الحكم الهزيل على شاكر البرجاوي يفتح ملف القضاء العسكري

سنة واحدة لشاكر البرجاوي؟ فما هي خلفية هذا الحكم؟!

قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبد الله، بحبس شاكر البرجاوي لمدة سنة غيابياً في ملف الاشتباكات المسلحة التي حصلت في محيط المدينة الرياضية في بيروت في 23 آذار 2014، والتي سقط ضحيتها قتيل وعدد من الجرحى.

الحكم الصادر بحق البرجاوي جاء بعد إدانته بمواد جنحية، فيما تمّت تبرأته، وإبطال التعقبات في حقه على خلفية قرار الاتهام الجنائي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري مارون زخور في 30 آب 2014، والذي استند إلى مواد قانون الارهاب وإلى جناية القتل العمد و محاولة القتل.

في هذا السياق أكّد مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي لـ”جنوبية” أنّ “هذا الحكم يدل بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ المحكمة العسكرية لم تعد مفرقاً قضائياً صالح لإصدار أحكام بمثل هذه الأمور وأنّ القضاء ليس بخير في لبنان”.

لافتاً إلى أنّ “المحكمة العسكرية دائماً ما تنال من فئة محددة من اللبنانيين، فتطبق عليهم أغلظ العقوبات، حتى أنّها لا تستمع لدفوع يتم التقدم بها من قبل محامين مثل ما شهدناه في أحداث عبرا وغيرها، في المقابل نرى هذا الشخص الذي ارتكب جرائم، والقاصي والداني يعرف من يكون، نجد المحكمة العسكرية لم تأخذ بكل هذه الادلة والبراهين والوقائع، لتصدر مثل هذا الحكم، الذي أعتبر أنّ له غاية سياسية”.

وشدد الحلبي على “ضرورة إلغاء مرفق القضاء العسكري في لبنان، لتعارضه مع النظام الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، ولكونه واستناداً إلى التجربة يسبب شقاق بين المجتمع والأمة اللبنانية، ولا يتميز بوحدة المعايير، والعدالة فيه انتقائية”، معتبراً أنّه “يجب إحالة هذه الملفات التي لها خلفية أمنية وجنائية إلى القضاء العدلي الجنائي للبت فيها مع الأخذ بالدفوع وبالأدلة والاستناد كذلك إلى تحقيقات علمية وقانونية سليمة من أيّة ضغوطات كأعمال التعذيب التي تجري أحياناً لدى بعض الأجهزة الأمنية أثناء التحقيقات الأولية”.

 

 

ورأى الحلبي أنّ سرعة إصدار الحكم في ملف شاكر البرجاوي قبيل الانتخابات النيابية، قد يكون بمثابة عملية تبييض لملفه الجنائي، تمهيداً لدخوله المعترك السياسي.
مشيراً إلى ما يتردد عن تداول اسم شاكر البرجاوي كمشرح على إحدى اللوائح في بيروت.

وأوضح الحلبي في هذا السياق أنّ الحكم الصادر بحق البرجاوي هو عملياً حكم غيابي، وفي حال كانت الجنحة ليست جنحة مشينة وليست متعلقة بالإرهاب، ما من شيء يمنع ترشحه للانتخابات لكونه غير محروم من حقوقه المدنية.
مردفاً “في المقابل وجدنا الحكم الصادر بحق الفنان فضل شاكر، والذي هو بريء برأينا، والذي تمّ حرمانه من حقوقه المدنية، هذا الأمر خطير جداً بالرغم من تبرئة فضل شاكر من قتال الجيش اللبناني، إلا أنّه ظلّ موصوماً بتشكيل مجموعة ارهابية علماً أنّ المجموعة المسلحة التي اتهم فيها كل سلاحها مرخص من وزارة الدفاع”.

إقرأ أيضاً: تعرفوا على شاكر البرجاوي الذي شنّ هجومًا أمس على آل الحريري وطريق الجديدة!!

وتابع الحلبي “في هذه الملفات نجد المحكمة العسكرية دائماً ما تأخذ طرفاً، وهذا بات على مرأى ومسمع من جميع اللبنانيين وهذا يؤدي إلى زعزعة الثقة بالقضاء وزيادة الشرخ في المجتمع اللبناني، هذا الشرخ الذي على القضاء معالجته في تطبيق عدالة واحدة على اللبنانيين لا عدالة استنسابية”.

ليختم بالقول “نحن طالبنا في الماضي وما زلنا نطالب بإلغاء القضاء العسكري، إذ لا يجوز لهذا القضاء أن ينظر في قضايا المدنيين، فما بالنا عندما يكون هذا المرفق أيضاً ينظر بعين واحدة بالنسبة للمحاكمين لديه، فهذا يزيد تمسكنا أكثر بضرورة إلغائه”.

إقرأ أيضاً: بندقية للايجار: من هو شاكر البرجاوي؟

وبالعودة إلى تاريخ 23 آذار 2014، فقد سجلّ هذا اليوم اشتباكات عنيفة في محيط منطقة المدينة الرياضية بين أنصار شاكر البرجاوي وبين مجموعة من الشبان في الحي الغربي، استخدم فيها أنصار البرجاوي الأسلحة الرشاشة والقذائف إضافة إلى عمليات القنص.
فيما أدّت هذه الاشتباكات إلى سقوط قتيل وإصابة 10 مواطنين.

السابق
بالتفاصل: مسؤول حزب الله يطلق النار على شابين في عرمون
التالي
ثلاث هزات لروسيا في سوريا