أزمة «أمل – التيار الحرّ» تهدّد أمن لبنان واستقراره السياسي

جبران باسيل
الامور مفتوحة على كلّ الاحتمالات، ‏وباب الخيارات ايضا هكذا صرّحت مصادر "حركة أمل" لـ "جنوبية"، فأي مشهد ينتظر اللبنانيون في ظلّ إصرار التيار الوطني الحر على عدم الإعتذار؟

توسّعت الهوّة بين بعبدا وعين التينة إلى درجة غير مسبوقة بين الطرفين، وفيما شكّل الفيديو المسرب لرئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل الحامل أوصافا مقذعة في حق رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري الضربة القاضية التي قضت على جميع الوساطات. فإن أخطر ما في الأمر أن هذا الصراع تدحرج إلى الشارع وهو ما ترجم بتحركات أنصار “حركة أمل” بتسكير الطرق وحرق الإطارات في مختلف المناطق اللبنانية.

اقرأ أيضاً: فتنة «الفيديو» تتمدّد في الشارع وإجراءات الجيش تخمدها

ومع مرور “القطوع ” أمس، إلا أن الأجواء لا تبشر بخير سيّما مع رفض باسيل القاطع النزول عند طلب “أمل” بالإعتذار أمام جميع اللبنانين ، وبعدما تبيّن أن كلام وزير الخارجية لم يكن في جلسة خاصة ومغلقة إنّما كان أمام حضور كبير في جلسة تضمّ مختلف الأحزاب والتيارات في المنطقة الذين حضروا بناء على دعوة عامة.
فكيف سوف تتطور الأمور بين بعبدا وعين التنية؟ وكيف ستنفس أمل عن غضبها؟ فهل سنشهد المزيد من التحركات في الشارع أو أن التداعيات ستكون على مستوى البلد ؟

وفي ظلّ هذه الأجواء ومع إصرار باسيل على عدم التراجع عن كلامه المسيئ بحق رئيس مجلس النواب أسئلة كثيرة تطرح فهل كان يقصد رئيس “التيار الحرّ” توجيه الإهانات للرئيس برّي بشكل علني سيما أن التصوير كان متاحا؟ وإن كان ذلك لماذا يصرّ على إعادة تأزيم الوضع مع عين التينة؟ أو أن ما صدر عنه كان فعلا زلّة لسان؟

وفي هذا السياق، رأت مصادر مقربة من عين التينة أن “المجالس الضيقة تضم عادة 3 أو 4 أشخاص بالكثير، إلا أن كلام باسيل كان أمام حضور كبير لا يقل عن خمسين شخصا هذا عدا عن أنه كان يتحدث عبر “الميكروفون” وكان هناك حرية تصوير الحضور وهذا ما يعني أن كلامه مقصود وليس كما برّر”.

كما إستغرب المصدر من يقول أن باسيل يندم على ما قاله “مشيرا إلى أنه لا يندم عن كلاما يقوله عن قناعة فهذا هو جبران باسيل”. مشيرا إلى أن أخطر ما قاله بعيدا عن الإستثمار الإنتخابي على الأرض الداخلية في لبنان من حيث خلق الفتنة دون أن يحسب حساب لما يقوم به”. مؤكّدا إذ كان لا يعلم حجم خطئه وتداعياتها مصيبة وإن كان لا يعلم مصيبة أكبر”. وجزم المصدر أن “باسيل كان يدرك تماما إلى ما سيؤدي إليه هذا الكلام المسيئ بحق شخصية تاريخية مثل الرئيس برّي”.

نبيه بري و جبران باسيل
نبيه بري و جبران باسيل

ولفت المصدر إلى أن “باسيل عندما تحدث في الفيديو المسرّب عن من حكم البلد منذ 25 عاما وسيطر على الإقتصاد فهو كان يقصد عهد الشهيد رفيق الحريري”، ورأى أن “أخطر ما قاله باسيل أنّه لا يطال فقط برّي أو الشيعة إنما يطال أيضًا الطائفة السنية” والمشكلة هنا إعادة بناء المتاريس بين المسلمين والمسيحيين ليس فقط بين الشيعة والمسيحيين، والخطورة هنا بإعادة البلد لأجواء 1975. هذا عدا عن أنّه لا يحق له على الإطلاق التطاول على هكذا قامة وطنية إسمها لرئيس نبيه برّي”.

وفيما يتعلّق بتحركات “حركة أمل” على ضوء عدم الإعتذار قال المصدر “لا يمكن القول أن المطلوب منه الإعتذار لحلّ الأمور، فاليوم هناك مسألة أساسية تتعلّق برئيس الجمهورية فهل هو راض اليوم عما قام به “صهره” وبالتالي أين دور الرئيس الحكيم والحكم الذي من المفترض أن يكون راعيا لجميع اللبنانيين وحاميا لإستقرار البلد؟ فبالأمس “صهره” أخل إستقرار البلد من خلال تطاوله على مرجعية يدرك تماما أهميتها ويدرك أيضا ردود الفعل الناتجة عن إستهدافها. فهل سيدخل عون على هذا الخط بالحد الأدنى ويمارس دوره كحامي للبلد وبالتالي يدفع بـ “صهره” للإعتذار؟ مشيرا إلى أن الكرة في ملعب عون”.

اقرأ أيضاً: صوايا بعد التهجّم على صورته ومنزله: أسامح لأني من أنصار «العيش المشترك»

وفي حال عدم الإعتذار لم يستبعد المصدر نفسه أن تذهب الأمور إلى القطيعة مشيرا إلى أن “الامور مفتوحة على كلّ الاحتمالات، ‏وباب الخيارات ايضاً فتعطيل الحكومة أو الإستقالة منها واردا كما أن تعطيل مجلس النواب وارد”.

وفي الختام أكّد المصدر أن التحركات أمس كانت عفوية ولم يكن هناك قرار للإحتجاج، معتبرا أن المسألة صعبة وما حصل ليس أمرا بسيطا مؤكدا “نحن في أخطر أزمة سياسية في البلد وهي أزمة مفتوحة تحتاج إلى حكمة “. مشيرا إلى ضرورة قراءة موقف “حزب الله” أمس.

هذا وقد حاولت “جنوبية” التواصل مع عدد من مسؤولي “التيار الوطني الحرّ” إلا أنهم إمتنعوا عن التصريح إلتزاما بالتعميم الحزبي بعدم إدلاء أي تصريحات في هذا الموضوع بإنتظار المؤتمر الذي سيعقده رئيس التيار الوطني اليوم”.

المحصلة هو أننا اليوم أمام هدوء حذر ومن الغير المستبعد أن تتدحرج هذه الكرة وتؤدي إلى تعطيل البلاد في ظلّ تشبث الفريقين بموقفهما. خصوصا أن الرئيس برّي صاحب تجربة بتعطيل المجلس النيابي.

السابق
التيار الوطني الحر يعلق على مسألة الاعتذار: ما منركع!
التالي
تكتل التغيير والإصلاح: الملف انتهى!