حزب الله يدعم التيار الحرّ لاقصاء القوات والكتل المسيحية الصغيرة

بعد انتخاب النائب ايلي الفرزلي نائباً لرئيس المجلس وإستبدال النائب القواتي أنطوان زهرا بالنائب العوني آلان عون، هل يمكن ان تكرّ السبحة وأن يكون منصب نائب رئيس مجلس الوزراء من حصّة التيار ايضاً؟

بعد ان تم انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب والنائب إيلى الفرزلي نائباً لرئيس المجلس، وإستبدال النائب القواتي أنطوان زهرا بالنائب العوني آلان عون في هيئة مكتب المجلس، فانه وبعد تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة من قبل 111 نائباً، في الاستشارات النيابية الملزمة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا يوم امس الخميس، اتجهت الانظار اليوم نحو نيابة رئاسة الحكومة، فهل سوف تبتلعها حصة العونيين؟

اقرأ أيضاً: الحريري في نسخته الثالثة: حكومته قوية أم ضعيفة؟

ففي حديث تلفزيوني بالامس، أعلن النائب الياس بو صعب ان تكتل “لبنان القوي”هو التكتل الأكبر، ومن الطبيعي أن يكون منصب نائب رئيس مجلس الوزراء من حصّة التيار العوني، مؤكدا عدم وجود تسوية مع “القوات اللبنانية” بعد اقصاء مقعده في انتخابات هيئة مكتب مجلس النواب.

ويجري الحديث في الاوساط السياسية عن محاولات عزل القوات من قبل التيار الوطني الحر بمساعدة حزب الله من خلال ابتلاع المناصب المسيحية من قبل تيار رئيس الجمهورية، ولمزيد من الاستيضاح حول هذه المسألة تواصلت “جنوبية” مع النائب ومستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” وهبي قاطيشا الذي تعجب من اعتبار ان” منصب نائب رئيس مجلس الوزراء من حصة التيارالوطني الحر امر طبيعي!”، متسائلاً “هل امتلاك شخص واحد خيرات الدنيا مع جعل الآخرين يعيشون حالة بؤس وحرمان هو امر طبيعي؟!”

وهبي قاطيشا

ولكن في المقابل تعتبر كتلة التيار العوني نفسها اليوم من اكبر الكتل النيابية ومن حقها الحصول على امتيازات في الحصص، يفسر قاطيشا ذلك بقوله ان ” التيار يحاول زيادة حجم كتلته من خلال لملمة اشخاص واضافتهم اليها لابراز انهم الاكبر، الامر الذي لا يمت إلى روحيَتهم بصلة لانهم ليسوا كتلة كبيرة منسجمة”.

واوضح النائب ومستشار رئيس حزب “القوات” وهبي قاطيشا أن” الكتلة المنسجمة هي الكتلة القوية والعونيون ليسوا منسجمين مع بعضهم البعض”.

ومن جهتها، تساءلت الصحافية والمحللة السياسية سكارليت حداد ” هل من الطبيعي الا يكون هناك ممثلا للتيار الوطني الحر في مكتب المجلس واقصائه؟”، معتبرة انه” كما جرى في المرة الاولى يمكن ان يحصل في المرة الثانية، ولكن مع تبدل الافراد، خصوصاً انه يتم من خلال التصويت”.

وفي سؤال حول الاخلال بالوعود التي قطعها العونيون للقوات بالإبقاء على منصب أمين سر المجلس النيابي ضمن حصتهم اجابت حداد ” منذ تشكيل الحكومة والقوات مختلفة مع التيار الوطني، فجميع وزراء القوات همهم مهاجمة وزارء التيار، لذا استبعد عقد اتفاق بين التيار والقوات، خصوصاً اننا شهدنا معارك انتخابية بينهما”.

وحول مساعدة حزب الله للتيار من اجل زيادة حجم كتلته النيابية، اعتبرت حداد ان” حزب الله والتيار الوطني لم يتحالفا معاً إلا في بعبدا”، لتؤكد ان” ما يقال هو كلام غير دقيق ومبني على كلام غير ملموس”.

وفي الختام، اكدت الصحافية والمحللة السياسية سكارليت حداد ان”كون حزب الله وتيار الوطني حليفان فمن الطبيعي الوقوف إلى جانب بعضهما البعض وتقديم المساعدة لبعضهما، وتمكين الطرفين من الاستفادة من هذا التحالف، وإلا ما هي الجدوى من هذا التحالف؟!”

اقرأ أيضاً: التيار العوني وحزب الله يعزلان «القوات».. والبداية من المجلس النيابي

وفي النهاية يبدو جليا ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمعاونة حزب الله يريد بعد تضخيم كتلة الاصلاح والتغيير وزيادة عددها بنواب من معسكر الممانعة لتصبح بشكل مصطنع أكبر كتلة نيابية، ويسعى بشكل ملحّ الى اقصاء القوات اللبنانية عن تشكيل الحكومة، لانها اثبتت تفوقها داخل المجتمع المسيحي في الانتخابات النيابية التي جرت قبل أسابيع، وذلك بعد حصدها 15 مقعدا نيابيا، وكذلك يسعى باسيل الى اقصاء الكتل المسيحية الصغيرة كحزب الكتائب والمردة وغيرهما، من أجل تثبيت حكم العهد باحتكار القرار من قبل ثنائية حزب الله – التيار العوني وفرضه أمرا واقعا على رئيس الحكومة سعد الحريري.

السابق
الجدّة «ليوبوف مورخودوفا» تعيش وحيدة في سيبيريا وتتزلج فوق بحيرتها المتجمدة
التالي
أجمل صور رمضان للواتس اب 2018