إلغاء الاتفاق النووي يهدد بعودة شبح الحرب إلى لبنان والمنطقة

كل القراءات السياسية كانت قد توقعت وقوع حرب في حال ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق النووي مع إيران.

حسمت الإدارة الأمريكية الجديدة موقفها فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وهو الإنجاز الذي سعى إليه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
فدونالد ترامب الذي انتقد في حملته الانتخابية الاتفاق النووي، ترجم أمس تهديداته بإلغائه، إذ أعلن في بيان له أنّهم لن يسمحوا لمن يهتف “الموت لأمريكا” بالحصول على السلاح النووي، ولفت ترامب إلى أنّ الاتفاق النووي سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم ولم يضمن الحد من نشاطاتها الخبيثة – على حد تعبيره.

هذا وأكّد ترامب وقوف الشعب الأمريكي إلى جانب الشعب الإيراني، وأنّ مستقبل إيران عائد لشعبها.

اقرأ أيضاً: ترامب يفعلها ويلغي الاتفاق النووي وايران تحتمي بالاعتراض الاوروبي

قرار ترامب عارضته بعض الدول الأوروبية، فيما أعلنت الممثلة للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني أن “الاتفاق النووي مع إيران هو أحد الإنجازات الكبرى للدبلوماسية الدولية”، وأنّهم سيعملون على الحفاظ عليه.

في المقابل هلل رئيس الوزير الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذا القرار، فيما أيدته كل من السعودية والإمارات والبحرين.

إلا أنّ اللافت في هذه التطورات السياسية، هي الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت موقعاً إيرانية في منطقة الكسوة الواقعة ريف دمشق، وما رافقها من استنفار على جبهة الجولان، ومن معلومات غير مؤكدة حول مقتل أحد الضباط الإيرانيين المقربين من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

في هذا السياق رأى الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله في حديث لـ”جنوبية” أنّ “أهم ما في قرار ترامب القاضي بالانسحاب من الاتفاق في شأن الملف النووي الايراني هو الاطار الذي وضع فيه القرار”.
مضيفاً “يتجاوز هذا الاطار الملف النووي ليشمل السلوك الإيراني بشكل عام، بما في ذلك الميليشيات المذهبية التي تستخدمها إيران في كلّ انحاء المنطقة”.

 

ولفت خيرالله إلى أنّ “هذا يعني أنّ أهمّ التداعيات تتمثل في أنّ الموقف الاميركي هو موقف من كلّ السياسات الايرانية، إذ لم يعد مسموحاً لإيران حتى بتطوير صواريخها الباليستية. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، لم يعد الملفّ النووي يختزل العلاقة بايران. صارت هذه العلاقة مرتبطة بدور إيراني على صعيد دعم الإرهاب في كلّ انحاء العالم. وهذا ما أشار اليه الرئيس ترامب بكلّ وضوح في الكلمة التي ألقاها والتي أعلن فيها الانسحاب من الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني”.
متابعاً “بالنسبة إلى اعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أنّ ايران ستستأنف تخصيب اليورانيوم، فهذه ورقة لا قيمة لها نظراً إلى أنّ إدارة ترامب قررت النظر إلى الموضوع والتعاطي معه من زاوية أوسع تتجاوز البرنامج النووي الايراني. الواقع أنّ ادارة باراك أوباما وقعت في هذا الفخ واعتبرت أنّ هذا البرنامج النووي يختزل العلاقة بايران كما يختزل كلّ مشاكل المنطقة. لذلك، يشكل الانسحاب الاميركي من الاتفاق انقلاباً حقيقياً لا تستطيع إيران التكيف معه بالعودة إلى اسلوب قديم اعتمد في ايام ادارة اوباما ولم يعد صالحا في ايّام ادارة ترامب”.

اقرأ أيضاً: الشركات الأوروبية في مرمى عقوبات ترامب.. ماذا بعد الغاء الإتفاق النووي؟

وفيما أشار خيرالله إلى أنّه لا قيمة للموقفين الأوروبي والروسي لكون الاتفاق في الأصل هو أميركي – إيراني، أوضح أنّه “لا تستطيع الشركات الاوروبية الاستثمار في إيران من دون أن تأخذ في الاعتبار العقوبات الأميركية التي يمكن أن تطالها. لا يمكن لها تجاهل أميركا بأي شكل من الاشكال ارضاء لايران”.
هذا وأكّد المحلل والكاتب السياسي في الختام أنّه “بالنسبة إلى أيّ حرب يمكن أن تندلع في المنطقة، ستقرر إيران هل ستمتد هذه الحرب الى لبنان. قرار “حزب الله” قرار ايراني، كل ما يهم إيران هو مصلحتها  آخر ما يهمها هو لبنان. لذلك ليس مستبعداً أن تطلب من “حزب الله” دخول هذه الحرب”.

السابق
اشتباك الشويفات الانتخابي: ارسلان مطالب بتهدئة النفوس وتسليم قتلة أبو فرج
التالي
فادي سلامه: تفاجأنا باستفزاز الثنائية لبلدتي القليعة ونؤكد على العيش المشترك