حرب أميركية إقتصادية «تطويعية» على الصين وروسيا وإيران وتركيا

منذ وصول دونالد ترامب الى رأس السلطة في الولايات المتحدة الأميركية، والأزمات لم تتوقف عند أعداء واشنطن التاريخيين، بل انتقلت الى عدد من حلفائها. واليوم تعمل واشنطن على ضرب اقتصاد أربع دول بارزة معا. فكيف هي الصورة الحالية للاقتصاد العالمي؟

تشهد الأسواق التركية حالة انهيارالليرة فيها بنسبة 19 % حتى الان، حيث أبدى  الرئيس الاميركي دونالد ترامب سعادته، في تأكيده على إخضاع تركيا اقتصاديا عبر تغريدة على تويتر. لكن تغريداته قوبلت بتصريحات حادة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما يرفع من حجم الفجوة بين الحليفين الأطلسيين. حيث استعادت تركيا رواية الإنقلاب، اضافة الى إعلان واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومينيوم المستوردين من تركيا، حيث هبط مستوى الليرة الى 6,87 ليرة للدولار الواحد. بحسب (وكالات الأنباء العالمية)، ويأتي ذلك بعد تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

إقرأ ايضا: الهبوط الحاد للتومان يثير مخاوف من انهيار الاقتصاد في ايران

من جهة أخرى، يستمر التصعيد الأميركي ضد طهران عبر ضغوط اقتصادية أميركية قد تمهّد لمفاوضات جديدة بين البلدين. وان كان التصعيد بلغ أوجه بُعيد هبوط  الريال الايراني الى أدنى مستوياته، وخروج المواطنين الإيرانيين الى الشارع بمظاهرات ضخمة، رافعين شعارات سياسية ضد النظام وولي الفقيه، بمستوى عال جدا. ويعتبر التصعيد الأميركي المدعوم من بعض دول خليج العربي، ضد النظام الايراني، مدخلا إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط، اذ أن طهران لن تتقف مكتوفة الايدي ضد مزيد من الضغوطات السياسية والاقتصادية  حيث قد تعمد إلى مواجهة شاملة سواء عبر إقفال مضيق هرمز، أو من خلال إشعال جبهة من جبهات المواجهة في المنطقة، وذلك بحسب (عربي21).

في حين يرى بعض المحللين المعتدلين في لبنان، ان هذا التصعيد ضد إيران يهدف الى دفع إيران للتفاوض من أجل تقليص دورها ودور المجموعات المواليّة لها في المنطقة، للوصول إلى تسوية شاملة مرتبطة بالأزمة السورية، اضافة الى الازمة اليمينة والقضية الفلسطينية.

وعلى الضفة الثالثة، فقد حذّر رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، من “إعلان حرب اقتصادية” على بلاده، فمثل هذه العقوبات تهدف إلى القضاء على روسيا كخصم اقتصادي، بحسب وكالة (تاس)، في اشارة الى العقوبات المفروضة على موسكو من قبل واشنطن، حيث ستحتم هذه العقوبات الرد بوسائل اقتصادية وسياسية. وذلك بحسب موقع (مصراوي). فواشنطن تستخدم العقوبات “سلاحها المفضل” ضد روسيا. مما سيحتّم على موسكو الاستعداد للمزيد خلال السنوات المقبلة، والاستعداد للأسوأ. وتستمر العقوبات التي بدأت على خلفية الخلاف حول القضية الاوكرانية، الى الاتهام الاميركي للحكومة الروسية بتسميم جاسوس روسي مزدوج سابق بسلاح كيميائي في انكلترا. وكانت موسكو قد رفضت الاتهام مرارا معتبرة انه يفتقر إلى الدليل. كما لا تزال موسكو تعاني من سلسلة عقوبات خلال السنوات الأربع الماضية بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

إقرا ايضا: الاقتصاد التركي يدفع ثمن تحدي اردوغان لسياسة اميركا

على الجبهة الرابعة، أي الصين، فقد أعلنت وزارة التجارة الصينية، بدء سريان التعرفة على البضائع الأميركية كرد على فرض واشنطن رسوما على البضائع الصينية، كونها أشعلت “أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي”، وذلك بحسب (وكالة أنباء شينخوا). حيث فرضت واشنطن 25 % من الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية بقيمة 34 مليار دولار أميركي مؤخرا، فتكون واشنطن قد أشعلت أكبر حرب تجارية فى التاريخ الاقتصادي كونها تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، وتمثّل سلوكا تجاريا متسلطا، مما يشكّل تهديدا خطيرا لأمن الصناعة العالمية. الامر الذي سيؤدي إلى اضطراب في الأسواق العالمية، ويُعد ذلك ضربة للشركات المتعددة الجنسيات والمستهلكين معا. وهذه الخطوة ستكون ذات نتائج عكسية ومدمرة على الشعب الاميركي اولا بسبب سياسة حكومتهم، بحسب (سي أن أن عربي).

فهل ان الحرب العالمية الثالثة، التي تذر بقرنيها، ستكون حربا تجويعية للشعوب التي تناهض السياسة الاميركية في العالم؟

السابق
وزارة الداخلية الأردنية: عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت وراء انفجار حافلة الدرك في الفحيص
التالي
معوض: لتشكيل حكومة جديدة تضمّ حصّة وازنة تكون أكثرية اللبنانيين من أصحاب الكفاءات