الملف الحكومي بإنتظار عودة الحريري من السعودية

سعد الحريري
المحسوم انّ الساعات الـ48 المقبلة لن تشهد تطورا في الملف الحكومي، ربطاً بما أعلنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انّ الرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى في السعودية ليومين.

على أنّ اللافت للانتباه أن الحريري حمل تفاؤله بتأليف “حكومة عمل واستعادة لثقة المواطن بدولته”، إلى منتدى مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. واعتبر الرئيس الحريري، في حلقة حوارية حول “مستقبل الاقتصاد العربي” إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد ان لبنان يواجه تحديات كبيرة، وهذه الحكومة التي نشكلها اليوم هي حكومة وفاق وطني..
وعزا الرئيس الحريري التأخير الحاصل اليوم في تشكيل الحكومة ليس الا لإنجاز حكومة تلامس تمنيات المواطن اللبناني.. مضيفاً: “ما فينا نحكم في لبنان مثل ما كنا نحكم في السابق”، كل العالم تغير..

إقرأ ايضًا: الحريري يتلقى دعما سنيّا قويا والعقدة المسيحية ما زالت مستعصية

لكن الاجواء في بيروت  لم تبد أمس مشجعة على توقع انفراج وشيك في تعقيدات ملف تمثيل “القوات اللبنانية ” ونواب سنّة 8 آذار، علماً ان ملامح التوتر بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” عادت تتصاعد في الساعات الاخيرة بما قد يزيد الارباكات في طريق الرئيس المكلف. وفي انتظار عودة الرئيس الحريري الى بيروت وما يمكن ان يعقبها من تحركاته أفادت المعلومات لـ “النهار” ان بعبدا كانت أمس على موعد مرتقب مع الرئيس الحريري، وخصوصاً بعد اللقاء الذي كان عقده مع الوزير جبران باسيل قبل سفره الى المملكة العربية السعودية، بحيث علم انه اتفق والوزير باسيل خلال لقائهما مساء أول من أمس على زيارة يقوم بها لرئيس الجمهورية لاطلاعه على نتائج اتصالاته الاخيرة والمقترحات المقدمة من “القوات اللبنانية” بدلاً من حقيبة العدل التي يتمسك بها رئيس الجمهورية.

وأوضحت هذه المعلومات ان “القوات اللبنانية” قدمت مقترحات بديلة من حقيبة العدل وان الحريري يدرسها، على ان تعطى “القوات” حقيبة بديلة من الحقائب الوازنة والتي بات من الصعب إيجادها بعدما تم توزيعها.  وعلم انه عرض على “القوات” حقائب الشؤون الاجتماعية والثقافة والعمل، لكن “القوات” رفضت العمل، وطالبت بواحدة من الحقائب الوازنة الطاقة أو الاشغال أو الاتصالات أو استعادة وزارة الصحة.

كما علم ان هذه العقدة لم تكن قد حلت، وان “القوات” مصرة على عدم القبول بالمشاركة الا بحصة وازنة، وان الرئيس الحريري ليس في وارد السير بحكومة لا تشارك فيها “القوات”، وهذا ما يجعل عملية التأليف امام حائط  مسدود.
في هذا الوقت، سجلت أوساط متابعة في بيروت  لـ “اللواء” مراوحة في التأليف، طالما ان عقدة تمثيل “القوات اللبنانية” لم تحل،
وكذلك لم تعالج عقدة تمثيل السنة المستقلين من خارج تيّار “المستقبل” الذين رفعوا سقف مواقفهم، أمس، بالتأكيد على انهم “ليسوا في وارد القبول بتسويات أو تنازلات في شأن تمثيلهم في الحكومة”.

وفي اعتقاد المتفائلين، ان عودة الرئيس الحريري، والجواب الذي سيبلغه لمعراب مساءً على الارجح رداً على “ورقة المقترحات” التي سلمه إياها قبل أيام وزير الإعلام ملحم رياشي ومدير مكتب رئيس حزب “القوات” ايلي براغيد، يفترض ان يزيلا الضبابية التي تغلف ما تبقى من مصير العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، خصوصاً وانه بعد هذه الخطوة سيقوم الرئيس الحريري بزيارة إلى بعبدا لاطلاع الرئيس ميشال عون على تطورات الملف الحكومي، في محاولة أخيرة لتوليد الحكومة في الأيام الفاصلة عن 31 تشرين الحالي.

 

اما بالنسبة الى تأجيل زيارة الوزير ملحم الرياشي الى الرئيس عون فقد ابلغ الصحافيون ان موعدا طرأ لدى الرئيس عون فتم ابلاغ الوزير الرياشي من دون اضافة اي كلمة اخرى. لكن ما جرى تداوله في الاوساط الصحافيه هو ان هذا التأجيل مرده الى ما سرب في جلسة ميرنا الشالوحي بين الوزيرين باسيل والرياشي، في حضور النائب ابراهيم كنعان الذي نفى مكتبه الإعلامي ما نشر في الصحيفة المذكورة عن حوار وصفه “بالمزعوم” حول حسابات الوزير باسيل وسياساته، للإيحاء بأن المسيحين سيرحلون بالقوارب إلى ألمانيا بفضل هذه السياسات بينما هذا الأمر لم يمت إلى وقائع اللقاء بصلة.

واعتبر بيان كنعان ان ما تضمنه المقال “حمل اجتزاء وتحويراً لفحوى اللقاء الذي جرى في نهايته اقتراح آليات تنسيق في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد تأليف الحكومة، لسد الثغرات القائمة ومعالجة الملفات المطروحة تعزيزاً لروح التفاهم والمصالحة بين الطرفين”.

ولم يصدر عن الوزير رياشي أي تعليق أو توضيح حول ما جرى بالنسبة لإلغاء موعده مع الرئيس عون في بعبدا.

إلى ذلك شدد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، على أن “الإسراع في إنجاز ملف تشكيل الحكومة بات أكثر من ضرورة”، ورأى  بري وفق ما نقل عنه نواب في لقاء الأربعاء أمس، أنه “في حال تشكلت الحكومة، لن يحصل أي تأخير في شأن البيان الوزاري، فهو جاهز أو شبه نهائي”. وزاد: “لن يكون هناك أي مشكلة حول البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة، لأنه يستند في خطوطه الأساسية الى بيان الحكومة الحالية”.

إقرأ ايضًا: تأليف الحكومة في مراحلها الأخيرة والحريري يتكتم على الأسماء والحقائب

وعندما سئل بري عما إذا كانت الحكومة ستولد هذا الأسبوع، ربط ذلك بما قاله الحريري أمام كتلة “المستقبل” من “أننا أمام 48 ساعة فاصلة وستشكل الحكومة، وانشا الله خير”. وقال مصدر نيابي شارك في اللقاء لـ “الحياة”: “الرئيس بري لمس مسحة تفاؤل ليس ًاستناداً فقط الى تحديد هذه المهلة، وإنما الى جهة توجهه الى أن تترأس النائب بهية الحريري الثلثاء المقبل اجتماع كتلة “المستقبل”. ما قد يؤشر الى أن الحكومة ربما تكون قد ولدت خلال الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير”.

السابق
فوائد الزبيب المدهشة في التنحيف والوقاية من أمراض القلب
التالي
صرة مثالات: العلامة السيد هاني فحص: عن البطريرك صفير