مرشح «البارشوت» عن «حزب الله» يثير النقمة في جبيل: من يهمّشنا هم الثنائية الشيعية

كثيرة هي نقاط الضعف في أسماء مرشحي "الثنائي الشيعي" للإنتخابات النيابية، خصوصا في دائرة جبيل – كسروان التي كان المقعد الشيعي الوحيد فيها من حصة كتلة الوفاء للمقاومة والتي وقع خيارها على إبن البقاع الشيخ حسين زعيتر وهو الخيار الذي كان وقعه مدويا على القوى السياسية والأهالي في المنطقة الذين كانوا يفضلون ترشيح أحد أبناء عائلاتهم.

الشيخ حسين زعيتر أو مرشح “البارشوت” عن حزب الله كما اطلق عليه أهالي جبيل، أثار إمتعاضا كبيرا لدى مناصري “حزب الله” في المنطقة، أوّلا لجهة أن الشيخ زعيتر هو ابن بلدة القصر البقاعية، وليس إبن جبيل، عدا أنّه رجل دين ومسؤول المنطقة الخامسة (جبل لبنان والشمال) في “حزب الله”، وقد ظهر ان هذا الخيار كأن المقصود منه إستفزاز هذه المنطقة ذات الأغلبية المسيحية.

ترجح مصادر خاصة لـ “جنوبية” من داخل البلدة أن ينعكس هذا الأمر على الحزب في المنطقة، وخصوصا في صفوف مناصريه الذين يجاهرون برفضهم ترشيح زعيتر كما سينعكس عليه سلبا أيضا بمحاولته رص الصفوف مقابل الاحزاب المسيحية المنافسة.

اقرأ أيضاً: المرشح الجنوبي علي عيد: نحن مقاومة أكثر من المقاومة.. والحزب الشيوعي عليه أن يتواضع!

وبحسب معلومات أسرّها مصدر جبيلي لـ”جنوبية”، فإن ما يجعل الأمر أكثر حساسية لدى مؤيدي الحزب أن زعيتر لم يكن ضمن «بورصة» الأسماء التي جرى التداول بإمكان ترشحها خصوصا في هذه الدائرة، بل على العكس إجتمع زعيتر مرارا مع جميع الشخصيات المؤيّدة للحزب في منطقة جبيل والتي كان لديها طموح نيابي كممثل عن حزب الله من خارج المنطقة، ليتبيّن فجأة ولاحقا أنّ زعيتر أصبح مرشح الحزب عن المقعد الشيعي، الأمر الذي أعتبر من قبل أعيان المنطقة انه أقرب إلى الخيانة”.

المرشح الشيخ حسين زعيتر

وأشار المصدر أن ” المعروف ان هذه المنطقة هي الوحيدة التي لها خاصية متعلّقة مباشرة بالأمين العام لـ”حزب الله” نظرا لتنوّعها الطائفي، وهو ما يشير إلى مدى أهميّة وقوّة المرشح زعيتر المسؤول عن المنطقة الخامسة التي تأتي من ضمنها مدينة جبيل، بحيث تمّ وضع جميع أبناء المنطقة جانبا وتمّ إختيار إبن البقاع بديلا عنهم “.

ولفت المصدر إلى أن “الأمر السيّء كون اللاعبين الأساسيّين في المنطقة للحزب والذين لديهم علاقة بالشأن العام ليسا من أبناء المنطقة، وهما: الشيخ حسين زعيتر مسؤول المنطقة الخامسة من البقاع، وحسن المقداد الملقب بـ (حسن البلدي) وهو المسؤول عن العمل البلدي في هذه المنطقة وهو من بلدة مقني. وتابع ” فعلى ما يبدو هناك عملية فساد كبيرة لدرجة إقتناع قيادة الحزب بوضع جميع أبناء جبيل – كسروان جانبا وإختيار إبن بعلبك – الهرمل“. وقارب المصدر أهمية هذا الأمر عبر هذا التساؤل “ماذا لو تمّ ترشيح أحد البعلبكيين عن قضاء النبطية؟ ماذا كان ليحدث؟ وأكّد “ليس الشريك الآخر في الوطن مَن يهمش شيعة جبيل – كسروان، بل من يهمشهم هم شيعة لبنان”.

وفيما يتعلّق بتخلّي “حزب الله” عن النائب عباس هاشم يتابع المصدر حديثه لـ “جنوبية” أن سبب ذلك يعود إلى أنه “تم الإتفاق على أن “حزب الله” هو من سوف يسمي مرشحيه الشيعة كما أن التيار الوطني سوف يسمي مرشحيه الموارنة أي لن يستطيع بذلك التيار تسمية شيعي ضمن لائحته . وهو ما يعني الذهاب نحو مذهبة المرشحين وإلحاق كل واحد بقطيعه”.

وأكّد المصدر أن “الترند الأساسي اليوم في جبيل حتى لدى أشدّ مؤيدي “حزب الله” هو أن من يحارب شيعة جبيل هم شيعة الجنوب وبعلبك”. مشيرا إلى أن “المشكلة الأكبر أن شيعة كسروان وهم عدد لا يستهان به غير ممثلين”.

وأشار المصدر عن وجود “نقمة كبيرة لدى أبناء القرى الشيعية في هذه المنطقة ما سيؤدي بالتالي إلى حساسية لدى الشيعة غير المتحزبين ويعطي حظوظا بالتالي للائحة الأخرى التي قد تكون لصالح المرشح النائب السابق محمود عواد”.

في هذا السياق، كان لـ جنوبية” حديث مع النائب السابق والمرشح الحالي عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل-كسروان محمود عواد أوضح فيه أنه “أصدر بيان قبل أيام خاطب فيه حزب الله وحركة أمل وطالبهم بإبقاء هذا المقعد الشيعي الوحيد في هذه المنطقة المتميزة من حصة أبناء المنطقة إلا أنّ الثنائي لم يتجاوب مع هذا المطلب وكأن شيئا لم يكن”. لافتا إلى أنه “على الرغم من ذلك، القانون يضمن للمرشح أن يترشح أينما كان في لبنان”.

النائب السابق محمود عواد

وأكّد عواد أن “هذا الخيار أحدث رفضا وخوفا لدى أبناء المنطقة وتساؤلات عن سبب إختيار رجل دين وملتزم حزبيا في منطقة متنوّعة ذات اكثرية مسيحية دون مراعاة مصالح الناس هناك. متسائلا “أليس لدى “حزب الله” أصدقاء وحلفاء في جبيل – كسروان وهل يوجد في المنطقة من هو قادر على خدمة المنطقة؟”. متوعدا “في النهاية الصندوق يفصل “.

كما شدّد أنه “هذا خيارهم وهم أحرار، وأنا مرشّح للنهاية وأنا قبلت المنافسة”. وأضاف ” بهذا الترشيح يكون قد إختاروا المعركة معنا فأنا منزلي مفتوح في جبيل منذ 26 عاما للعمل السياسي، وهم بذلك كأنّما يدخلون إلى منزلي ، ولن أسمح لهم بالدخول إلى غرفة نومي”.

وفيما يتعلّق بترشّحه قال “حتى الساعة اللائحة لم تكتمل نهائيا، مبدئيا أنا مرشح مع رئيس بلدية جبيل زياد حوّاط إضافة إلى مرشح ثالث من الجرد”، لافتا إلى أنه قريبا سيتم التوافق حول مرشحي كسروان . وأشار إلى أنّه يعتبر نفسه مستقلا لكن لا مانع لديه في التعاون إنتخابيا فقط مع أحد الأحزاب وبعد الإنتخابات كل طرف يعود لقواعده”. وأضاف أن “في هذه الدائرة هناك ثلاث لوائح، لائحة الثنائي الشيعي، ولائحة فارس سعيد إضافة إلى لائحته”.

اقرأ أيضاً: نوفل ضو لـ«جنوبية»: سأترّشح ضد هيمنة السلاح

وفي الختام، أكّد أنّه ” سوف يهنئ الرابح في الإنتخابات حتى لو كان الشيخ حسين زعيتر، فهذه المعركة عملية يحكمها صندوق الإقتراع والناس، ومبارك للفائز “. مشددا على أن “السيد حسن والرئيس برّي والمقاومة على راسنا لكن في هذا الموضوع سأسير به ديمقراطيا”.

وفي سؤالنا في الختام عما إذا أصبح هناك نفور بينه وبين الثنائي أمل وحزب الله ” أشار الدكتور عواد إلى أنه ” إجتمع معهم ما يقارب الخمس مرات وكانت لقاءات جدا ناجحة وحميمة لكن كان لديهم خيار آخر “. مؤكدا أن “لا نفور بيني وبينهم ونحن في النهاية مع الديمقراطية ومع الناس”.

السابق
المرشح الجنوبي علي عيد: نحن مقاومة أكثر من المقاومة.. والحزب الشيوعي عليه أن يتواضع!
التالي
«مجزرة الغوطة» تثير الرأي العام العالمي ضدّ نظام الأسد!