جنبلاط وجعجع في بيت الوسط وعِقَد تأليف الحكومة باقية

أعاد الرئيس المكلّف سعد الحريري تشغيل محركات "التوربو" إلا أنها لم تحدث ايّ تغيير في المشهد.

تركزت الأنظار امس على بيت الوسط الذي شهد حركة لقاءات كثيفة من أجل تذليل العقبات التي تعيق عمل الحكومي وإشاعة مناخات التهدئة تمهيداً لإطلاق مشاورات جدّية. وقد  شكّل اللقاءان البارزان اللذان عقدا بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في “بيت الوسط” مؤشراً واضحاً لارادة الرئيس المكلف استعجال حلّ العقد التي تعيق مهمته. إلا أن المعلومات المتوافرة لدى “النهار”  لم تعكس هذه الجهود أجواء ايجابية مشجعة عن التوصل لحلول  لعقدتي التمثيل الدرزي والمسيحي.

إقرأ ايضًا: اتفاق معراب… هل يقوم بعد الصلب؟!

وأشارت “الجمهورية إلى إستياء شديد لدى الحريري لما آلت اليه عملية التأليف الحكومي خصوصا أن اعتقد أ ن ذهابه في إجازة هو وغيره من السياسيين قد تؤدي إلى إشاعة مناخ من التهدئة تساعده بعد عودته إلى إجراء مشاورات جدية تسفر إلى ولادة حكومية وبحسب ما نقل عنه زواره تفاجأ الحريري مع عودته  بارتفاع منسوب الشحن والتوتّر، ما اعتبره إضاعةً للوقت.

في هذا السياق تنتظر بعبدا نهاية جولة المشاورات الجديدة التي يجريها الحريري لمناقشاتها مع الرئيس ميشال عون. فيما  تردَّد أنّ الحريري سيزوربعبدا اليوم نفت دوائر القصر لـ”الجمهورية” أن “لا موعد محدّداً بعد، واللقاء يمكن ان ينعقد في أيّ وقت”.

إلا ان الأهم كان أمس اللقاء الذي جرى بين الحريري وجنبلاط من جهة وجعجع من جهة ثانية وما أعلن على لسان كل منهما في ما يتعلق بـ “التيار الوطني الحر”، ورئيسه، الذي اتهمه جنبلاط بالسعي إلى تدمير الاقتصاد، رافضاً التصريحات العشوائية والهجوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، واصفاً ما يحصل بـ”الحملات الثأرية ضد المؤسسات الناجحة”.. في حين أكّد جعجع ان لا حكومة بلا “قوات” وأن الرئيس المكلف لن يعتذر “وهذا رهان خاسر”، مشيراً إلى أن العمل اليوم “هو كيفية العمل لإنشاء حكومة بأسرع وقت ممكن”، مؤكداً انهم مستعدون للتنازل لأجل تشكيلها ضمن حدود إمكاناتهم.

وعلمت “اللواء” ان الاتجاه لدى “القوات” للتنازل عن عدد الوزراء الذين تطالب بتمثيلها بهم في الحكومة..

واكّد المتابعون لحركة الإتصالات ان العقدة الابرز والاصعب وقد تكون الوحيدة هي عقدة التمثيل المسيحي وسط الإحتدام الحاصل بين “التيار الوطني” والقوات ” على حجم التمثيل الوزاري.
وقد ألمح الرئيس نبيه بري امس في “لقاء الاربعاء” الى ان العقدة المسيحية هي التي تعطل التأليف االحكومي ولم يأتِ على ذكر العقدتين السنية والدرزية، وحث الرئيس المكلف على بذل المزيد من الجهد في هذا الاطار.

وقالت مصادر مطلعة على تحرك الحريري انه لن يقدم اي صيغة جديدة حتى حل الخلاف بين الثنائي المسيحي”، على أن ينتقل في المرحلة الثانية إلى حلّ عقدة التمثيل الدرزي، والسني من خارج كتلته، من خلال اعطاء سني من حصة رئيس الجمهورية، مقابل اعطاء الرئيس الحريري وزيراً مسيحياً، فيما مسألة تمثيل الدروز لازالت قيد المعالجة مع تأييد الرئيس المكلف أن يتم تمثيل  تكتل اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي في الحصة الدرزية.

وعن لقاء جنبلاط، أوضحت مصادر “المستقبل” أنّ “الحريري استمع إلى رأيه فيما يتعلق بالصعوبات الاقتصادية، وفيم يتعلق بالتأليف الحكومي جدد جنبلاط إصراره على موقفه في ما يتعلّق بالحصة الدرزية كاملة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ “جنبلاط تطرق لزيارته الأخيرة إلى عون  وأخبر الحريري على أجواء اللقاء مشيداً بفحوى هذا الاجتماع “. علماً أنّ زعيم المختارة لفت إثر لقاء “بيت الوسط” إلى أنّه حين طلب منه رئيس الجمهورية “إمكانية تغيير الموازين في ما يتعلق بالحصة الدرزية”، أجابه: “إسمح لي فخامة الرئيس، في الماضي كانت هناك تسويات والآن لا أستطيع أن أقيم تسويات”.
إقرأ ايضًا: باسيل يجدّد رفضه لتقاسم المقاعد مع القوات والحريري يجدّد وساطته

إلى جانب ذلك نقلت “الشرق” عن أوساط متابعة إلى “وجود 3 ثوابت تتعلق بالتأليف الحكومي الأولى هي أن لا حكومة لا يوافق عليها الغربـ إلى جانب ثابتة حريرية ثانية هي ان لا حكومة لا يمثل فيه الحزب التقدمي والقوات اللبنانية “.

أما الثابتة الثالثة ، فأن الحريري يرفض تهديده بالمهل الزمنية كما لن يقبل بمحاصرته “سنيا” عبر خلق كتل نيابية تطالب بوزراء في الحكومة لتظهير “المستقبل” وكأنه فقد من شعبيته، خصوصا أن الحريري قدم تضحيات لجهة قبوله  بقانون انتخابي عرف مسبقا انه سقلص كتلته النيابية.

السابق
إشكالية الحرية بين السلطة وخصومها
التالي
التغريبة الجبيليّة والانتخابات: صراع عقاريٌّ وخطابٌ طائفيٌّ ووعودٌ شيعيّة!