عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتمية المواجهة (3/3)

توسيع تحالف السيادة والإستقلال نحو القوى الوسطية

بعد إنتهاء الإنتخابات النيابية ظهرت نتائج قانون النسبية بالصوت التفضيلي وإنكشف تراجع القوى السيادية بعد مخاضٍ شديد الصعوية إنتهى بإنفراط عقد قوى 14 آذار، نتيجة عوامل كثيرة كانت نهايتها التسوية الرئاسية وما سبقها وتلاها من إنشطار وتشظي القوى السيادية.

إقرأ ايضا: عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتميّة المواجهة (2-3)

وحده سمير جعجع بقي يعلن تمسّكه بفكرة ومسيرة 14 آذار وجعل هذا الموقف في صلب الحملة الإنتخابية للقوات اللبنانية، بينما إنخرط قوى كثيرة في منزلقات التسوية.

يعود اليوم تحدي إنقاذ الدولة من إستكمال هيمنة “حزب الله” على مفاصلها مع دخول البلد مرحلةً جديدة عنوانها إسقاط الإتفاق النووي وتحجيم أذرع إيران في المنطقة.

“حزب الله”: إرهابٌ لا يغطيه تضليل

فشل “حزب الله” في الحصول على شرعية المقاومة الوطنية وبقي حزباً مذهبياَ متقوقعاً في دائرة الولي الفقيه، كما فشل في إكتساب شرعية الدفاع عن لبنان تحت شعار مكافحة “الإرهاب التكفيري” لأن شراكته مع “داعش” و”النصرة” إنكشفت وفضحتها صفقة الباصات المكيفة التي نقلت مقاتلي التنظيمين من جرود عرسال والقاع إلى سوريا حيث إنضم معظمهم إلى قوات نظام الأسد.

سيقوم “حزب الله” بحملة تخوين لمن يعادي الخط الإيراني في لبنان والمنطقة، في حال حصل تقاطع مصالح بينهم وبين الإدارة الأميركية، ولكن هذه الحملة ساقطة سلفاً، لأن الجميع يذكرون كيف هلّل المرشد علي خامنئي ونصرالله وكل أدوات الممانعة الإعلامية والسياسية للإتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية وتبرير وتسويق التقارب مع واشنطن عندما يحقـّق هذا التقارب مصالح إيران.

توسيع التفاهم بإتجاه القوى الوسطية

إنتهت الإنتخابات النيابية إلى بروز قوتين وسطيتين: كتلة النائب وليد جنبلاط وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي.
فالنائب جنبلاط لا يزال على مواقفه من النظام السوري وإن كان يدوّر الزوايا بشأن سلاح “حزب الله”، إلا أنه متمسك بالنأي بالنفس وقد عاد التواصل بينه وبين القيادة السعودية.
أما الرئيس ميقاتي، فإنه يلتقي مع قوى 14 آذار على جملةٍ من الثوابت، أهمها:
ــ الحفاظ على إتفاق الطائف ومرجعية الدولة.
ــ تعزيز سياسة النأي بالنفس وميقاتي هو صاحبها وأول من أطلقها ونفذها.
ــ التمسك بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
ــ إنكسر الحاجز وحصل التعاون بين القوات اللبنانية والرئيس ميقاتي، ولو إنتخابياً، من خلال الدعم المشترك للمرشح على لائحة العزم محمد الفاضل، وأبدت أوساط ميقاتي الإستعداد للإنفتاح والتعاون مع القوات اللبنانية في الإطار الوطني العام، وهنا يمكن الوصول إلى نقاط تفاهم، ولو من دون إطار تنظيمي واحد.
يحتاج أهل الطائف إلى التكتل للدفاع عنه في وجه محاولات إسقاطه، وخو العنوان الصالح لجميع القوى الوطنية الفاعلة في هذه المرحلة.

إقرأ ايضا: عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتمية المواجهة(1/3)

إعادة الإعتبار لخطاب المواجهة والحقيقة

إن القوى السياسية والإعلاميين الحاملين لفكرة 14 آذار، مطالبون اليوم بالعودة إلى الخطاب الأساس وإعادة التأكيد على رفض سلاح الدويلة داخل الدولة وتجريد المقاومة السياسية بالتوازي مع المتغيرات الدولية والإقليمية، والإعلاميون وأصحاب الفكر المستقلون ينتظر منهم أن يقتحموا هذا الغمار ويباشروا رفع وتيرة الخطاب، فهم رواد الفكر الإستقلالي ومتقدمو صفوف الأحرار الرافضين لسلطة الوصاية الإيرانية على لبنان، متمسكين بالثوابت وبالمرونة اللازمة لإستقطاب الحلفاء.
سبق وأن أسقط اللبنانيون الأحرار سطوة نظام الأسد وحاصروا سلاح الولي الفقيه، وها هي العروبة والسيادة والإستقلال تدعونا، ونحن لم نعتد إلا تلبية النداء.

السابق
ماكرون يرجئ زيارته إلى بيروت
التالي
النائب المنتخب أنيس نصار: ترشيحي ليس مناورة