لبنان يخشى مضاعفات العقوبات الاقتصادية على تركيا

مع تسجيل العملة التركية أكبر هبوط لها مقابل الدولار الاميركي، هل ستتأثر الاسواق اللبنانية بما يجري في تركيا؟

بدأ الكلام في لبنان يتكاثر حول تداعيات المحتملة لانهيار العملة التركية على الوضع الاقتصادي في لبنان، خصوصاً انه وبحسب وسائل اعلامية ان الميزان التجاري يميل إلى مصلحة الاخيرة، والواردات سجلت نحو 777 مليون دولار عام 2017 فيما صادرات لبنان إلى تركليا لم تتعدى 120 مليون دولار.

فالعملة التركية التي فقدت حوالي 40 % من قيمتها، أكثر من (7 ليرات مقابل 1 دولار)، لتسجل اكبر هبوط مقابل الدولار، في ظل توتر العلاقات بين كل من واشنطن وانقرة، من المتوقع ان يتأثر لبنان حتماً بما يجري في تركيا ولكن درجة التاثير تتفاوت وفق القطاعات والتطورات الحاصلة.

وفي هذا السياق أكد مصدر سياسي مطلع في حديث لـ”جنوبية” انه ” يوجد مظلة دولية وتحديداً اميركية للمحافظة على الاقتصاد اللبناني وعدم السماح له بالتدهور وذلك لأبعاد سياسية”.

واضاف المصدر بالمقابل أن ” لبنان لا يمكن الا ان يلتزم بالعقوبات المفروضة على تركيا والا تعرّض للعقوبات الاميركية بدوره، وهو أمر تخشاه أوروبا التي تضم اقتصاديات عملاقة فكيف لبنان؟”

واعرب المصدر عن اعتقاده ان “الصناعة اللبنانية لن تتأثر بالمنتوجات التركية بإعتبار ان لبنان يعتمد على الاستيراد أكثر من التصدير، ولا يمكن مقارنة الاقتصاد التركي القوي بنظيره اللبناني الضعيف، حيث يشكل الاقتصاد التركي قوة اقتصادية ضخمة ومصدرا منتجا لتصدير البضائع على اختلافها، على عكس لبنان “.

الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أكد في حديث لـ”جنوبية” ان ” تأثر الاسواق اللبنانية بما يجري في تركيا هو ضعيف، بإعتبار ان التبادل التجاري بين لبنان وتركيا هو تبادل محدود جداً”.

لويس حبيقة

إقرأ أيضاً: حرب أميركية إقتصادية «تطويعية» على الصين وروسيا وإيران وتركيا

وأضاف حبيقة أن ” السياحة هي التي ستتأثر ولكن بطريقة ايجابية، خصوصاً ان اللبنانيين اليوم يعمدون لذهاب إلى تركيا من أجل السياحة، وبالتالي ما يجري اليوم في تركيا يشجع اللبنانيين اكثر لزيارة اسطنبول وغيرها من المدن التركية، بإعتبار انها اليوم ارخص”، مؤكداً ان “ما ييجري في تركيا جيّد للقطاع السياحي وليس التجاري”.

اما تأثيرها على قطاع التجارة في لبنان بعد ان اصبحت الالبسة والمأكولات المعلبة والسكاكر التركية أرخص بفعل انهيار العملة ، يجيب حبيقة ان تأثير ذلك محدود فـ” العلاقات التجارية هي محدودة وبالتالي لن يتأثر التجار اللبنانيين، فالعلاقة التجارية تبنى عبر سنوات من العمل، واليوم بناء علاقة طويلة الامد هي ليست بهذه السهولة، ونحن لا نعلم ما يجري بين يوم وضحاه”.

إقرأ أيضاً: تركيا تدفع ثمن رفضها للعقوبات الأميركية على ايران

وفي سؤال أخير حول مدى الترابط بين الاقتصاد اللبناني والتركي، أجاب الخبير الاقتصادي لويس حبيقة أن ” هنالك علاقات بين لبنان وتركيا وليس ترابطا، بإعتبار انه إذا ازدهرت تركيا واصبحت دولة عظمى فلبنان لن يتاثر، والعكس صحيح اذا تركيا تدهورت اقتصادياً فلا يعني ذلك ان لبنان سيتدهور”.

السابق
تركيا: سنحول الأزمة الراهنة إلى فرصة للاستفادة
التالي
السفارة التركية في بيروت تشكر الشعب اللبناني