التوتر الإقليمي يخطف وهج الإنتخابات.. والمنطقة تغلي!

أثارت الغارات الاسرائيلية المكثفة على أهداف ايرانية مفترضة في سوريا والتي قدمت على انها رد على اطلاق غير مسبوق لصواريخ على الجولان المحتل، مخاوف من الانزلاق أكثر نحو مواجهة اقليمية.

خطف الوضع الإقليمي وهجَ الاستحقاق الانتخابي، ونَغّص فرحة الفائزين، وأغرق البلدَ كلّه بسحابة كثيفة من علامات الاستفهام حول مستقبل المنطقة، ومن ضمنها لبنان. وإذا كانت عملياتُ القصف المتبادَل الذي طاولَ في الساعات الماضية اهدافاً إسرائيلية في الجولان، واهدافاً سورية وإيرانية داخل الاراضي السورية، قد جرى حصرها – ربما موقتاً- ضمن حدود المناطق المستهدَفة في الجانبين، من دون توسيعها الى ما هو أبعد منها، فإنّ هذا التطوّر العسكري بحسب “الجمهورية” يعكس مناخاً خطيراً يبدو وكأنه يتدحرج في اتّجاه حرب مدمرة وشيكة، بدأ العدّ العكسي لإشعال فتيلها بشكل خطير، وهو الأمر الذي شغل العالم بأسره وحرّك الديبلوماسية الدولية، وتحديداً موسكو، في اتّجاه محاولاتِ احتواء التصعيد، والتحذير من الآثار المدمّرة التي تخلّفها الحرب على كل الأطراف، وبالتالي على منطقة الشرق الأوسط بأسرها والعالم.

إقرأ ايضًا: الهجوم الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا: هل انتهت الحرب بالوكالة؟
ما بين القصف الذي طاول مواقع إسرائيلية في الجولان، والقصف الاسرائيلي على اهداف سورية وايرانية داخل سوريا، “صواريخُ طائشة” طاولت بعض المناطق اللبنانية الحدودية في الجنوب والبقاع. علماً أنّ هذا الوضع أرخى جوّاً من القلق في الجانب اللبناني واستنفاراً على طول الحدود جرى الحديثُ خلالَه عن جهوزيّةٍ لـ”حزب الله” على امتداد الخط الجنوبي، بالتوازي مع حركة ديبلوماسية غربية ناشطة علمت “الجمهورية” أنّ لبنان تبلّغ خلالها تأكيداتٍ من مصادر ديبلوماسية غربية قريبة من إسرائيل، بأنّ تل أبيب غيرُ راغبة في التصعيد على الحدود الجنوبية، وأنها غيرُ معنيّة بالرد في لبنان طالما أنّ المواجهات محصورة على الجبهة السورية.
وكشفت الرسالة الديبلوماسية هذه عن اتّصالاتٍ كثيفة، في الداخل والخارج، القصدُ منها إبقاءُ لبنان محيّداً عمّا يجري من تصعيد في المنطقة. وأملت أن تشهد الايام المقبلة سحباً لفتيل الانفجار”.

وتقلت “النهار” عن صحيفة “الجيروزاليم بوست” الاسرائيلية التي تصدر بالانكليزية أن ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي أن إيران لا تزال تملك قدرات بعيدة المدى لضرب إسرائيل على رغم أن “كل الأهداف المقصودة أصيبت ودمرت” خلال الهجوم ليل الخميس. وقال إن العشرات من المواقع والأهداف التابعة لقوات فيلق القدس الإيراني في سوريا، بما فيها منصات إطلاق صواريخ، دمرت خلال ساعة ونصف ساعة هي الفترة التي استغرقتها الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.

وقال وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، في بيان أنه التقى 26 سفيراً وديبلوماسياً من مختلف الدول لشرح العمليات الإسرائيلية فى سوريا وأبلغهم انه “يتوقع منهم دعماً في مواجهة طموحات ايران النووية والعسكرية. لا ينبغي بيع المستقبل مقابل هدوء قصير الأجل”.

وأوردت وسائل إعلام سورية رسمية أن عشرات من الضربات الصاروخية الإسرائيلية أصابت موقع رادار ومواقع للدفاع الجوي ومستودعا للذخيرة.

وابلغت أوساط قريبة من حزب الله الى “الجمهورية” أن “ما حصل في الجولان المحتل هو عملية عسكرية ضخمة لجهة حجم الرد وعدد ونوعية الصواريخ التي أطلقت، ومن بينها صواريخ نوعية ذات مديات بعيدة. وإذا سلمنا بالدعاية الإسرائيلية بأن هناك 20 صاروخاً أسقطت فهناك 40 أصابت أهدافها.

وأوضحت الأوساط ان المواقع العسكرية التي أصيبت في الجولان هي مواقع ضخمة، كبيرة المساحة، تضم عديداً كبيراً وتجهيزات حديثة ومتطورة”.
إقرأ ايضًا: الشركات الأوروبية في مرمى عقوبات ترامب.. ماذا بعد الغاء الإتفاق النووي؟
وتعليقاً على التوتر في المنطقة، نقلت “المستقبل”  قول الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من دون التطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سوريا، إن إيران لا تريد “توترات جديدة” في الشرق الأوسط.
وأضاف روحاني، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، “لقد عملت إيران على الدوام على خفض التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار”. وتابع الرئيس الإيراني “أن إيران لا تريد توترات جديدة في المنطقة”.

وزادت التوقعات باندلاع صراع إقليمي، في ظل تحذيرات إسرائيل من أنها عازمة على منع التغلغل العسكري الإيراني في سوريا، بفعل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

وصورت إدارة ترامب موقفها المعارض لهذا الاتفاق بأنه في جانب منه رد على تدخلات طهران العسكرية في المنطقة.

السابق
الخازن يضم الحسيني الى كتلته
التالي
عقوبات جديدة «تستهدف الحرس الثوري الإيراني»