مؤتمر دعم لبنان ينعقد في باريس: اللاجئون والاستقرار السياسي والإقتصادي

تستقبل باريس اليوم اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية للبنان يكتسب دلالات بارزة في توقيته ونتائجه المتوقعة بعد طي ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري واضطلاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدور أساسي ومحوري في بلوغ خواتيمها بحسب “”النهار”. وسيفتتح الاجتماع صباحاً الرئيس ماكرون نفسه بمداخلة أولى له من “الكي دورسيه”، فيما يرأسه، استناداً إلى بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية، وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان ونائبة الامين العام للامم المتحدة السيدة آمنة محمد. وسيحضر الاجتماع الرئيس سعد الحريري الذي وصل مساء أمس الى باريس لهذه الغاية ووزير الخارجية جبران باسيل، كما تشارك فيه المانيا والصين والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا وروسيا ومصر والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والبنك الدولي ومكتب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان.

إقرأ ايضًا: لبنان من الحاضنة السعودية الخشنة الى الحضن الغربي الناعم

وذكرت مصادر ديبلوماسية فرنسية  لـ “النهار” عشية الاجتماع بأن مجموعة الدعم الدولية انطلقت بمبادرة فرنسية عام 2013 في الامم المتحدة وكان هدفها توفير دعم أفضل للبنان وتعزيز موقعه في مواجهة تحديات الازمة السورية وتداعياتها عليه ومساعدته على تعزيز وضعه الاقتصادي. وتشكل هذه المبادرة رسالة لدعم الصيغة اللبنانية والمحافظة عليها لمواجهة التوترات الاقليمية والمحافظة على استقراره وسيادته وسلامة أراضيه.

ولاحظت المصادر ان لبنان معرض لضغوط من الخارج من شأنها إضعافه داخلياً ويعود تالياً الى المجتمع الدولي حشد جهوده لتذكير الذين يمارسون ضغوطاً عليه من خلال رسائل دعم لاستقراره.

وينعقد هذا الاجتماع بعد انقطاع منذ أيلول 2015 بمبادرة فرنسية جديدة هدفها الأول سياسي وهو الانخراط في انهاء التصعيد بعد استقالة الرئيس الحريري وعودته عنها واعلان الحكومة التقيد بسياسة “النأي بالنفس” عن الازمات الاقليمية لأن الوضع لا يزال هشّاً في سوريا والمجتمع الدولي متفق على حماية الاستقرار اللبناني. واعتبرت هذه المصادر انه يعود الى اللاعبين ومنهم “حزب الله” التركيز على الاستقرار الداخلي وعدم جر لبنان الى الفوضى الاقليمية.

وقالت مصادر لبنانية تابعت التحضير لمؤتمر باريس لـ”اللواء” ان هذا الاجتماع يحظى بعناية واهتمام خاص من قبل الرئيس الفرنسي الذي ستكون له كلمة وصفت بالهامة، يتحدث فيها عن الوضع اللبناني ويؤكد دعمه لامنه واستقراره، وتليها كلمة للرئيس الحريري الذي سيكون متسلحاً بقرار حكومي لبناني “طازج” أكّد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، ويتوقع ان يشرح الحريري في كلمته الظروف الحسّاسة التي يمر فيها لبنان ويجدد التأكيد على ما جاء في البيان الوزاري الجديد.

 

ومن المقرّر ان تستمر أعمال المؤتمر حتى ظهر اليوم، وتتخلله مداخلات لرؤساء الوفود وكلمة لوزير الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، وأخرى لنائبة الأمين العامم للامم المتحدة آمنة محمّد، ويختتم بصورة تذكارية للمشاركين.

وتوقعت المصادر ان يُؤكّد المؤتمر في البيان الذي سيصدر في ختام أعماله، تأييده لخطوات الحكومة اللبنانية بعد البيان الذي صدر عنها يوم الثلاثاء الماضي، وأدى إلى تراجع الرئيس الحريري عن استقالته، إضافة إلى تحديد وسائل لمساعدة لبنان ودعم استقراره وامنة وسيادته، بحسب تعبير الخارجية الفرنسية، وبحيث يكون هذا الدعم بمثابة مظلة دولية داعمة لاستقرار لبنان وحمايته من أزمات المنطقة.

ولفتت المصادر إلى انه قد ترد في البيان الختامي فقرة عن تأييد الاستقرار الاقتصادي اللبناني، في إشارة إلى أهمية انعقاد مؤتمر باريس-4 المتوقع عقده في الفصل الأوّل من العام المقبل، والذي سيكون له طابع مالي واقتصادي داعم للبنان في ظل الظروف الصعبة والمعاناة التي يتكبدها جرّاء أزمة النزوح السوري.

وقد حصلت “الشرق الأوسط” على البيان الختامي لـ”مجموعة دعم لبنان” وتدعو المجموعة رئيس الوزراء ورئيس جمهورية لبنان، بالتنسيق مع جميع الأطراف اللبنانية، إلى تسريع برنامج الإصلاح الحكومي لتمكين جميع المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي داخل دولة تضطلع بدورها كاملا في مناخ من الديمقراطية والشفافية. ونظرا للصعوبات التي يواجهها الاقتصاد اللبناني، وخاصة الصعوبات الناجمة عن الأزمة السورية، فإن “مجموعة دعم لبنان” تدعو القطاع الخاص والجهات الدولية والإقليمية كافة إلى مساندة لبنان. وترحب المجموعة أيضا بانعقاد مؤتمر الاستثمار الدولي القادم لمساندة الإصلاحات التي تجريها الحكومة اللبنانية وكذلك خطة الاستثمار الهادفة إلى زيادة النمو وخلق المزيد من فرص العمل وتجديد البنية التحتية، وتناشد المجموعة أيضا القطاعين الخاص والعام المساهمة في هذا الجهد. وتشير مجموعة دعم لبنان إلى الدور المهم الذي يلعبه البنك المركزي اللبناني لضمان الاستقرار المالي في البلاد.

إقرأ ايضًا: النأي بالنفس يعود بالحريري عن استقالته بانتظار عودة حزب الله من معاركه

وتؤكد المجموعة في بيانها أن القوات المسلحة اللبنانية ومؤسسات الأمن الوطني، تمثل خطوط الدفاع الشرعية عن لبنان وفق دستور لبنان ووفق بنود “اتفاق الطائف”. وتدعو كل الأطراف اللبنانية إلى مواصلة النقاشات الخاصة بـ”استراتيجية الدفاع الوطني”، كذلك تدعو الجماعة المجتمع الدولي إلى مواصلة التنسيق وتقديم المزيد من الدعم إلى تلك المؤسسات لما لذلك من أهمية كبيرة لتعزيز سيادة ووحدة لبنان، وترحب المجموعة أيضا بانعقاد اجتماع “روما 2” المقبل.

وتثني “مجموعة دعم لبنان” كذلك على ما بذلته السلطات اللبنانية والشعب اللبناني من جهد لاستضافة اللاجئين السوريين. ولذلك، فإن المجموعة تؤكد الحاجة إلى العمل لترتيب العودة الآمنة والكريمة والطوعية لهؤلاء اللاجئين، متى سنحت الظروف لذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وبمقتضى القانون الدولي، بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية. وتناشد المجموعة المجتمع الدولي زيادة دعمها للجهات التي تولت استقبال اللاجئين داخل لبنان، وفي هذا الخصوص، فإنها ترحب بعقد مؤتمر “بروكسل 2” المقبل وفق دعوة من الاتحاد الأوروبي.

السابق
الحرس الثوري الايراني يدعم إنتفاضة جديدة
التالي
ماكرون: على اللاعبين الإقليميين إحترام مبدأ عدم التدخل في لبنان