كلية الدعوة بين الجبري وكنعان والأخير يدعي وملف «وضع اليد» أمام القضاء

حزب الله منقسم على نفسه في كلية "الدعوة".. وكنعان يعلن الحرب على الجبري!

فيما لا يزال الشيخ عبد الله الجبري نجل الشيخ عبد الناصر الجبري، فارضاً سلطته على مبنى كلية الدعوة الإسلامية – بئر حسن، وذلك بعدما قام هو ومجموعة من عناصر حركة الأمة التي يرأسها والتابعة لسرايا المقاومة باقتحام مبنى الجامعة في 19 أيلول 2018 وطرد العميد أحمد كنعان وتهديده، في ظلّ صمت الأطراف المعنية إن حزب الله أو دار الفتوى أو حتى القوى الأمنية التي ما زالت في موقف “المتفرج”، أكّد عميد الكلية الشيخ أحمد كنعان في بيان صادر عنه مؤخراً أنّ “المتسلط على مبنى الكلية ومن معه يعملون خارج القانون وبحماية مليشاوية، ولا يملكون أيّة صفة قانونية أو رسمية، وبالتالي فإن هذه الجهة منتحلة صفة ولا يحق لها تسجيل الطلبة ولا استيفاء الرسوم أو إصدار إفادات أو شهادات”.

وأعلن كنعان في بيان ثانِ، عن “نقل مؤقت لقسم الدراسات العليا وللسنة الرابعة من مرحلة الليسانس إلى منطقة خلدة، حيث بإمكان الطلاب المتابعة والالتحاق والتسجيل”.

وكان كنعان قد أكّد في حديث سابق لـ”جنوبية”، أنّ ما يقوم به الجبري وسطوته على الكلية هو بدعم مباشر من رئيس المجلس الإداري لتجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله.

إلى ذلك أشارت مصادر مقربة من الشيخ عبدالله الجبري لـ”جنوبية”، أنّ الخلاف مع العميد كنعان ليس إدارياً وإنّما على خلفية هدر الأموال وزيادة الرواتب بما في ذلك راتب كنعان نفسه.

تلفت المصادر أيضاً إلى أنّ الجبري حريص على هذا الصرح الأكاديمي لاسيما وأنّ والده كان من مؤسسيه.
واتهمت المصادر في السياق نفسه الشيخ كنعان بتجاوز القانون عبر جمعه بين وظيفيتين، ألا وهما وظيفته الأساسية ككاتب في المحكمة الشرعية والتي ما زال يزاولها دون أن يقدم انقطاع عمل، وبين وظيفته الثانية والحالية كعميد للكلية.

هذا الصراع في الكلية، بين الشيخ عبدالله الجبري الذي سبق له أن استباح المبنى بعد تدهور الوضع الصحي لوالده في العام 2016، واضعاً اليد على كل ما في خزنة العمادة، والذي أيضاً احتل لأكثر من عام ونصف مكتب العميد من غير وجه حق ليكلل هذه الممارسات غير القانونية بطرد العميد مؤخراً واحتلال الكلية. وبين الشيخ كنعان المتهم من قبل أوساط الجبري بالهدر المالي، وبتجاوز القانون. تظهر بشكل علني الصراع بين القيادات السنية التابعة لحزب الله!
إلا أنّ هذا الصراع كما تؤكد مصادر متابعة، لا يغضب الحزب بتاتاً، إذ لا يضره أن يبقى الصف السني في مواجهة ومناكفة وحتى إن كان يتبع له.

وتلفت المصادر نفسها إلى أنّ الدعم الذي كان يقدمه حزب الله للسنة المعروفين بـ”سرايا المقاومة”، قد تراجع كثيراً إن على المستوى المادي أم على المستوى المعنوي، مستشهدة بما يتعرض له الشيخ ماهر حمود مؤخراً من ضغوطات وتضييق!

وبالعودة إلى الكلية والاتهامات التي ساقتها أوساط الجبري ضد الشيخ أحمد كنعان، قال كنعان في حديث لـ”جنوبية”:
“لو فرضاً قمت بزيادة الرواتب بالتوافق مع الجهة الليبية الممولة أو حتى منحت حوافز لبعض الموظفين استناداً لصلاحيتي كرئيس للجامعة، ما علاقة الشيخ عبد الله الجبري بذلك؟ وهل هذا يبرر اقتحام الكلية وإخراج المدير منها؟ وهل هذه الأموال من جيوبهم؟”.
وأوضح الشيخ كنعان أنّ “الشيخ عبد الناصر الجبري ليس لوحده مؤسس الكلية وإنما هو ومجموعة من الشركاء”، لافتاً إلى أنّ بعض هؤلاء الشركاء قد دفعوا للوقف من مالهم الخاص فيما الجانب الليبي هو الذي دفع المبالغ المالية اللازمة لتشييد المبنى وتجهيزه”.

إقرأ أيضاً: كلية الدعوة يحتلها عبدالله الجبري ويستقوي بحزب الله

وتابع الشيخ كنعان معلقاً “لا ننكر أنّ الشيخ عبد الناصر قد أتى بتبرعات ولكن هل هذا يبرر ما قاموا به”، مضيفاً “الطرف الآخر “مفلس” وليس بجعبته أي شيء. فبغض النظر عن هذه الأقاويل هم يقولون كذلك أنّ العميد لا يداوم. ببساطة العميد لا دوام له لديه اجتماعات واتصالات فمهمة العميد هي توقيع البريد ومتابعة شؤون الطلاب والمدرسين، وأنا على الرغم من كل التضييق الذي واجهته ووضعي في الطابق الثالث بعيداً عن غرفة العمادة، إلا أنني تابعت مهامي جميعها”.

الشيخ أحمد كنعان
الشيخ أحمد كنعان

ولفت الشيخ كنعان إلى “أنّ الجبري يريد أن يكون “شيخ عشيرة”، يستقبل ويودع ويتدخل بكل الشؤون، لم يستوعب بعد أنّ هناك عميد للكلية ولديه صلاحيات، وأنّه لا يحق له أن يتخطى هذه الصلاحيات وعليه الرجوع إليه”.

أما فيما يتعلق باتهامه بمخالفة القانون والجمع بين وظيفتين، أعلن كنعان أنّه قد قدّم استقالته من وظيفته في المحكمة الشرعية، وفي الأول من كانون الثاني 2019 تصبح نافذة.

وفيما أوضح عميد الكلية أنّ قرار اعتماد إحدى المراكز في خلدة كمركز مؤقت للكلية يهدف إلى الحفاظ على الطلاب، وعدم عرقلة التخريج ومناقشة الماجستير والدكتوراه، أكّد بالتالي أنّ حزب الله في هذا الملف منقسم على ذاته ولا يستطيع الضغط على حسان عبد الله ليكف يده عن الكلية.

وتابع الشيخ كنعان كاشفاً لموقعنا أنّهم يطالبون باستقالته، والتراجع عن كل القرارات، التي أصدرها كتعيين المجلس العلمي، وتعيين رئيس قسم دراسات عليا، مشيراً إلى أنّهم يريدون إدخال الشيخ عبد الله الجبري بالقوة إلى مجلس الأمناء. مردفاً في السياق نفسه “مجلس الأمناء الذي تشكل من وجهاء البلد لا يمكن أن ندخل عليه شخصاً كعبد الله”.

إقرأ أيضاً: اقتحام كلية الدعوة: دار الفتوى غائبة ولسرايا «حزب الله» الكلمة الفصل

وفي الختام قال الشيخ أحمد كنعان “أنّا متحصن بالقانون. وأنتظر كذلك قرار التربية، لاسيما وأنّ موضوع الكلية مدرج على جدول مجلس التعليم العالي ونتوقع أن يصدر قرار في الجلسة المقبلة. إضافة إلى ذلك فإننا نؤسس لدعاوى قضائية بحق الجبري والذين اقتحموا مبنى الكلية. أنا مساري قانوني. بإمكاني الإتيان بـ”زعران” ولكني لا أقوم بما يقومون به وأترفع عن ذلك”.

السابق
فادي سلامة: بدأ حلم الجامعة في مرجعيون يتحق
التالي
مصدر سعودي: المملكة سترد على أي إجراء بإجراء أكبر