عراقيل تشكيل الحكومة مستمرة والمحاصصة بانتظار التسويات

لا يزال مسار تشكيل الحكومة يدور في حلقة مفرغة، لا ملامح إنفراج تشير إلى أن الولادة الحكومية سوف تكون في المدى القريب، بل على العكس تدل كل المؤشرات أن المخاض الحكومي عسير والمفاوضات لا تزال عالقة في مرحلتها الأولى إذ لم يحسم بعد توزيع الحصص الوزارية على الكتل النيابية في ظل العراقيل المتمثلة بالمطالب المتضخمة للأفرقاء السياسيين.

الجديد الذي طرأ على ملف التشكيل هي الزيارة الباريسية بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس تكتل “لبنان القوي” الوزير جبران باسيل التي دارت حولها عدّة علامات إستفهام مع نقل إحدى القنوات التلفزيونية  معلومات تفيد عن أن اللقاء كان سلبيا إذ نسب لأوساط قريبة من الحريري قوله إنه “إذا أصَرّ “حزب الله” على تمثيل المعارضة السنّية لـ”المستقبل” “ساعِتا يجيبوا غير الرئيس الحريري لترؤس الحكومة“.  كما زعمت قوله إنه “لم يعِد أيَّ فريق بأيّ حقيبة ولا يمكن لـ”الاشتراكي” وغيرِه أن يشترطوا على حجم التمثيل، وعندما يحصلون عليه ينتقلون الى فرضِ شرطٍ آخر له علاقة بالحقائب”.  إلا أن الطرفين سارعان  ما نفيا ما ورد جملة وتفصيلا وهي محض تكهنات وتحليلات خارج نطاق التداول القائم في الشأن الحكومي. مشددان على أن المحادثات كانت إيجابية، وتناولت مختلف جوانب التشكيلة الوزارية العتيدة، بما فيها بعض العثرات


وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة على الكواليس الحكومية أن لا صحة لما تم تداوله عن  “اللقاء الباريسي”، وكل ما يقال في الصحف عن التشكيلات الحكومية وصيغ مختلفة هي مجرد تكهنات صحفية، وتابعت المصادر أن “كل ما يمكن قوله إنه “لا يوجد جهد جدي لتأليف الحكومة سوى التفاهم الذي أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون مع  “القوات اللبنانية” بالإتفاق على تمثيلهم بأربع حصص وزارية في الحكومة المقبلة “.

ومن جهة ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع الكتاب والصحافي علي ضاحي  الذي أشار أن “هناك حراك على 3 مستويات، الأول على خط المستقبل – القوات متمثلة بالوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري وتسعى القوات أن يتبنى المستقبل مطالبها المحصورة بأمرين أو بالحصول على 3 وزراء من دون حصة نائب رئيس الحكومة على أن يتمثلوا بوزارة خدماتية أو بالحصول على 5 حقائب دون نائب الرئيس ولكن الحصول على وزارتين خدماتيتين”. ثاني مستوى تتمثل باللقاءات الأخرى التي تجري بين “حزب الله” وحلفائه وقد سجل في هذا السياق بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله”  وفيق صفا وجبران باسيل من جهة  وبين حسين الخليل والنائب طلال إرسلان من جهة أخرى. أما المستوى الثالث متمثل باللقاء الذي جرى في باريس بين الرئيس الحريري وباسيل، وهو بحسب ضاحي لقاء طبيعي بل أن المستغرب أن لا يحصل لقاءات بين الرئيس المكلف مع القوى السياسية”.

إقرأ أيضاً: إنكفاء التأليف الحكومي مستمر .. والأنظار نحو زيارة ميركل

كما لفت إلى أنه “هناك عتب من قبل القوى السياسية على الرئيس المكلف أنه لم يبذل جهد حتى الآن للتشاور والتفاوض مع الكتل المؤلِفة للحكومة، وبأنه إكتفى بالمشاورات النيابية غير الملزمة وهو أمر غير كاف، مضيفا إذ كان يجب في الخطوة الثانية  بعد المشاورات وضع معايير التأليف والتي تتعلق بتوزيع الحصص وفقا للحجم وهو ما لا يتم وهو من إحدى الثغرات التي حصلت”.

ورأى أن “هذه اللقاءات التي جرت خلال الأيام الأربعة الفائتة يبدو أنها لقاءات “تزييت” لمكينة التأليف رغم تباطؤها،  مشيرا إلى أن ” خلال هذه المشاورات إتضح أن هناك 3 معضلات أساسية متمثلة” بالتمثيل السني خارج كتلة “المستقبل” خصوصا أن الحريري لا يزال يرفض أي تمثيل سني من خارج  كتلته، بينما اللقاء السني أمس طالب بحصتين وزارتين، والمعضلة الثانية متمثلة بالتمثيل الدرزي إذ لا يزال جنبلاط رافضا رفضا قاطعا البحث حتى بالمقايضة بشأن  تمثيل إرسلان بالمطلق متمسكا بذلك بالحصص الدرزية الثلاث كاملة، وثالثا عقدة التمثيل المسيحي خصوصا تمثيل “القوات اللبنانية” والوضح أن هناك كباش بين التيار الوطني والقوات على عدد الحقائب ونوعيتها”.

إقرأ أيضاً: المحاصصات تؤخر تأليف الحكومة وبري يستغرب العودة الى الوراء

 وقال ضاحي:  في الختام يتضح إن “لا جدية لا من قبل الرئيس المكلف ولا حتى من قبل القوى السياسية لأنه لم يحدث حتى الآن مفاوضات جدية، مشددا أنه “من الواضح وجود كباش إقليمي –  دولي متداخل  حيث النفوذ الإيراني والسعودي وهذه الاجواء من الطبيعي أن تنعكس بالسياسة تحفظات في لبنان خصوصا أن الأخير يعتبر ساحة خفية لأميركا والسعودية وكذلك لإيران، ولعبة تشكيل الحكومة هدفها إبقاء التوازن موجود بين معسكر “حزب الله” و8 أذار وسوريا  ومعسكر أميركا والسعودية”.

السابق
الفلسطينيون يحتجون على قرار الأونروا بـ«دمج المدارس» في لبنان‎
التالي
أنباء عن تسوية ملف موقوفي جبل محسن تستفز «التبانة» وتثير سخط الطرابلسيين