السفير الفرنسي يدشن وساطته بلقاء الحريري والقوات: لا حقيبة دولة دون حقيبة سيادية

إنطلاق إتصالات ومشاورات جديدة على خط الـتأليف الحكومي.

تحركت المياه الراكدة في الملف الحكومي بعض الشيء من البوابة الفرنسية وفيما تحدثت بعض الأوساط عن تحرك ومساعي فرنسية لدى الأطراف المعنية بالملف للخروج من الأزمة الحكومية، وعلى أهمية هذا العامل إلا أن أوساط مطلعة قللت لـ “االنهار”  من أهمية  موجة التقديرات الجديدة للتحرك فرنسي لكنها لم تنف ان يكون هناك “جس نبض فرنسي بحذر شديد حول ما اذا كان ممكنا قيامها بتحرك مجد للمساهمة في تحقيق انفراج ما وإخراج الحكومة  من هذه الدوامة، لان باريس تعتبر نفسها من أكثر الدول المعنية باستقرار لبنان وتنتظر ولادة حكومته الجديدة لاطلاق مؤتمر “سيدر1”.

إقرأ ايضًا: «تشريع الضرورة» سلاح برّي الأخير…هل يشهره في وجه الحريري؟

ويبدو ان اللقاء الذي جمع أمس الرئيس المكلف سعد الحريري والسفير الفرنسي برونو فوشيه في “بيت الوسط” تناول الأوضاع والتعقيدات الحكومية  ونقل السفير رغبة بلاده في المساعدة حيث يجد اللبنانيون ذلك مفيداً.

لكن بحسب المعطيات الاخيرة عاد تبادل الافكار بين  قصر بعبدا – “بيت الوسط” ، وان الاتصالات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، وان بدت مقطوعة مباشرة بينهما، إلا أنها  قد استؤنفت بشكل غير مباشر لمناقشة الصيغة الحكومية الاخيرة التي طرحها الرئيس المكلف وتحفظ على بعض  بنودها رئيس الجمهورية.

وتحدثت المعلومات عن مشاركة أكثر من موفد ووسيط في الاتصالات بين الطرفين مشيرة الى ان صيغة طرحت لتعديل توزيع وزارات الخدمات كما وردت في التشكيلة التي كان وضعها الحريري بحيث تعطى في التوزيع المعدل وزارة العدل لرئيس الجمهورية، والتربية لـ”القوات “، والطاقة لـ”التيار الوطني “، والاتصالات لـ”المستقبل”. وفيما طرح تبادل وزارة الصحة والاشغال العامة والنقل بين “حزب الله” و”المردة” نظراً الى التحفظات الخارجية عن إسناد الصحة ببروتوكلاتها الدولية الى الحزب، تبيّن أن تحفّظات أكبر تقوم على إسناد الاشغال والنقل الى الحزب، وهذه العقدة يمكن ان تحلّ بإبقاء الاشغال مع “المردة” وبإرضاء الحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائه الصحة، اذا ما تساهل “حزب الله” وقبل بوزارة خدماتية أخرى، اضافة الى وزارة التخطيط التي ينوي تحويلها وزارة استراتيجية في المرحلة المقبلة.

وأشارت “الجمهورية” إلى تحرك آخر لكن من البوابة الأميركيةـ إذ عكس عائدون من الولايات المتحدة الاميركية، متابعة اميركية للوضع اللبناني، بوجهَيه السياسي والأمني. وأكد هؤلاء انهم سمعوا من مسؤولين اميركيين ما يشير الى حرصهم على لبنان واستقراره السياسي وانتظام مؤسساته الدستورية وتشجيعهم على تشكيل حكومة لبنانية، من دون ان يبدوا اي اشارة او نيّة في التدخل المباشر في هذا الشأن اللبناني.

ووفق ما نقل عن  المسؤولين الاميركيين، فإنّ الوضع الامني في لبنان ما زال يشكل أولوية اساسية لدى الولايات المتحدة، وانّ واشنطن تنظر بارتياح وبعين التقدير الى الجهود التي تبذلها الاجهزة الامنية اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الامني للبنان، ومكافحة التنظيمات الارهابية. وانها تضع في أولوياتها ايضاً استمرار تقديم الدعم الكامل للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهماته.  ونقل العائدون من واشنطن انّ المسؤولين الاميركيين ينظرون الى “حزب الله” كمنظمة إرهابية معادية، تشكّل خطراً على لبنان وعلى الاستقرار في المنطقة، الّا انّ اللافت للانتباه هو انّ هؤلاء المسؤولين لم يتحدثوا عن أي “فيتو” أميركي على إشراك الحزب في الحكومة. وقال احد هؤلاء المسؤولين رداً على سؤال مباشر حول مشاركة “حزب الله” في الحكومة: سبق وأكدنا موقفنا بأنّ تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني.

إلى ذلك أجمعت المعلومات بحسب “اللواء” على انه رغم بعض التفاؤل الحذر الذي ينقل عن الرئيس المكلف من قبل زواره بقرب الوصول إلى الخلاص بالنسبة لملف تالحكومة، من خلال المساعي التي يبذلها بعيداً عن الإعلام، فإن الأمور حتى الساعة لا زالت تدور في مكانها، من دون تسجيل أي خرق على هذا الصعيد.

وذهبت مصادر في “التيار الوطني الحر” إلى أبعد من ذلك، فأكدت ان الأمور ما زالت تدور في الدائرة نفسها منذ تكليف الرئيس الحريري ، وما زالت ضمن العناوين المعروفة.

إقرأ ايضًا: دخول فرنسي على خط التسوية والحريري لتثبيت توازنات جديدة

لكن اللافت فيما قالته المصادر العونية لـ”اللواء” بالنسبة لتأخير تشكيل الحكومة وانعكاساته السلبية على الولاية الرئاسية للرئيس عون، هو انها “لا ترى مانعاً من ان يأخذ موضوع تشكيل الحكومة مداه”، معتبرة بأن ذلك يبقى أفضل من القبول بحكومة تملك إمكانية تعطيل مسيرة العهد، لا سيما وان هناك توقعات بأن يكون عمر الحكومة المقبلة أربع سنوات، مشيرة إلى انه إذا تمّ الاتفاق على حكومة لعام واحد، فبالتأكيد سيتم تشكيلها فوراً، لكن حكومة تحكم لاربع سنوات يجب ان تكون منتجة وقادرة على القيام بالمشاريع الإصلاحية الكبيرة التي يحتاجها البلد، ولا تكون فيها قدرات تعطيلية من خلال ان يملك الحزب الاشتراكي حصرية التمثيل الدرزي والتي تطرح الموضوع الميثاقي على بساط البحث، أو ان يكون “للقوات اللبنانية” حصة وازنة، رغم انها تؤكد تكراراً دعمها للعهد، الا ان التجربة السابقة معها في حكومة تصريف الأعمال توحي بالعكس.

لكن المهم في موضوع تشكيل الحكومة هو رفض “القوات اللبنانية” اسناد حقيبة دولة لها من دون حقيبة سيادية هي الدفاع، وقال وزير الاعلام ملحم رياشي لـ”اللواء”: ان لا جديد في الاتصالات لتشكيل الحكومة.

وحول موقف “القوات” مما تردد عن نية الرئيس الحريري إسناد حقيبة دولة اليها؟ قال الوزير رياشي: لا وزارة دولة من دون وزارة سيادية.

السابق
الحريري يؤكد: لا منترك البيك.. ولا البيك بيتركنا
التالي
أحلام تقرر الإبتعاد عن «السوشيل ميديا».. والسبب