لا تقدّم في تأليف الحكومة وتراشق إعلامي بين العونيين والجنبلاطيين

اشتعلت مجددا الحرب الكلامية والسجالات التويترية بين نواب ووزراء كل من "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي" ليضاف بذلك مزيدا من التعثر الحاصل في عملية تأليف الحكومة.

لا يزال التأليف الحكومي يراوح مكانه في دائرة التعقيدات، في غياب أيّ مبادرات عملية لحلّ العقَد التي تعترضه على أكثر من مستوى، وكان البارز أمس السجالات “التويترية” بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي ونوابه وكوادره، وذلك على خلفية مواقف رئيس حزب التقدمي وليد جنبلاط من الوزير جبران باسيل واتهامه بتدمير الاقتصاد، واستخدم الطرفان على موقع “تويتر” عبارات من العيار الثقيل، لم تخل من التجريح الشخصي، ومن اللجوء إلى “معاجم” اللغة، في ردود نواب ووزراء الحزب الاشتراكي، على الرغم من ان جنبلاط  دخل على الخط وطلب من “الرفاق عدم الدخول في سجال مع المجموعة العبثية.

إقرأ ايضًا: جنبلاط وجعجع في بيت الوسط وعِقَد تأليف الحكومة باقية

وفي ظلّ السجالات التويترية إستمرت حركة التأليف، وأشارت معلومات “النهار” إلى مسودة يعكل على تحضيرها الرئيس سعد الحريري، إن كانت عامة أو محددة ، وهي تقوم على تذليل العقدة المسيحية عبر تمثيل “القوات” بأربعة وزارات وحلّ العقدة الدرزية عبر إعطاء حصة الدروز الكاملة إلى حزب التقدمي الإشتراكي، اما في ما خص تمثيل السنة خارج المستقبل، فحتى الآن لم يتم التطرق للموضوع لأن السنة جميعهم يمثلهم تيّار المستقبل.

وبإنتظار أن تتضح الصورة من المتوقع ان يزور الرئيس المكلف الرئيس عون لعرض المسودة الحكومية عليه، الذي ما تزال اوساطه تؤكد انه متفائل بتأليف الحكومة، ومواصلة مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد.

 

وأشارت “الجمهورية”  إلى أنه بخلاف ما يظهر مؤخرا، فحتى الساعة لم تؤد مشاورات الحريري المستجدة  إلى ايّ تقدّم ملموس على جبهة تشكيل الحكومة، لكنّه اكّد انّه لن يستسلم وذلك في تصريحه أمام المنتدى الاقتصادي.

وكشَفت مصادر واسعة الاطّلاع  أنّ الحريري سيزور عون خلال الساعات المقبلة بعدما اقترَب من التحضير لتشكيلةٍ وزارية جديدة سيعرضها  في محاولةٍ جديدة  لحل العقدتين المسيحية والدرزية من خلال تعديل الحصص الوزارية، عبر رفعِ عدد وزراء “فريق الرئيس”.

إقرأ ايضًا: وائل أبو فاعور لمهاجمي جنبلاط: كيف لنا أن نسمعكم يا طينة الخوقع

وأشارت إلى انه التشكيلة الجديدة جاءت في هذا السياق:

عشر وزراء لحصة الرئيس و”التيار الوطني الحر” وحلفائه. على انه يمكن أن تكون، 6 وزراء للتيار و4 من حصة  الرئيس، او تكون مناصفة بينهما وبذلك يستطيع الرئيس عون بإرتياح إسناد حقيبتين على الأقلّ من فريقه لأطراف أخرى لا يريد تغييبَها عن الحكومة، مع الاحتفاظ باستبدال وزير مسيحي يسمّيه الحريري بدلاً من سنّي من حصّته السداسية.

-تمثيل “القوات اللبنانية” باربع حقائب، ومِن بينها حقيبة أساسية إما وزارة الاشغال، العدل أو التربية، فيما حسم إسناد  وزارة الاتصالات لـ”المستقبل” ووزارة الصحة لـ”حزب الله” و”الطاقة” لـ “التيار الحر”.

– حقيبة لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

– 3 وزراء للحزب التقدمي الإشتراكي، إثنان من الحزبيين، على ان يسمّي الرئيس عون ومعه رئيس الحكومة الثالثَ من ضِمن ثلاثة اسماء يختارهم جنبلاط.

 

ووسط هذه الأجواء، إنتهى لقاء الديمان الذي رعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ،  بتأكيد استمرار المصالحة المسيحية “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وبتمثيل من قبل الوزير ملحم الرياشي والنائب ابرهيم كنعان تم اعلان توضيحات وتطمينات متبادلة من الفريقين بتحييد المصالحة المسيحية – المسيحية التي شكلت جوهر “اعلان النيات” أساساً عن الخلاف السياسي الناشئ حيال تشكيل الحكومة وسواها من الملفات. لكن مع تأكيد استمرار التباين السياسي بينهما “كونهما حزبين وليسا حزبا واحدا والاختلاف موجود”، حسبما اعلن رياشي وكنعان، اللذين تكتما على تفاصيل اللقاء واكتفيا بالتصريحين بعد الاجتماع.

السابق
العبادي في البصرة لتهدئة الاحتجاجات
التالي
بيان صادر عن رئيس بلدية كفررمان المحامي ياسر علي أحمد