دائرة جبيل كسروان: أربع لوائح لم تحسم فيها التحالفات بعد

تتجه الأنظار إلى دائرة جبيل - كسروان حيث من المتوقع أن تشهد معركة إنتخابية حامية، تديرها حسابات مختلفة للأحزاب والقوى السياسية تترجمه حالة الطلاق بين النائب السابق فارس سعيّد والقوات اللبنانية وكذلك عدم الحسم التيار الوطني الحرّ لحلفه مع الثنائي الشيعي.

تنشط الماكينات الإنتخابية في الدائرة جبيل – كسروان هادفة أن تشدد الخناق على بعضها البعض وبإختصار المعركة في هذه المنطقة التي تضمّ : التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، الكتائب، العائلات الكسروانية، ونواب سابقين بالاضافة الى حركة أمل وحزب الله هي معركة إثبات أحجام.

وفيما يتردّد أن “القوات اللبنانية” حسمت خيارها بمحاصرة النائب السابق فارس سعيد، إذ دخلت إلى عرينه في جبيل لتطلق لائحة في وجهه بترشيح رئيس بلدية جبيل زياد حواّط إلى جانب النائب السابق محمود عوّاد. في المقابل، لائحة سعيّد المتحالف مع الكتائب اللبنانية. إلى جانب لائحة حزب الله – حركة أمل التي رشحت عن المقعد الشيعي الشيخ حسين زعيتر. يبقى التيار الوطني الحرّ الذي لم يعلن حتى الساعة تحالفاته في هذه الدائرة.

اقرأ أيضاً: المرشح رامي عليّق: سأفوز وإن لم أربح في الإنتخابات

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع محمد شمس الدين الباحث في “الدولية للمعلومات” والخبير الإنتخابي الذي أوضح أن “هذه الدائرة لها أهمية كبيرة نظرا لأن المنافسة تدور حول أقطاب مارونية، وتحديدا الرئيس ميشال عون وهو مهتم بالحفاظ على مواقعه فيها، إذ تمكن حزب الله والتيار الوطني عام 2009 من الفوز بمقاعدها”.

وفيما يتعلّق بالتحالفات، قال شمس الدين إن “صورة التحالفات في هذه الدائرة لا تزال غير واضحة فحتى الساعة، جميع القوى السياسية بإنتظار تيار المستقبل”. وتابع “بينما “حزب الله” أعلن مرشحه يفترض أن يتم هناك تحالف بينه وبين التيار الوطني وفي حال لم يحصل هذا التحالف على الحزب أن يبحث عن حليف آخر نظرا إلى أنه لا يستطيع سوى تشكيل لائحة تضم بالحد الأدنى 3 مرشحين”. وبالتالي، صورة التحالفات غير واضحة خصوصا أن الأسماء لا تزال مشتتة “فالقوات اللبنانية رشحت زياد حواط وهناك لائحة أخرى لفارس سعيد. كذلك هناك مبدئيا مرشحين إثنين للتيارالوطني هما سيمون أبي رامي ووليد خوري”. وأشار شمس الدين إلى أن”مرشحين كثر من التيار الوطني سيترشحون بخلاف إرادة التيار إعتراضا على عدم تترشيحهم على اللائحة الرسمية”.

وبالنسبة لكسروان قال “أيضا لا تزال الصورة غير واضحة وحتى الآن يبدو أن هناك تحالفا حسم بين شامل روكز ونعمة فريم، وبالنسبة لترشح زياد بارود ومنصور غانم البون لا يزال غير محسوم”.

ومن المتوقع أن يكون هناك 3 إلى 4 لوائح في هذه الدائرة لائحة للمستقلين، ولائحة القوات، ولائحة للتيار الوطني، وأخرى لفارس سعيد “.

من جهة ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع النائب السابق فارس سعيّد الذي لم يشأ التعليق على النشاط الإنتخابي للقوات وعدم تحالفهما مكتفيا بالقول “أنا مترشح للإنتخابات، وأنا واهالي جبيل بألف خير”. مشيرا إلى أنه “ليس بوارد تقييم وتقدير سبب ترشح فلان من عدمه. فالتنافس هو ديمقراطي وصناديق الإقتراع هي من تحدد الأحجام وتحدّد من يريد أهالي جبيل وكسروان نائب عنها”.

وفيما يتعلّق بترشّحه أشار إلى أنه “حتّى هذه اللحظة التفاهم الثابت هو مع حزب الكتائب والعمل اليوم حول كيفية إكمال هذه اللائحة بتحالفات إنتخابية”.

وفيما يتعلّق بترشيح “حزب الله” الشيخ حسين زعيتر عن المقعد الشيعي في جبيل رأى سعيّد أن “المشكلة ليس بكون الأخير ليس إبن المنطقة، الموضوع هو أن “حزب الله قرّر الإنتقال من كتلة ناخبة إلى كتلة مرشحة في جبيل وأعلن هذا الأمر في وقت كان بإمكانه الإنتقال دون الإعلان”. وبحسب سعيد “هذا الإعلان فيه رسائل متعددة الأطراف للشيعة والمسيحيين في المنطقة “بأنه أصبح جزءا من القرار السياسي في المنطقة بعد أن كان جزء من القرار الإجتماعي والأمني والعقاري”.

وأضاف “حزب الله يدرك أن حالة الإعتراض في وجهه ليست بحالة وازنة قادرة على عرقلة هذا القرار لا في الوسط الماروني ولا في الوسط الشيعي . نظرا لأنه مارونيا متحالف مع التيار الوطني ولا يستطيع الأخير أن يكون خصمه في جبيل “. وشيعيا “الإعتراض الشيعي مرحب فيه إلا أنه من باب جغرافي فقط، وكان يمكن لهذا الإعتراض الشيعي امتلاك قدرة أكبر لو انه ضدّ ممارسات حزب الله السياسية وعلى تغطية مخالفات عقارية منذ عقود وسنوات وعلى إفساد العيش المشترك من خلال ممارساتهم”.

اقرأ أيضاً: الدكتور أحمد مراد: سأترشح عن دائرة «الجنوب الثالثة» مع الحزب الشيوعي أو بدونه

والجدير ذكره، أن عدد الناخبين في هذه الدائرة 175 ألف ناخب وموزعين بين 143632 ماروني، 18756 شيعي، 3345 آلاف روم أرثوذكس، 2452 أرمن أرثوذكس، 2340 سنّي، 2308 روم كاثوليك، و2201 مسيحيين من طوائف اخرى.

نسبة الإقتراع في الإنتخابات 2009 كانت مرتفعة جدا إذ بلغت 67.2%، ومن المتوقع أن ينتخب حوالي 117 – 120 ألف مقترع وبالتالي يكون الحاصل الإنتخابي ما يقارب الـ 15 ألف.

أما المقاعد لهذه الدائرة فتبلغ 8 مقاعد : في جبيل: 2 موارنة، 1 شيعي. وفي كسروان: 5 موارنة.

السابق
المرشح رامي عليّق: سأفوز وإن لم أربح في الإنتخابات
التالي
«التعليم الرسمي» ندوة لـ«شؤون جنوبية» في النبطية: شكاوى الاساتذة وصرخة ألم