باسيل يرفض تعاظم حجم القوات ويطالب بمضاعفة حصة التيار الحر

جبران باسيل
كيف يقيم التنافس "القواتي –العوني" على الساحة المسيحية؟

انتهت يوم امس الاثنين مشاورات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع الكتل النيابية إلى ما يشبه العراك فيما بينهاعلى الحقائب الوزراية، فعلى الرغم من مناشدة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الافرقاء السياسيين “ضبط شهيتهم عن مصالحهم التوزيرية، والنظر إلى مصلحة لبنان ” لتتألف الحكومة باسرع وقت ممكن، إلا أن ما حصل  كان بمثابة رمي المطالب على الرئيس المكلف من أجل اخذ بعضها على محمل الجد والبعض الآخر لإسماع الخصوم وفتح شهية باقي الكتل.

وفي استعراض لأبرز مطالب الكتل والنواب نلاحظ ان التنافس بين كل من “التيار الوطني الحر” والقوات اللبنانية” على الحقائب والوزارات هو العقدة الابرز، فالوزير جبران باسيل الذي هاله تضاعف تمثيل القوات اللبنانية لنوابها في المجلس، عمد الى الطلب من حزب الله رفده بنواب من من باقي الاحزاب والمناطق، لتصبح كتلته ” لبنان ااقوي” ٢٩ نائبا بعد نفحها بهدية ١٣ نائبا من خارج التيار الحر،  فطالب باسيل الرئيس الحريري بوزارة المال أو الداخلية مع خمس حقائب اساسية وخدماتية، عدا عن حصة رئيس الجمهورية البالغه أربعة مقاعد على حد زعمه.

أما “القوات اللبنانية” فدخلت في مساومتها مع التيار لتطالب بالحصول على عدد من الوزراء مساو لعدد وزرائه ، حيث اعلن النائب جورج عداون بإسم كتلة “الجمهورية القوية” بعد لقائه الحريري تعهده بتمثيل حصة رئيس الجمهورية في الحكومة المقبلة، مؤكداً أن” لا مصلحة في استثناء قوة اساسية وتمثيلية في الحكومة”.

وفي هذا السياق أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور لـ” جنوبية” أن” العقدة الابرز تتمثل برفض الوزير باسيل الاعتراف بالوقائع التي افرزتها الانتخابات،  ورفضه ايضا الاعتراف بتفاهم معراب، وبالتالي هذا الرفض هو الذي ادى ويؤدي الى اهتزاز هذا التفاهم والعلاقة بين الطرفين، في حين انه يقتضي بكل بساطة وبدون تعقيد الاقرار بحجم “القوات” السياسي والتنفيذي التي افرزتها الانتخابات والتي اكدت عليها تسوية معراب التي اوصلت العماد عون إلى قصر بعبدا”.

وشدد جبور ان “العقدة الاساس هو في تجاهل هذه المعطيات والاصرار على التعامل بآحادية سياسية في محاولة مكشوفة لتحجيم القوات اللبنانية، هذا التحجيم يلغي دورها بالإتجاهين في المعطى السياسي ولاصلاحي، وقد اظهرت القوات  من خلال ممارستها الحكومية على تمسكها بمنظومة قيم متعلقة بالشأن العام بدءا بالتمسك بالدستور وصولا للشفافية المطلقة،  لتتم محاصرتها من جهة اخرى بالقصف السياسي عندما تكون فاعلة ومؤثرة في السياسة الوطنية، الامر الذي ينعكس تلقائيا وبشكل مباشر بمزيد من تفعيل  سيادة  المؤسسات في الدولة “.

ختاما اكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبّور ان “المطلوب محاصرة القوات اللبنانية من أجل منع الوصول الى دولة المؤسسات ودولة السيادة”.

ومن جهته أشار الدكتور كميل شمعون، رئيس منتدى الشرق للتعددية  في حديث لـ”جنوبية” الى أنه” فيما يتعلق بتوزيع الحصص يبدو ان الاتجاه الذي يعتمده فخامة الرئيس الجمهورية هو سعي من أجل العمل على بناء عهد قوي بالفعل وليس بالقول”، موضحاً أن ” العهد القوي يفرض على غرار ما تم في تكليف رئيس الحكومة وفي ما بعد الاستشارات القانونية التي تمت بطريقة سريعة جداً واظهرت رغبة بتشكيل حكومة سريعة لأسباب متعددة منها الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، والارادة لدى رئيس الجمهورية من أجل تخطي المصاعب التي كانت تواجه السلطات في السنوات السابقة، والتي كانت تؤدي الى نوع من الشلل وبالتالي الى تصريف للاعمال “مطول””.

إقرأ أيضاً: أسوة برئيس الجمهورية: لماذا لا يطلب الحريري حصة وزارية لرئاسة الحكومة؟!

واضاف شمعون أن “هناك روحية معينة تتم فيها مقاربة التشكيلات الحكومية من أجل تشكيل حكومة خلال فترة زمنية قصيرة، ولكن المطامع والشهوات التي تظهر لدى الاطراف السياسية دون استثناء تجعل المعارض مواليا من الطراز اول”، مشيراً إلى أنه عندما يزداد عدد الموالين بعد المعارضة الشرسة طبيعي ان يصبح هناك مصاعب في تشكيل الحكومة بإعتبار ان عدد الراغبين بالمشاركة في الحكومة ارتفع”.

وحول ما اذا  كان البطريرك يصوب على فريق سياسي مُعين على الصعيد الدرزي او المسيحي او السني او الشيعي، قال  شمعون ان” البطريرك لديه سبب للتصويب على كل الافرقاء التي تمثل طوائفها”، موكداً ان” شهية الكتل التي تمثل المسحيين بالمشاركة بالحكومة ليس حكراً عليهم بإعتبار ان هذا الامر يحصل عند السنة وعند الشيعة وحتى عند الدروز، ومن هنا فإن التنافس على الحقائب والمراكز موجود لدى جميع الافرقاء والكتل”.

إقرأ أيضاً: ولادة الحكومة تتعسّر.. والتيار الحر يطالب بثلت الحقائب الوزارية!

وفي الختام أكد الدكتور كميل شمعون، رئيس منتدى الشرق للتعددية أن “البطريرك لا يقوم بالتصويب على فريق سياسي من الاحزاب المسيحية بعيدا عن المستوى الوطني الذي  يشمل كل الافرقاء السياسيين بغية تسهيل تشكيل الحكومة”، بإعتبار ان” البطريرك يرى ان هناك وضع متأزم في اقتصاد لبنان ومجتمعه يفرض على الجميع التضحية بـ”الشهية” التي تعبر عن المصلحة الشخصية، من اجل الاستحقاق الراهن الذي يطال الجميع دون التفرقة بين طائفة واخرى”.

السابق
«حزب الله» ومكافحة الفساد: بين النوايا والتطبيق
التالي
بالفيديو: اللبناني علي سعد يكسّر حمولته من البطيخ ويستنجد بنصرالله!