تشكيل الحكومة مؤجّل وعقدة التمثيل المسيحي تعود الى الواجهة

مجددا عملية التأليف الحكومي عالقة بين تصلب مواقف "القوات " و"التيار الوطني الحر" حول التمثيل المسيحي وعقدة نائب رئيس الحكومة .

بعد مناخ التفاؤل الذي ساد في اليومين الأخيرين عن إمكانية ولادة الحكومة العتيدة، فجأة تبخر هذا التفاؤل والعقد راوحت مكانها بعد أن عاد شدّ الحبال بين “التيار الوطني الحرّ” والقوات اللبنانية” إلى الواجهة مجددا مع إصرار ” الأخيرة  على ” صحة التمثيل”، المتمثل بحصة حكومية متساوية مع حصة ‏‏”التيار الوطني ” في الحكومة ، الأمر الذي يعارضه رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل وتتهمه.

وأشارت “الجمهورية” إلى أن هذه المواقف المتصلبة وشدّ الحبار ترافق مع أعنف هجوم عوني على “القوات‎”، وفيما بدأ باسيل يتشدد في مقاربته لكيفية توزيع الحصص المسيحية، ‏في ظلّ إحساسه بأنّ رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ” انقلبَ على العهد، وبالتالي لم يعد يستحق أن ‏نمنحه هدايا وزارية مثل ما كان يحدث سابقا”. ونقل عنه قوله في مجلس مغلق: “على ‏القوات ان تعرف انّ زمن العطاء المجاني قد اولّى‎”.

إقرأ ايضًا: الحريري سيحلّ العقدة السنية وتأليف الحكومة قبل نهاية الاسبوع

كما إتهم مصدر من التيار الوطني أن القوات إنقلبت على العهد بعدما كانت هي الداعم الأول لرئيس عون، كما أخلّت بإتفاق معراب مع إتهام العهد بالفساد والتهديد بالإستقالة من الحكومة كما الطعن بمرسوم التجنيس الذي وقع من قبل رئيس الجمهورية كم الوقوف بوجه حصول الرئيس بحصة وزارية وفي اختيار نائب رئيس الحكومة. فهل المطلوب من التاير بعد ذلك القبول بمنحها ‏حصة وزارية كبيرة تستخدمها كورقة ضد العهد”؟ مشيرا إلى “القوات “يجحب تمثيلها بـ 3 وزراء وهو تمثيل منصف”.

وترجمة للخلاف بين القوات والتيار، احتدم أمس التلاسن الالكتروني بين وزير العدل سليم جريصاتي (لبنان القوي) والنائب جورج عقيص (الجمهورية القوية) ليبلغ حد التعرض الشخصي ، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على السجال بين وزيري الطاقة سيزار ابي خليل والشؤون ‏الاجتماعية بيار ابو عاصي على خلفية قضية النزوح السوري‎.‎

وقد دخل الوزير غسان حاصباني على خط السجال، فقال مغرّداً: “مَن عرقل عمل العهد وَشوّه صورته هو مَن تقدّم ‏بمناقصات ملتبسة وأصرّ عليها لمدة سنة. ومَن حاول الحفاظ على صورة العهد هو نحن، عن طريق تصحيح ‏مسار تلك المناقصات والتمسّك بالمعايير القانونية التي تشكل خريطة الطريق التي أرادها العهد لنفسه‎”.‎

إلى ذلك ردّ النائب في تكتل “الجمهورية القوية” وهبه قاطيشا على الإتهامات بحق “القوات اللبنانية” بأنها السبب في تأخر ولادة الحكومة بالقول إن “من يحمّل القوات المسؤولية هم المستأثرون بكل شيئ”، مؤكدا على أن “القوات تريد صحّة التمثيل وتنفيذ الاتفاقيات المعمول بها”.

وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” قال إن “المستأثرين يحاولون إحراجنا لإخراجنا، لكننا لن نُحرج ولن نخرج”، ونحن متمسكون بمطالبنا الوزارية المتمثلة بـ 5 وزارات من بينها حقيبة سيادية مثل حصة التيار الوطني الحر، إضافة إلى  موقع نائب رئيس الحكومة. مشددا على أن “أي تنازل يجب أن يقابله تنازل مقابل من الفريق الآخر”.

ونقلت “النهار” عن أوساط حكومية متابعة للمشاورت تخوفها من تفاقم العقدة المسيحية، لا سيما مع ما برز من إصرار وتشبث بالمواقف لدى رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” فيما يتعلق بتمثيل “القوات ” الوزاري من حيث الحجم ونوع الحقائب.

ولفتت الصحيفة ” إلى جمود حركة التأليف أمس، إذ لم يتوجه الرئيس الحريري إلى بعبدا ولا حتى باسيل قام بزيارة “بيت الوسط” وهو الأمر الذي كان متفق عليه يوم الجمعة الفائت.  إذ كان يتردد ان عون كان وعد الحريري بإبلاغه جوابه أمس عن اقتراحات معدلة قدمها الحريري يوم الجمعة  في ما يتعلق بتمثيل “القوات” وكذلك الحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن لم يتبلغ أي جواب. وأكدت الأوساط ان الفريق الرئاسي و”التيار الوطني ” بات تركيزهما على الضغط  لتحجيم تمثيل لـ”القوات”،لكن هذه الضغوطات تواجه برفض الحريري المصر على  تمثيل وازن للقوات والاشتراكي، هو ما يجعل عملية التأليف متعسرة.
إقرأ ايضًا: عراقيل تشكيل الحكومة مستمرة والمحاصصة بانتظار التسويات

إلى ذلك نقلت صحيفة “المستقبل” عن مصادر مطلعة على مجريات المشاورات الحكومية، أن “هناك محاولات لخلق أعراف جديدة فرضت نفسها على عملية التأليف الحكومية مؤخرا، وأطاحت المحاولات التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري بشأن الحكومة”. وأشار أن “أهم هذه الأعراف مسألة تقييد موقع نائب رئيس الحكومة والوزارات غير السيادية بأعراف جديدة”.
وأكدت هذه المصادر أن ” لا الدستور ولا العرف ينص على تحديد لأي جهة ولأي طائفة يمنح منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وهو يتعلّق بالتوافقات على مسألة توزيع الحصص الحكومية وحسم أمره يهو من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

إلى ذلك، أوردت “اللواء” معلومات حول نية الرئيس عون بتوزير وديع العبسي، وايلاء وزارة الدفاع إليه، على ان يكون نائب رئيس الحكومة أيضاً..  وعلى عكس المناخ التشاؤمي رأت الصحيفة أنه إذا صحت المعطيات التي تحدثت عن انفراج ليلاً، في ما يتعلق بعملية التأليف، فإن الحكومة ستسلك طريقها، وسيكون بإمكان الرئيس نبيه برّي ان يلتقط مع الحكومة الصورة التذكارية قبل سفره.

السابق
بالفيديو: أول فنانة خليجية تقود سيارتها في السعودية
التالي
ساعات ذكية بنظام مخصص لمتابعة كأس العالم 2018