الأمور أمام مخاطر انفجار حقيقي، وما يعزز من هذه الفرضية، هو تنامي الحديث الإسرائيلي عن نقل تقنيات عالية لصواريخ إيرانية إلى لبنان، والحديث عن نقل القوة الصاروخية من سوريا إلى لبنان، وما يعكس ذلك من انتقال مركز الثقل الإيراني إلى هذا البلد، في ظل العقوبات الأميركية على إيران والتركيز على نفوذها في سوريا.

في المعطيات الدبلوماسية المتوفرة أن إسرائيل يمكن أن تأخذ غطاء لقيامها بضربات نوعية في سوريا، أما في لبنان فليس من ضوء أميركي لتنفيذ إسرائيل أي عدوان، ولكن اللعبة الإسرائيلية الجارية والتي تصفها المصادر الدبلوماسية ب”الخطرة” يمكن أن تدفع التطورات العسكرية في حال تصعيدها من قبل إسرائيل إلى جر لبنان إلى مواجهة غير محسوبة.

نحن أمام شيء جديد ومسرح عمليات يجري تحضيره، وتتحدث مصادر دبلوماسية متابعة عن ثلاثة خيارات يمكن قراءتها في الحركة الإسرائيلية وحساباتها الاستراتيجية:

أولا، القيام بعملية عسكرية واسعة في جنوب سوريا تستهدف مواقع حزب الله والميليشيات السورية والجيش السوري، في خطوة تهدف إلى انهاء أي وجود معادٍ لها في هذه المنطقة.

ثانيا، القيام بعملية عسكرية تستهدف الحدود الغربية البرية لسوريا، بغاية الإمساك والسيطرة على هذه الحدود سواء من قبل القوات الروسية أو “قوات التحالف الدولي”.

ثالثا، الحرب على لبنان ودولته مباشرة.

في البعد الاستراتيجي، يمكن القول إن الحدود البرية الوحيدة لسوريا المتبقية خارج سيطرة دول التحالف هي الحدود اللبنانية-السورية، فالنظام السوري ليس مسيطرا على حدود سوريا الدولية سواء مع تركيا التي تُحكم السيطرة عليها بالدرجة الأولى أو مع الأردن الذي يسيطر عليها التحالف الدولي مع القوات الأردنية، وفي الحدود الشرقية مع العراق تتحكم واشنطن الى جانب تنظيم داعش بالسيطرة عليه، وكانت الطائرات الأميركية قد وجهت ضربة موجعة للجيش السوري والميليشيات الإيرانية حين محاولتها الاقتراب من قاعدة التنف القريبة من الحدود مع الأردن والعراق.

اقرأ أيضاً: قبل الإجراء العسكري.. اجتماع نتنياهو – بومبيو تحذير لإيران ولبنان؟!

يبقى أن الحراك الإقليمي والدولي العالي الوتيرة، يرخي بظلاله على لبنان، وإسرائيل تستفيد من الأجواء الأميركية التصعيدية على إيران من جهة، ومن الفوضى اللبنانية القائمة، والتي تجعل المخاطر على لبنان عالية، وهذا يفترض أن ثمة من في لبنان من يعمل لمنع اندلاع الحرب على أراضيه، لاسيما أن إسرائيل تحضر المسرح لعملية تريد أن تتم تحت ظل غطاء واسع لا تنحصر حدوده في التغطية الأميركي والدولية بل تتجاوزها لتشمل التغطية العربية ، السلوك اللبناني السياسي يوفر هكذا فرصة لإسرائيل في المدى القريب أو المتوسط.

السابق
الاعلام يكشف عن الانتماء السياسي اللبناني لعائلة حبيب تيفاني ترامب
التالي
عملية «درع الشمال» الإسرائيلية تمهد لضربة ضدّ حزب الله