اعتكاف الحريري ليس خبرا سيئا بالنسبة لحزب الله

سعد الحريري
الوزير السابق والكاتب السياسي سجعان قزي عن توزير سنة "حزب الله": "الاعتراف بهؤلاء السنّة يعني أن هناك إمتدادا لـ "حزب الله" داخل الطائفة السنّية وأن هذه الطائفة ليست حكرا على تيار "المستقبل" أو المحور السعودي - الأميركي وهذا هو البعد الحقيقي لتوزير "سنّة 8 أذار".

في اللحظات الحاسمة الأخيرة لتشكيل الحكومة أخرج “حزب الله” من جعبته أمس، أرنبا جديدا ملوّحا بورقة ضغط مباغتة تقضي بتمثيل “سنّة 8 أذار” في الحكومة العتيدة وإلا، وهكذا أعاد “حزب الله” عقارب الساعة إلى الوراء لتعود بذلك عملية التأليف إلى غرفة العناية المركزة بانتظار توليفة جديدة للتشكيلة الحكومية.

حتى الساعة لا شيء يوحي بأن الأمور ذاهبة نحو الحلحلة، لاسيما أن الرئيس المكلف سعد الحريري كرّر موقفه الحازم غير القابل للمساومة مع تأكيده رفضه الحاسم للاقتطاع من حجم تمثيل كتلة “المستقبل” في الحكومة ‏الجديدة لصالح تمثيل “سنّة حزب الله”، مشدداً في هذا المجال على كونه غير معني بهذا التمثيل، ولعل النتيجة الأولى لبروز هذه العقدة، تَبدّت في عدم توجّه الحريري الى بعبدا، وفق ما كان مُتفقاً عليه، بعدما كان يوم أمس (الإثنين) موعدا نهائيا لولادة الحكومة.

اقرأ أيضاً: حزب الله الجديد: التصاق بالدولة وخنق الحريري بسنّة 8 آذار

اللافت في مباغتة “حزب الله” بهذه العقدة هو أن الحزب يدرك موقف الحريري من هذه المسألة مسبقا، ما يشير إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق تفجيري لرسم سيناريوهين: إما الإبقاء على حكومة “تصريف أعمال”، أو الذهاب نحو حكومة “إذلال” لاسيما أن قبول الحريري بتمثيل النواب سنّة من خارج “كتلة المستقبل” يعد انتصارا لـ “حزب الله”. وبما أن موافقة الحريري على هذا الأمر شبه مستحيلة، فهل سوف يعتذر عن التأليف كما قال، خصوصا أن أمامه خيارين أحلاهما مرّ في حال إصرار الحزب على موقفه.

الوزير السابق والكاتب السياسي سجعان قزي رأى في حديثه لـ “جنوبية” أن هدف “حزب الله” وأكثرية “8 أذار” عموما التي نجحت في الانتخابات النيابية الأخيرة ليس دفع الرئيس الحريري إلى الاعتذار، لكن إذا اعتذر الأخير فلن يكون نبأ حزينا له”.

يشير قزي إلى أن “الهدف الأساسي للحزب هو تأليف حكومة من أكثرية “8 آذار” لتكون متجانسة لدى اتخاذ الخيارات السياسية والأمنية في مجلس الوزراء. لذلك أيضًا كانت هناك محاولة لإقصاء “القوات اللبنانية” أو لتحجميها بالحد الأدنى، ويبدو أنهم نجحوا في ذلك حتى الآن، رغم أن رئيس حزب القوات التفّ على محاولة إخراجه بقبول المشاركة ولو بشروط الآخرين بانتظار حصول تطورات أفضل”.

وفيما يتعلّق بتوزير السنّة من خارج “تيار المستقبل”، أكّد قزي، أن “هذا القرار بالنسبة لـ”حزب الله” مهم جدا لأن الاعتراف بهؤلاء السنّة يعني أن هناك إمتدادا لـ “حزب الله” داخل الطائفة السنّية، وأن هذه الطائفة ليست حكرا على تيار “المستقبل” أو المحور السعودي – الأميركي”.

ورأى قزي أنه “في كلّ الأحوال إذا تألّفت الحكومة اليوم أو غدا أو بعد أسبوع، الجوّ العام ليس مريحا ولا ينبئ بأن السنوات الأربع الباقية من العهد ستكون أفضل من السنتين اللتين مرّتا، إلا إذا إستعاد الرئيس عون المبادرة شخصيا وأعاد الأمور إلى نصابها لإنقاذ العهد والبلاد”.

اقرأ أيضاً: استضعاف القوات يؤسس لحكومة غلبة

كما لفت قزي إلى أن “الحكومة التي سوف تُشكل لم تعد “حكومة وحدة وطنية” إنما أصبحت حكومة فريق واحد التحق به الفريق الآخر الذي طالما أراد له أن يُقصى، وبالتالي الحديث عن حكومة وحدة وطنية يُمثل فيها كل من المستقبل والقوات حديث في غير مكانه، لأن الاخيرين ليس لديهما القدرة على التغيير داخل مجلس الوزارء، لأنهم أقلية عدديا في التصويت وحسم القرارات”.

وفي الختام شدّد قزي على أن ” “حزب الله” يريد حكومة مطواعة يسيطر عليها لأنه قادمٌ على مواجهات عربية وإقليمية ودولية، لاسيما مع توالي العقوبات الأميركية عليه وعلى إيران والضغوطات التي تمارس عليهما للانسحاب من سوريا، وبالتالي هو يفضل حكومة يتحكم بقراراتها وببيانها الوزاري وتعطيه شرعية الدولة بعد شرعية السلاح، وإذا كان حتى الآن اكتفى بشعار الثلاثية “الجيش، الشعب والمقاومة” فاليوم يريد ثلاثية القرارات السياسية والأمنية والإقليمة”.

السابق
حزب الله الجديد: التصاق بالدولة وخنق الحريري بسنّة 8 آذار
التالي
اردوغان دشّن مطاراً من أكبر 5 مرافق في العالم!