12 عاما على ولادة تفاهم شرّع سلاح حزب الله وأوصل عون للرئاسة

حزب الله والتيار الوطني
12 عاماً على ورقة التفاهم التي وقعت بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله في كنيسة مار مخايل؟

بعد 12 عاماً على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، كيف تُقرأ ورقة تفاهم مار مخايل الشهيرة، التي اوصلت ميشال عون لرئاسة الجمهورية وشرعت سلاح حزب الله لدى نصف المسيحيين،وهل أثرت تصريحات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الاخيرة على هذا التفاهم؟

في هذه السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث لـ”جنوبية” أنّه لا شكّ أنّ إثنتي عشرة سنة كانت أكثر من كافية لإثبات الخلل الوطني الخطير الذي بُنيَ عليه هذا التفاهم، صحيح أن هناك عشرة بنود بعضُها تتعلق ببناء الدولة وتتحدث عن الدولة المدنية وعن الحوار وعن الديمقراطية وعن الاحتلال السوري الذي وصفته الورقة بالتجربة التي شهدت أخطاء وثغرات وعن العلاقة مع الفلسطينيين وعن عودة النازحين الجنوبيين إلى إسرائيل وما إلى ذلك، غير أنّ كل هذه البنود التسعة جاءت لتخدم البند العاشر والأخير الذي يتحدث عن سلاح حزب الله تحت عنوان حماية لبنان وصيانة السيادة والإستقلال”.

اقرأ أيضاً: عن انتقادات باسيل لـ«حزب الله» وأمل وصحّة رسائل التطمين

مضيفاً “هذا البند في حقيقته ونصّه ينسُف كل البنود التسعة الأُخرى، خصوصاً البند الرابع الذي يتحدث عن بناء الدولة، حيث أنّه يُطلق يدَ سلاح حزب الله بشكل كامل في الميدانيَن الزماني والمكاني، فيبقى السلاح بحجة توافر الظروف الموضوعية إلى أمدَ غير منظور وغير مربوط بأيَ مهلة أو بأي إستحقاق حتى لو تمَ تحرير كُلَ الأراضي اللبنانية”.

يتابع الزغبي “هذا البند الخطير أي البند العاشر والذي يصف سلاح حزب الله بأنه وسيلة شريفة مُقدسة من شأنه أن يُلغي كُل البنود الأُخرى، فلا يُمكن بناء دولة مدنية أو غير مدنية ولا يُمكن البحث عن الاستقرار ولا يُمكن الحديث عن الديمقراطية وعن التوازن وعن الشراكة وعن الميثاقية وعن كل هذه البنود الأُخرى في حال وجود سلاح غير شرعيَ خارج عن الأُطر التنظيمية الشرعية لدولة اللبنانية التي يُمثلها الجيش اللبناني والقوى الامن الشرعية”.

وخلص الزغبي إلى أنه” بعد 12 عاماً، هذا الإتفاق كشف عن حقيقته بأنّه كان لخدمة سلاح حزب الله فقط لا غير، لذلك يتمسك حزب الله بهذا التفاهم تمسُكاً شبه أعمى وفي بيانه امس أثبت ذلك بينما بدأ التيار العوني الطرف الثاني في التفاهم يكتشف ثغرات هذا التفاهم بعد مرور 12 عاماً، وكان لرئيس التيار حديث لمجلة “ماغازين” أشار فيه إلى إخلال حزب الله بالبند الرابع المتعلق ببناء الدولة، وهو لو يُدرك عُمق هذا التفاهم لأدرك أنه لا يُمكن بناء دولة في وجود سلاح غير شرعي يفوق أحياناً السلاح الشرعي ويظهر على أنّه أقوى منه ويأخذ قرارات مصيرية استراتيجية مثل قرار حرب وسلم، وشنّ الحروب خارج لبنان وتنفيذ الغزوات داخل لبنان خارج الأُطر الدستورية السياسية والشرعية اللبنانية، لذلك لا بُدَ من الطرف العوني في حال كان جاداً في إصلاح هذا التفاهم أن يُلغى أو على الأقل أن يُعدل البند العاشر الذي يُطلق الحرية الكاملة لسلاح حزب الله، وإلا فإنّ كل هذا الضجيج أو هذا النقد لعدم إقدام حزب الله على الإلتزام بالبند الرابع وسواه من الإتفاق يبقى كلاماً إنتخابياً مرحلياً وعابراً ليس أكثر”.

من جهته اعتبر الصحافي علي ضاحي أنّ”حزب الله وتيار الوطني الحرَ يتمسكان بهذا التحالف بإعتبار أنه حاجة إستراتيجية خصوصاً أننا على أبواب إنتخابات، وأي خلل في التصويت أو توزيع الاصوات يمكن أن يُغير المعادلة”.

اقرأ أيضاً: «التفاهم» الذي ينقض الدولة

لافتاً إلى أنّ “حزب الله بالتعاون مع التيار يسعى لتشكيل تكتل نيابي واسع”.

وتابع ضاحي “في حال كان هذا التفاهم قد اهتز بفعل الإشتباك بين أمل والتيار الوطني الحرَ، فهو اهتز لأن التياربشخص رئيسه جبران باسيل يسعى إلى فكَ التحالف الثنائي الشيعي، وهو بذلك يُحاول إبتزاز حزب الله لتحسين مكاسب إنتخابية وسياسية على حساب حركة أمل، وهذا ما لم يقبله حزب الله”.

موضحاً أنّه لا بد من مصالحة ومكاشفة بين حزب الله والتيار والوطني الحر.

وختم ضاحي معتبراً أنّ “الهدف من مواقف باسيل الاخيرة هو شدَ العصب المسيحي، فاليوم التيار الوطني الحرَ والجمهور المسيحي بحاجة إلى خطاب مشابه لخطاب بشير الجميل، حتى يكسب معركته الإنتخابية التي هي بوابة العبور إلى الاستحقاق الرئاسي في العام عام 2022، حيث أنّ جبران باسيل يخوض من الآن معركته الرئاسية”.

السابق
نوفل ضو يترشح عن دائرة كسروان: ضد السلاح والمارونيّة السياسية
التالي
لماذا قد تكون 2018 عام الحرب بين إسرائيل وإيران؟